Hadislerle İslâm Cilt 2 Sayfa 293

Müslüman olan kimse olduğu kabul edilen Es"ad b. Zürâre tarafından kurulmuş bir mescit vardı. Resûlullah"ın hicretinden önce Es"ad burada Müslümanlara vakit namazları ile cuma namazlarını kıldırıyordu.20

Kur"ân-ı Kerîm"de, “Eğer Allah, bir kısım insanları diğer bir kısmı ile önlemeseydi, mutlak surette, içlerinde Allah"ın ismi bol bol anılan manastırlar, kiliseler, havralar ve mescitler yıkılır giderdi.” buyuran21 Yüce Yaratan, kendisine ibadet edilen mekânların önemine işaret etmektedir. Allah Resûlü de Müslümanların mâbedi olan mescitlerin, “Allah katında en makbul mekânlar” 22 olduğunu haber vermiş ve bulunduğu yerlerde mescit yapılmasına özen göstermiştir. Sahâbeyi de bu konuda teşvik etmiş, “Her kim Allah için bir mescit bina ederse, Allah ona cennette bu mescidin benzeri (bir köşk) bina eder.” 23 buyurmuştur. Bu nedenle Mescid-i Nebevî"den sonra Medine"nin içinde ve çevresinde pek çok mescit bina edilmiş, bunların çoğu yapımlarını gerçekleştiren kabilelere nispet edilmiştir. Fakat bunların içinde Hz. Peygamber"in mescidi ayrıcalığını korumuş, vakit namazları bütün mescitlerde kılınmakla beraber, ilk dönemlerde cuma namazlarında bütün müminlerin Allah Resûlü"yle buluştuğu yegâne mescit Mescid-i Nebevî olmuştur.24

Mescitler İslâm"ın sembolü, Müslümanların birlik ve beraberliklerinin göstergesi, onların bir bölgedeki varlık ve hâkimiyetlerinin işaretidir. Resûlullah"ın (sav), bir ordu veya akıncı birliği gönderdiğinde onlara verdiği şu talimat bunu açıkça ortaya koymaktadır: “Orada bir mescit görürseniz ya da ezan sesi işitirseniz (o bölge halkından) kimseye saldırmayınız.” 25

Birleştirici rolü olan mescitlerin, insanlar arasındaki farklılıkları ortaya koymak, ayrı bir zümre oluşturmak amacıyla inşa edilmesi, Müslümanlar arasındaki kardeşlik anlayışına aykırıdır. Nitekim inananların Hz. Peygamber"in mescidinde bir araya gelerek kenetlenmelerinden rahatsızlık duyan münafıklar bu birliği bozmak, müminler arasına ayrılık sokmak ve onların aleyhinde yapacakları zararlı faaliyetler için merkez oluşturmak amacıyla bir mescit inşa etmişlerdi. Ancak Yüce Allah Kur"ân-ı Kerîm"de "Mescid-i Dırâr" diye anılan bu mescidin hangi niyetlerle kurulduğunu Resûlü"ne bildirmiş ve şöyle buyurmuştu: “Ey Peygamber! Böyle bir yere asla adımını atma. İçine adım atacağın en uygun mescit, daha ilk günden beri, Allah"tan yana takva temeli üstünde yükseltilen mescittir ki, orada arınmak isteğiyle dolup taşan kimseler vardır. Şüphesiz Allah kendini arındıranları sever.” 26

Bu âyetlerin yer aldığı Tevbe sûresinin daha ilk başında Allah Teâlâ şöyle buyurmuştur: “Allah"ın mescitlerini ancak Allah"a ve âhiret gününe iman

    

