Hadislerle İslâm Cilt 3 Sayfa 39

iki kişinin arasını düzeltmenin (ıslâhu zâti"l-beyn), nafile oruç, namaz ve sadakadan daha üstün bir davranış olduğunu söylerken, iki insan arasına fesat sokmanın da barışın kökünü kazıyan bir davranış olduğunu belirtmiştir.31

İman, güzel bir davranışın Allah indinde kabule mazhar olması için gereken ilk ve en önemli koşuldur. İnandıktan sonra salih amel işleyenlerin çabalarının zayi olmayacağına32 ve karşılığının kesintisiz olarak verileceğine33 dair birçok ilâhî vaat bulunmaktadır. İman olmaksızın sergilenen iyi davranışlar, âhiret hayatı için bir fayda sağlamayacaktır: “Allah, sırf kendi rızası için yapılmayan hiçbir ameli kabul etmeyecektir.” 34 Dolayısıyla Allah"ın rızası bulunmayan amel de salih görülmeyecektir. Peygamber-i Zîşân Efendimiz, Allah için değil de, başka varlıklar için çalışanlara âhiret günü bir münadinin şöyle sesleneceğini haber verir: “Kim işlediği bir amelde Allah"a başkasını ortak koşmuşsa sevabını Allah"tan başkasından istesin. Zira Allah kendisine ortak koşulmasından en uzak olandır.” 35

Kur"an"da salih amelin, kötülüklerin ve günahların karşısında bir alternatif olarak sunulduğu görülür.36 Bu alternatif, kulun hem kendine yaptığı kötülükler, hem de başkalarının kendisine yaptığı kötülükler için geçerlidir. Allah Teâlâ salih ameli tevbenin bir parçası olarak bizlere takdim eder: “...Sizden kim cahillikle bir kabahat işler de sonra peşinden tevbe eder, durumunu düzeltirse, Allah, çok bağışlayandır, çok merhamet edendir.” 37

Gerçekten de inananlar, başkalarından gördükleri kötülükleri onlara iyilik yaparak gidermeye çalıştıkları gibi,38 başkalarına yaptıkları kötülükleri ve kendi günahlarını da ancak salih amelle düzeltebilirler. Başkasına yapılan bir haksızlık veya bir kötülüğün bağışlanması için sadece pişman olup tevbe etmek yetmez. O haksızlığı düzeltmek de gerekir. Örneğin gereksiz yere başkasının onuruyla oynayarak ve ona ait bir malı zimmetine geçirerek haksızlık yapan kimse, kıyamet günü gelmeden önce yaptığı bu haksızlığı telâfi etmelidir. Ya hak sahibiyle helâlleşmeli veya hakkını geri ödemelidir. Bunu yapmadığı takdirde işlediği salih amellerinden de olur.39 Şu hâlde kul hakkını yiyen kimse, sabah akşam namaz kılıp niyaz eylese de yaptığı kötülüğü temizleyemez, kendisini aklayamaz. Fakat işlenen günah, kul ile Allah arasındaki bağı zedeleyen türden ise, elbette bu durumda tevbeden sonra yapılacak her türlü iyilik, günahı temizleyecektir. Zira kötülükleri ancak iyilikler silebilir.40

Takva, Müslüman"ın salih amel işleyerek Allah"ın azabından kendini koruması anlamına geldiğine göre,41 salih amel sadece günahları silmekle

    

Dipnotlar

31 D4919 Ebû Dâvûd, Edeb, 50.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ » . قَالُوا بَلَى . قَالَ « إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ » .

32 Enbiyâ, 21/94

فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِه۪ۚ وَاِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴿94﴾ Kehf, 18/30. اِنَّ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اِنَّا لَا نُض۪يعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلًاۚ ﴿30﴾

33 Tîn, 95/6.

اِلَّا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ اَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍۜ ﴿6﴾

34 N3142 Nesâî, Cihâd, 24.

أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ هِلاَلٍ الْحِمْصِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ شَدَّادٍ أَبِى عَمَّارٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ شَىْءَ لَهُ » . فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ شَىْءَ لَهُ » . ثُمَّ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ » .

35 T3154 Tirmizî, Tefsîr, 18.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِىُّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِى أَبِى عَنِ ابْنِ مِينَاءَ عَنْ أَبِى سَعْدِ بْنِ أَبِى فَضَالَةَ الأَنْصَارِىِّ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِى عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ .

36 Fussilet, 41/46

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِه۪ وَمَنْ اَسَٓاءَ فَعَلَيْهَاۜ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَب۪يدِ ﴿46﴾ Câsiye, 45/15. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِه۪ۚ وَمَنْ اَسَٓاءَ فَعَلَيْهَاۘ ثُمَّ اِلٰى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴿15﴾

37 En’âm, 6/54.

وَاِذَا جَٓاءَكَ الَّذ۪ينَ يُؤْمِنُونَ بِاٰيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلٰى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَۙ اَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُٓوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِه۪ وَاَصْلَحَ فَاَنَّهُ غَفُورٌ رَح۪يمٌ ﴿54﴾

38 Ra’d, 13/22

وَالَّذ۪ينَ صَبَرُوا ابْتِغَٓاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَاَقَامُوا الصَّلٰوةَ وَاَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُ۫نَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ اُو۬لٰٓئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِۙ ﴿22﴾ Kasas, 28/54. اُو۬لٰٓئِكَ يُؤْتَوْنَ اَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُ۫نَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿54﴾

39 B2449 Buhârî, Mezâlim, 10.

حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِى إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِىُّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَىْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ » . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ إِنَّمَا سُمِّىَ الْمَقْبُرِىَّ لأَنَّهُ كَانَ نَزَلَ نَاحِيَةَ الْمَقَابِرِ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِىُّ هُوَ مَوْلَى بَنِى لَيْثٍ ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِى سَعِيدٍ ، وَاسْمُ أَبِى سَعِيدٍ كَيْسَانُ .