Dipnotlar

20 MA9743 Abdürrezzâk, Musannef, V, 384

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه في عروة قال : فلما كثر المسلمون وظهر الايمان ، فتحدث به المشركون من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم ، يعذبونهم ويسجنونهم ، وأرادوا فتنتهم عن دينهم ، قال : فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للذين آمنوا به : تفرقوا في الارض ، قالوا : فأين نذهب يا رسول الله ؟ قال : هاهنا ، - وأشار بيده إلى أرض الحبشة ، وكانت أحب الارض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاجر قبلها - فهاجر ناس ذو عدد ، منهم من هاجر بأهله ، ومنهم من هاجر بنفسه ، حتى قدموا أرض الحبشة ، قال الزهري : فخرج في الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية ،وعثمان بن عفان - رحمه الله - بامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) ، وخرج فيها خالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة (2) ابنة خلف ، وخرج فيها أبو سلمة بامرأته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ، ورجل (3) من قريش خرجوا بنسائهم ، فولد بها عبد الله بن جعفر ، وولدت بها أمة (4) ابنة خالد بن سعيد ، أم عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير ، وولد بها الحارث بن حاطب (5) في ناس من قريش ولدوا بها. قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت : لم أعقل أبوي (6) قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر (7) علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار - بكرة وعشية - فلما ابتلي المسلمون ، خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة ، حتى إذا بلغ برك الغماد (8) لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة (9) ، فقال ابن الدغنة (1) : أين تريد ؟ يا أبا بكر ! فقال أبو بكر أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الارض ، وأعبد ربي ، فقال ابن الدغنة : مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار (2) ، فارجع فاعبد ربك ببلدك ، فارتحل ابن الدغنة ورجع مع أبي بكر ، فطاف ابن الدغنة في كفار قريش ، فقال : إن أبا بكر خرج ولا يخرج مثله ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة ، وأمنوا أبا بكر ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، وليصل فيها ما شاء ، ولا يؤذينا ، ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ، ففعل ، ثم بدالابي بكر فبنى مسجدا بفناء (3) داره ، فكان يصلي فيه ويقرأ ، فيتقصف (4) عليه نساء المشركين وأبناءهم ، يعجبون منه ، وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة ، فقدم عليهم ، فقالوا : إنما أجرنا أبا بكر على أن يعبد الله في داره ، وإنه قد جاوز ذلك ، وبنى مسجدا بفناء داره ، وأعلن الصلاة والقراءة ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فأته فأمره ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك ، فاسأله أن يرد عليك ذمتك ، فإناقد كرهنا خفرك (1) ، و [ لسنا ] (2) مقرين لابي بكر بالاستعان ، قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك ، إما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجل عقدت له ، فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله ورسوله ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين : إني قد أريت (3) دار هجرتكم ، إني أريت دارا سبخة ذات نخل ، بين لابتين ، وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة ، حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين ، وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر : أترجو ذلك ؟ يا نبي الله ! قال : نعم ، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته ، وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده ورق السمر (1) أربعة أشهر ، قال الزهري : قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن يوما جلوسا في بيتنا ، في نحر الظهيرة ، قال قائل لابي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا (2) رأسه ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداله أبي وأمي ، إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر (3) ، قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذن ، فأذن له ، فدل ،...(4) فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإنه قد أذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر : فالصحابة (5) بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال أبو بكر : فخذ بأبي أنت يارسول الله وأمي إحدى (6) راحلتي هاتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالثمن ، قالت عائشة : فجهزناهما أحث (7) الجهاز ، فصنعنا لهما سفرة (8) في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها (9) فأوكت (10) به الجراب ، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين (1) ، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل (2) يقال له ثور ، فمكثا (3) فيه ثلاث ليال (4). قال معمر : وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره في قوله * (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) * (5) قال : تشاورت قريش بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق ، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : أن أخرجوه ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، فبت [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الامر ، فصعدوا الجبل ، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاثا (6). قال معمر : قال قتادة : دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لايدخل معكم أحد ليس منكم ، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد ، فقال بعضهم : ليس عليكم من هذا عين ، هذا رجل من أهل نجد ، قال : فتشاوروا ، فقال رجل منهم : أرى أن تركبوه بعيرا ثم تخرجوه ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، هو هذا قد كان يفسد ما بينكم وهو بين أظهركم ، فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ، ثم حملهم عليكم ، يقاتلوكم ، فقالوا : نعم ما رأي هذا الشيخ ، فقال قائل آخر : فإني أرى أن تجعلوه في بيت وتطينو اعليه بابه ، وتدعوه فيه حتى يموت ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، أفترى قومه يتركونه فيه أبدا ؟ لا بدأن يغضبوا له فيخرجوه ، فقال أبو جهل : أرى أنه تخرجوا من كل قبيلة رجلا ثم يأخذوا أسيافهم ، فيضربونه ضربة واحدة ، فلا يدرى من قتله فتدونه ، فقال الشيطان : نعم ما رأى هذا ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل ، يقال له ثور ، ونام [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح ، بادروا إليه فإذا هم بعلي ، فقالوا : أين صاحبك ، قال : لاأدري فاقتصوا أثره ، حتى بلغوا الغار ، ثم رجعوا ، فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال. قال معمر : قال الزهري في حديثه عن عروة (1) : فمكثا فيه ثلاث ليال ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب لقن (2) ، ثقف ، فيخرج من عندهما سحرا ، فيصبح عند قريش بمكة ،كبائت (1) ، فلا يسمع أمرا يكادان (2) به إلا وعاه ، حتى يأتيهما (3) بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة (4) من غنم ، فيريحها (5) عليهما حين يذهب ساعة من الليل ، فيبيتان في رسلها (6) ، حتى ينعق (7) بها (8) عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث. واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل (9) من بني (10) عبدبن عدي ، هاديا خريتا - والخريت : الماهر بالهداية - قد غمس (11) يمين حلف في آل العاص بن وائل ، وهو على دين كفار قريش ، فأمناه ، فدفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ، فأتى غارهما (12) براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث ، فارتحلا ،وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، والدليل الديلي ، فأخذ بهم طريق أذاحر ، وهو طريق الساحل. قال معمر : قال الزهري : فأخبرني عبد الرحمن (1) بن مالك المدلجي ، وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول : جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية (2) كل واحد منهما ، لمن قتلهما أو أسرهما ، قال : فبينا أنا جالس من مجالس قومي من بني مدلج (3) ، أقبل رجل منهم حتى قام علينا ، فقال : ياسراقة ! إني رأيت آنفا أسودة (4) بالساحل ، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا ، انطلقوا بغاة (5) ، قال : ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت ، فدخلت بيتي ، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي ، وهي من وراء أكمة تحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ،فخططت بزجي (1) بالارض ، وخفضت عليه (2) الرمح ، حتى أتيت فرمي ، فركبتها ، فرفعتها (3) تقرب (4) بي ، حتى رأيت أسودتهم ، حتى [ إذا ] (5) دنوت منهم ، حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي ، فخررت عنها (6) ، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي (7) فاستخرجت منها - أي الازلام (8) - فاستقسمت بها أضرهم أم لا ؟ فخرج الذي أكره ، لاأضرهم ، فركبت فرسي وعصيت الازلام فرفعتها تقرب بي أيضا ، حتى إذا دنوت [ و ] سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت (9) يدا فرسى في الارض ، حتى بلغت الركبتين ، فخررت عنها (10) ، فزجرتها ، فنهضت ، فلم تكد تخرج يداها ، فلما استوت قائمة إذا لاثر يديها عثان (1) ساطع في السماء مثل (2) الدخان. قال معمر : قلت لابي عمرو بن العلاء : ما العثان ؟ فسكت ساعة ثم قال : هو الدخان من غير نار - قال معمر : قال الزهري في حديثه : فاستقسمت بالازلام ، فخرج الذي أكره ، لا أضرهم ، فناديتهما (3) بالامان ، فوقفا ، وركبت فرسي حتى جئتهم ، وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم ، أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم من أخبار سفري (4) وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزءوني (5) شيئا ، ولم يسألوني إلا أن أخف عنا (6) ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به (7) ، فأمر عامر بن فهيرة فكتبه لي [ في ] (8) رقعة من أدم ، ثم مضى (9).قال معمر : قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المسلمين ، كانوا تجار المدينة (1) بالشام ، قافلين إلى مكة ، فعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثياب بياض ، يقال : كسوهم : أعطوهم. وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يغدون (2) كل غداة إلى الحرة ، فينتظرونه حتى يؤذيهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره ، فلما انتهوا إلى بيوتهم ، أوفى (3) رجل من يهود أطما (4) من آطامهم لامر ينظر إليه ، فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين (5) ، يزول بهم السراب (6) ، فلم يتناهى (7) اليهودي أن نادى بأعلى صوته : يا معشر العرب ! هذا جدكم (8) الذي تنتظرونه ، فثار المسلمون إلى السلاح ، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتوه بظاهر (9) الحرة ، فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ، حتى نزل في بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول ،...(10)وأبو بكر يذكر الناس (1) ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ، وطفق من جاء من الانصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر ، حتى أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس ، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته ، فسار ، ومشى الناس حتى بركت به عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، وكان مربدا (2) للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته : هذا المنزل إن شاء الله ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين ، فساومهما بالمربد ليتخذه (3) مسجدا ، فقالا : بل نهبه لك يا رسول الله ! فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبله هبة ، حتى ابتاعه منهما ، وبناه مسجدا ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن (4) في ثيابه ، وهو يقول : هذا الحمال لاحمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر ويقول :[ اللهم ] (1) إن الاجر أجر الاخرة فارحم الانصار والمهاجره يتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي ، ولم يبلغني في الاحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت قط من شعر تام ، غير هؤلاء الابيات (2) ، ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد. فلما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش ، حالت الحرب بين مهاجرة أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق ، فكانت أسماء بنت عميس تحدث أن عمر بن الخطاب كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة ، فذكرت ذلك - زعمت أسماء - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لستم كذلك (3) ، وكان أول آية أنزلت في القتال (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) (4). ST1/218 ST1/218 ST1/239 İbn Sa’d, Tabakât, I, 218, 239. وذكروا الرجلين وذكروا أنه لم يكن أحد أول من الستة وذكروا أن أول من أسلم ثمانية نفر وكتبنا كل ذلك وذكروا أن أول من أسلم من الأنصار أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس خرجا إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فقال لهما قد شغلنا هذا المصلي عن كل شيء يزعم أنه رسول الله قال وكان أسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان يتكلمان بالتوحيد بيثرب فقال ذكوان بن عبد قيس لأسعد بن زرارة حين سمع كلام عتبة دونك هذا دينك فقاما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرض عليهما الإسلام فأسلما ثم رجعا إلى المدينة فلقي أسعد أبا الهيثم بن التيهان فأخبره بإسلامه وذكر له قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وما دعا إليه فقال أبو الهيثم فأنا أشهد معك أنه رسول الله وأسلم ويقال أن رافع بن مالك الزرقي ومعاذ بن عفراء خرجا إلى مكة معتمرين فذكر لهما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام فأسلما فكانا أول من أسلم وقدما المدينة فأول مسجد قرئ فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زريق ويقال أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من مكة فمر على نفر من أهل يثرب نزول بمنى ثمانية نفر منهم من بني النجار معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ومن بني زريق رافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس ومن بني سالم عبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان حليف لهم من بلي ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام فأسلموا وقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم تمنعون لي ظهري حتىأبلغ رسالة ربيفقالوا يا رسول الله نحن مجتهدون لله ولرسوله نحن فاعلم أعداء متباغضون وإنما كانت

21 Hac, 22/40.

اَلَّذ۪ينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ اِلَّٓا اَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللّٰهُۜ وَلَوْلَا دَفْعُ اللّٰهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ ف۪يهَا اسْمُ اللّٰهِ كَث۪يرًاۜ وَلَيَنْصُرَنَّ اللّٰهُ مَنْ يَنْصُرُهُۜ اِنَّ اللّٰهَ لَقَوِيٌّ عَز۪يزٌ ﴿40﴾

22 M1528 Müslim, Mesâcid, 288.

وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ - حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى ذُبَابٍ فِى رِوَايَةِ هَارُونَ - وَفِى حَدِيثِ الأَنْصَارِىِّ حَدَّثَنِى الْحَارِثُ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا » .

23 M7471 Müslim, Zühd, 44.

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى كِلاَهُمَا عَنِ الضَّحَّاكِ - قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَرَادَ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ فَكَرِهَ النَّاسُ ذَلِكَ وَأَحَبُّوا أَنْ يَدَعَهُ عَلَى هَيْئَتِهِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ مِثْلَهُ » .

24 BE1/273, Belâzürî, Ensâbü’l-eşrâf, I, 273.

ثم جبله بيده حتى جعله كالثريد، ثم قال: يا واثلة، ادع عشرةً من أصحابك، وخلف عشرة، ففعلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلسوا بسم الله، فجلسوا. فقال: كلوا بسم الله من حواليها، واعفوا رأسها فإن البركة تأتي من فوقها. قال: فرأيتهم يأكلون حتى تملوا شبعاً. ثم قال لهم: انصرفوا إلى مكانكم، وابعثوا أصحابكم. فأمرهم الذي أمر به الأولين. فأكلوا حتى ملوا شبعا، وإن فيها لفضلة وقمت متعجباً مما رأيت. وكان عباد بن خالد الغفاري من أهل الصفة، ومات أيام معاوية. وكان منهم ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحبه قديما وبقي إلى آخر أيام الحرة، وكان منهم جرهد بن رزاح الأسلمي أبو عبد الرحمن، بقي إلى زمن معاوية، ويقال: إلى زمن يزيد. ويعيش بن طخفة الغفاري. باب الأذان قالوا: وائتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يجعلوا شيئا للاجتماع للصلاة، فقال بعضهم: الناقوس. وقال بعضهم: البوق. فروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى في نومه أن لا يجعلوا شيئا من ذلك، وأن يؤذنوا بالصلاة. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالاً يؤذن، فقال له رسول الله، حين قص رؤياه: سبقك الوحي يا عمر. وقد روي أيضاً أن عبد الله بن زيد بن ثعلبة الخزرجي رأى في النوم أنه مر به رجل ومع ناقوس، فقال له: أتبيع الناقوس ؟ فقال الرجل: وما تصنع به ؟ قال: أضرب به ليجتمع المسلمون للصلاة، فقال: أجيئك بخير من ذلك ؟ تقول: الله أكبر الله أكبر حتى تختم الأذان ب لا إله إلا الله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد الوحي قد سبقه بذلك، فأمر بلالا، فأذن. قالوا: وكانت بالمدينة تسعة مساجد. فكانوا يصلون فيها، ويجمعون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

25 D2635 Ebû Dâvûd, Cihâd, 91

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ عَنِ ابْنِ عِصَامٍ الْمُزَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى سَرِيَّةٍ فَقَالَ « إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَلاَ تَقْتُلُوا أَحَدًا » . T1549 Tirmizî, Siyer, 2. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِىُّ الْمَكِّىُّ - وَيُكْنَى بِأَبِى عَبْدِ اللَّهِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ هُوَ ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ عَنِ ابْنِ عِصَامٍ الْمُزَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ جَيْشًا أَوْ سَرِيَّةً يَقُولُ لَهُمْ « إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَلاَ تَقْتُلُوا أَحَدًا » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَهُوَ حَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ .

26 Tevbe, 9/107-108.

وَالَّذ۪ينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْر۪يقًا بَيْنَ الْمُؤْمِن۪ينَ وَاِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُۜ وَلَيَحْلِفُنَّ اِنْ اَرَدْنَٓا اِلَّا الْحُسْنٰىۜ وَاللّٰهُ يَشْهَدُ اِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿107﴾ لَا تَقُمْ ف۪يهِ اَبَدًاۜ لَمَسْجِدٌ اُسِّسَ عَلَى التَّقْوٰى مِنْ اَوَّلِ يَوْمٍ اَحَقُّ اَنْ تَقُومَ ف۪يهِۜ ف۪يهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ اَنْ يَتَطَهَّرُواۜ وَاللّٰهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّر۪ينَ ﴿108﴾