40 HM3672 İbn Hanbel, I, 388

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ قَالُوا وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ وَلَا يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيث Hûd, 11/114. وَلَا تَرْكَنُٓوا اِلَى الَّذ۪ينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُۙ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مِنْ اَوْلِيَٓاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿113﴾ وَاَقِمِ الصَّلٰوةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الَّيْلِۜ اِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّـَٔاتِۜ ذٰلِكَ ذِكْرٰى لِلذَّاكِر۪ينَۚ ﴿114﴾

41 LA54/4902 İbn Manzûr, Lisânü’l-Arab, LIV, 4902.

بالياء والتَّقِيُّ المُتَّقي وقالوا ما أَتْقاه لله فأَما قوله ومَن يَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وغادي فإِنما أَدخل جزماً على جزم وقال ابن سيده فإِنه أَراد يَتَّقِ فأَجرى تَقِفَ مِن يَتَّقِ فإِن مُجرى عَلِمَ فخفف كقولهم عَلْمَ في عَلِمَ ورجل تَقِيٌّ من قوم أَتْقِياء وتُقَواء الأَخيرة نادرة ونظيرها سُخَواء وسُرَواء وسيبويه يمنع ذلك كله وقوله تعالى قالت إِني أَعوذُ بالرحمن منكَ إِن كنتَ تَقِيّاً تأْويله إِني أَعوذ بالله فإِن كنت تقيّاً فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذي بالله منكَ وقد تَقيَ تُقًى التهذيب ابن الأَعرابي التُّقاةُ والتَّقِيَّةُ والتَّقْوى والاتِّقاء كله واحد وروي عن ابن السكيت قال يقال اتَّقاه بحقه يَتَّقيه وتَقاه يَتْقِيه وتقول في الأَمر تَقْ وللمرأَة تَقي قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو بنى الأَمر على المخفف فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في المستقبل وأَصل يَتَقي يَتَّقِي فحذفت التاء الأُولى وعليه ما أُنشده الأَصمعي قال أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها خِفافاً كلُّها يَتَقي بأَثر أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين الشاطِبي رحمه الله قال قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى اللهَ رجل فعَل خَيْراً يريدون اتَّقى اللهَ رجل فيحذفون ويخفقون قال وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ على لغة من قال تَعْلَمُ وتِعْلَمُ وتِعْلَمُ بالكسر لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ هُذيل فيقولون تَعْلَم والقرآن عليها قال وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم بالكسر قال نقلته من نوادر أَبي زيد قال أَبو بكر رجل تَقِيٌّ ويُجمع أَتْقِياء معناه أَنه مُوَقٍّ نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي أَقيها قال النحويون الأَصل وَقُويٌ فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما قالوا مُتَّزِر والأَصل مُوتَزِر وأَبدلوا من الواو الثانية ياء وأَدغموها في الياء التي بعدها وكسروا القاف لتصبح الياء قال أَبو بكر والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل فأَدغموا الياء الأُولى في الثانية الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء ومن قال هو فَعُول قال لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه قال أَبو منصور اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى على افتعل فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأُبدلت منها التاء وأُدغمت فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي بفتح التاء فيهما مخففة ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي قال ابن بري أَدخل همزة الوصل على تَقى والتاء محركة لأَنَّ أَصلها السكون والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل لتحرك التاء قال أَبو أَوس تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه يَداكَ إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف رُمْحاً وقال الأَسدي ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ الرَّبيسُ الدَّاهي المُنْكَر يقال داهِيةٌ رَبْساء ومن رواها بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف قال ابن بري والصحيح في هذا البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي بفتح التاء لا غير قال وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً وقال يلزم أَن يقال في الأَمر اتْقِ ولا يقال ذلك قال وهذا هو الصحيح التهذيب اتَّقى كان في الأَصل اوْتَقى والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل اتَّقى ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه صار تَقِيّاً ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ بمعنى واحد وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول واحدة التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى وهذان الحرفان نادران قال الأَزهري وأَصل الحرف وَقى يَقي ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية قال ولذلك كتبتها في باب التاء وفي الحديث إِنما الإِمام جُنَّة يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى بقُوّته والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية وتقديرها اوْتَقى فقلبت وأُدغمت فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فقالوا اتَّقى يَتَّقي بفتح التاء فيهما ( * قوله « فقالوا اتقي يتقي بفتح التاء فيهما » كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى ولعله فقالوا تقى يتقي بألف واحدة فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما ويؤيده ما في نسخ النهاية عقبه وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي ) وفي الحديث كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به وقُمْنا خَلْفَه وِقاية وفي الحديث قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ ؟ قال نَعَمْ تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ التَّقِيَّةُ والتُّقاةُ بمعنى يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً