Hadislerle İslâm Cilt 6 Sayfa 54

Yakub (as) evlâtlarına, Yusuf"u neden onlarla göndermediğini izah ederken, aslında hiç farkında olmadan onların planlarında eksik kalan bir parçayı tamamlıyordu. Bu durum İbn Ömer"den (ra) gelen rivayette şöyle anlatılmaktadır: “(Söylediğiniz sözlerle) insanlara yalan söyleme fırsatı vermeyin, yoksa yalan söylerler. Çünkü Yakub"un evlâtları, kurdun insanı yiyebileceğini bilmiyorlardı. O, "Ben onu kurt yer diye korkuyorum." diyerek onlara fırsat verince onlar da "Onu kurt yedi." dediler.”13

Yusuf"u alıp götürdüklerinde önce ona küçük ikramlarda bulundular. Ama biraz uzaklaşıp çöle vardıklarında, gizledikleri düşmanlıklarını açığa vurdular. Onu dövüp hırpalamaya başladılar. O sırada büyük kardeşleri yine, "Bana onu öldürmeyeceğinize dair söz vermiştiniz." diyerek araya girdi. Bunun üzerine gömleğini çıkarıp aldılar, Yusuf"u da oradaki bir kuyuya attılar.14

Akşam olduğunda ağlayarak gelip, yapmacık hıçkırıklar içinde, “Ey babamız! Biz yarışa girmiştik. Yusuf"u da eşyamızın yanında bırakmıştık. (Bir de ne görelim) onu kurt yemiş. Her ne kadar doğru söylesek de sen bize inanmazsın.” dediler.15 Söylediklerini ispat etmek için Yusuf"un gömleğini, kestikleri bir kuzunun kanına bulayarak16 delil olsun diye babalarına getirdiler.17 Ancak gömleği yırtmayı akıl edemediklerini fark eden Yakub (as) sessiz kalmadı.18 “Ne zamandır bu kurt böyle yumuşak huylu oldu? Yusuf"u yemiş de gömleğini yırtmamış!” 19 “Hayır! Nefisleriniz sizi aldatıp böyle bir işe sürükledi. Artık bana düşen, güzel bir sabırdır. Anlattıklarınıza karşı yardımı istenilecek de ancak Allah"tır.” dedi.20 İşte bu vakitten sonra, oğullarının sahte gözyaşlarına, Hz. Yakub"un ayrılık gözyaşları karıştı. Oğullarındaki haset, Hz. Yakub"da hasrete dönüştü. Hz. Yakub"un, Yusuf"a olan sevdası enginlere sığmasa da acısı gönlünü dağlasa da o, sabrı tercih etti. Oğullarının anlattıkları karşısında Allah"a sığınmayı seçti.

Diğer taraftan Yusuf (as) ise kuyuda yapayalnız ve biçareydi. Tam üç gün kuyuda kaldı.21 En büyük kardeşi ona acıdığı için her gün yiyecek getiriyordu.22 Üçüncü gün olduğunda, kuyunun yakınlarında konaklayan bir kervan, kuyudan su getirmesi için hizmetkârını gönderdi. Hizmetçi kovayı sarkıtınca Yusuf hemen kovaya tutundu. Hizmetçi onu çıkardığında sevinçle, “Müjde! Müjde! İşte bir oğlan!” diye kervana haber verdi. Onlar da onu bir ticaret malı olarak yanlarına aldılar. Mısır"a vardıklarında ise pek değer vermedikleri için birkaç dirhem karşılığında, ucuz bir paraya onu sattılar.23 Onu satın alan Mısır"ın malî işlerinden yani hazine dairesinden

    

Dipnotlar

13 DF7322 Deylemî, Firdevsü’l-ahbâr, V, 20.

ابن عمر لا تلقنوا الناس الكذب فيكذبون فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس فلما لقنهم ^ إني أخاف أن يأكله الذئب ^ قالوا أكله الذئب

14 TB1/201 Taberî, Târîh, I, 201.

حسدوه على مكانه منه وقال بعضهم لبعض ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة يعنون بالعصبة الجماعة وكانوا عشرة إن أبانا لفي ضلال مبين ( 1 ) ثم كان من أمره وأمر يعقوب ما قد قص الله تبارك وتعالى في كتابه من مسألتهم إياه إرساله إلى الصحراء معهم ليسعى وينشط ويلعب وضمانهم له حفظه وإعلام يعقوب إياهم حزنه بمغيبه عنه وخوفه عليه من الذئب وخداعهم والدهم بالكذب من القول والزور عن يوسف ثم إرساله معهم وخروجهم به وعزمهم حين برزوا به إلى الصحراء على إلقائه في غيابة الجب فكان من أمره حينئذ فيما ذكر ما حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد العنقزي عن أسباط عن السدي قال أرسله يعني يعقوب يوسف معهم فأخرجوه وبه عليهم كرامة فلما برزوا إلى البرية أظهروا له العداوة وجعل أخوه يضربه فيستغيث بالآخر فيضربه فجعل لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه فجعل يصيح ويقول يا أبتاه يا يعقوب لو تعلم ما يصنع بابنك بنو الإماء فلما كادوا يقتلونه قال يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا ألا تقتلوه فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفيرها فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال يا إخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب فقالوا ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا تؤنسك قال إني لم أر شيئا فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه ثم أوى إلى صخرة فيها فقام عليها فلما ألقوه في الجب جعل يبكي فنادوه فظن أنها رحمة أدركتهم فأجابهم فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فيقتلوه فقام يهوذا فمنعهم وقال قد أعطيتموني موثقا ألا تقتلوه وكان يهوذا يأتيه بالطعام ثم خبره تبارك وتعالى عن وحيه إلى يوسف عليه السلام وهو في الجب لينبئن إخوته الذين فعلوا به ما فعلوا بفعلهم ذلك وهم لا يشعرون بالوحي الذي أوحى إلى يوسف كذلك روي ذلك عن قتادة حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا قال أوحى إلى يوسف وهو في الجب أن ينبئهم بما صنعوا به وهم لا يشعرون ( 2 ) بذلك الوحي حدثني المثنى قال حدثنا سويد قال أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن قتادة بنحوه إلا أنه قال أن سينبئهم وقيل معنى ذلك وهم لا يشعرون أنه يوسف وذلك قول يروى عن ابن عباس حدثني بذلك الحارث قال حدثنا عبدالعزيز قال حدثنا صدقة بن عبادة الأسدي عن أبيه قال سمعت ابن عباس يقول ذاك وهو قول ابن جريج ثم خبره تعالى عن إخوة يوسف ومجيئهم إلى أبيه عشاء يبكون يذكرون له أن يوسف أكله الذئب وقول والدهم بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ( 3 ) ثم خبره جل جلاله عن مجيء السيارة وإرسالهم واردهم وإخراج الوارد يوسف وإعلامه أصحابه به

15 Yûsuf, 12/16-17.

وَجَٓاؤُٓ۫ اَبَاهُمْ عِشَٓاءً يَبْكُونَۜ ﴿16﴾ قَالُوا يَٓا اَبَانَٓا اِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَاَكَلَهُ الذِّئْبُۚ وَمَٓا اَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِق۪ينَ ﴿17﴾

16 İT4/375 İbn Kesîr, Tefsîr, IV, 375.

يقول تعالى مخبرا عن الذي اعتمده إخوة يوسف بعدما ألقوه في غيابة الجب: أنهم (1) رجعوا إلى أبيهم في ظلمة الليل يبكون، ويظهرون الأسف والجزع على يوسف ويتغممون لأبيهم، وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا: { إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } أي: نترامى، { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا } أي: ثيابنا وأمتعتنا، { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } وهو الذي كان [قد] (2) جزع منه، وحذر عليه. وقولهم: { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } تلّطفٌ عظيم في تقرير ما يحاولونه، يقولون: ونحن نعلم أنك لا تصدقنا -والحالة هذه -لو كنا عندك صادقين، فكيف وأنت تتهمنا في ذلك، لأنك خشيت أن يأكله الذئب، فأكله الذئب، فأنت معذور في تكذيبك لنا؛ لغرابة ما وقع، وعجيب ما اتفق لنا في أمرنا هذا. { وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } أي: مكذوب مفترى. وهذا من الأفعال التي يؤكدون بها ما تمالئوا عليه من المكيدة، وهو أنهم عمدوا إلى سَخْلة -فيما ذكره مجاهد، والسدي، وغير واحد -فذبحوها، ولطخوا ثوب يوسف بدمها، موهمين أن هذا قميصه الذي أكله فيه الذئب، وقد أصابه من دمه، ولكنهم نسوا أن يخرقوه، فلهذا لم يَرُج هذا الصنيع على نبي الله يعقوب، بل قال لهم معرضًا عن كلامهم إلى ما وقع في نفسه من تمالئهم عليه: { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي: فسأصبر صبرًا جميلا على هذا الأمر الذي قد اتفقتم عليه، حتى يفرجه الله بعونه ولطفه، { وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } أي: على ما تذكرون من الكذب والمحال. وقال الثوري، عن سِمَاك، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس: { وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } قال: لو أكله السبع لخرق القميص. وكذا قال الشعبي، والحسن، وقتادة، وغير واحد. وقال مجاهد: الصبر الجميل: الذي لا جزع فيه. وروى هُشَيْم، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن حبَّان بن أبي جَبَلة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } فقال: "صبر لا شكوى (3) فيه" وهذا مرسل (4) . وقال عبد الرزاق: قال الثوري عن بعض أصحابه أنه قال: ثلاث من الصبر: ألا تحدث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكي نفسك (5) . وذكر البخاري هاهنا حديث عائشة، رضي الله عنها، في الإفك حتى ذكر قولها: والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف (6) ، { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (7)

17 Yûsuf, 12/18.

وَجَٓاؤُ۫ عَلٰى قَم۪يصِه۪ بِدَمٍ كَذِبٍۜ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ اَنْفُسُكُمْ اَمْرًاۜ فَصَبْرٌ جَم۪يلٌۜ وَاللّٰهُ الْمُسْتَعَانُ عَلٰى مَا تَصِفُونَ ﴿18﴾

18 İT4/375 İbn Kesîr, Tefsîr, IV, 375.

يقول تعالى مخبرا عن الذي اعتمده إخوة يوسف بعدما ألقوه في غيابة الجب: أنهم (1) رجعوا إلى أبيهم في ظلمة الليل يبكون، ويظهرون الأسف والجزع على يوسف ويتغممون لأبيهم، وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا: { إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } أي: نترامى، { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا } أي: ثيابنا وأمتعتنا، { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } وهو الذي كان [قد] (2) جزع منه، وحذر عليه. وقولهم: { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } تلّطفٌ عظيم في تقرير ما يحاولونه، يقولون: ونحن نعلم أنك لا تصدقنا -والحالة هذه -لو كنا عندك صادقين، فكيف وأنت تتهمنا في ذلك، لأنك خشيت أن يأكله الذئب، فأكله الذئب، فأنت معذور في تكذيبك لنا؛ لغرابة ما وقع، وعجيب ما اتفق لنا في أمرنا هذا. { وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } أي: مكذوب مفترى. وهذا من الأفعال التي يؤكدون بها ما تمالئوا عليه من المكيدة، وهو أنهم عمدوا إلى سَخْلة -فيما ذكره مجاهد، والسدي، وغير واحد -فذبحوها، ولطخوا ثوب يوسف بدمها، موهمين أن هذا قميصه الذي أكله فيه الذئب، وقد أصابه من دمه، ولكنهم نسوا أن يخرقوه، فلهذا لم يَرُج هذا الصنيع على نبي الله يعقوب، بل قال لهم معرضًا عن كلامهم إلى ما وقع في نفسه من تمالئهم عليه: { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي: فسأصبر صبرًا جميلا على هذا الأمر الذي قد اتفقتم عليه، حتى يفرجه الله بعونه ولطفه، { وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } أي: على ما تذكرون من الكذب والمحال. وقال الثوري، عن سِمَاك، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس: { وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } قال: لو أكله السبع لخرق القميص. وكذا قال الشعبي، والحسن، وقتادة، وغير واحد. وقال مجاهد: الصبر الجميل: الذي لا جزع فيه. وروى هُشَيْم، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن حبَّان بن أبي جَبَلة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } فقال: "صبر لا شكوى (3) فيه" وهذا مرسل (4) . وقال عبد الرزاق: قال الثوري عن بعض أصحابه أنه قال: ثلاث من الصبر: ألا تحدث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكي نفسك (5) . وذكر البخاري هاهنا حديث عائشة، رضي الله عنها، في الإفك حتى ذكر قولها: والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف (6) ، { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (7)

19 FG3/16 Şevkânî, Fethu’l-kadîr, III, 16.

{ وجاؤوا على قميصه بدم كذب } على قميصه في محل نصب على الظرفية : أي جاءوا فوق قميصه بدم ووصف الدم بأنه كذب مبالغة كما هو معروف في وصف اسم العين باسم المعنى وقيل المعنى : بدم ذي كذب أو بدم مكذوب فيه وقرأ الحسن وعائشة بدم كدب بالدال المهملة : أي بدم طري يقال للدم الطري كدب وقال الشعبي : إنه المتغير والكذب أيضا البياض الذي يخرج في أظفار الأحداث فيجوز أن يكون شبه الدم في القميص بالبياض الذي يخرج في الظفر من جهة اللونين وقد استدل يعقوب على كذبهم بصحة القميص وقال لهم : متى كان هذا الذئب حكيما يأكل يوسف ولا يخرق القميص ؟ ثم ذكر الله سبحانه ما أجاب به يعقوب عليهم فقال { قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا } أي زينت وسهلت قال النيسابوري : التسويل تقرير في معنى النفس مع الطمع في تمامه وهو تفعيل من السول وهو الأمنية قال الأزهري : وأصله مهموز غير أن العرب استثقلوا فيه الهمزة { فصبر جميل } قال الزجاج : أي فشأني أو الذي أعتقده صبر جميل وقال قطرب : أي فصبري صبر جميل وقيل فصبر جميل أولى بي قيل والصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه قال الزجاج : قرأ عيسى بن عمر فيما زعم سهل بن يوسف فصبرا جميلا قال : وكذا في مصحف أنس قال المبرد : فصبر جميل بالرفع أولى من النصب لأن المعنى : قال رب عندي صبر جميل وإنما النصب على المصدر أي فلأصبرن صبرا جميلا قال الشاعر : ( شكا إلي جملي طول السرى ... صبرا جميلا فكلانا مبتلى ) { والله المستعان } أي المطلوب منه العون { على ما تصفون } أي على إظهار حال ما تصفون أو على احتمال ما تصفون وهذا منه عليه السلام إنشاء لا إخبار وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { أرسله معنا غدا يرتع ويلعب } قال : نسعى وننشط ونلهو وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسلفي في الطيوريات عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لا تلقنوا الناس فيكذبوا فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقالوا أكله الذئب ] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : { وأوحينا إليه } الآية قال : أوحي إلى يوسف وهو في الجب لتنبئن إخوتك بما صنعوا وهم لا يشعرون بذلك الوحي وأخرج هؤلاء عن قتادة قال : أوحى الله إليه وحيا وهو في الجب أن سينبئهم بما صنعوا وهم : أي إخوته لا يشعرون بذلك الوحي فهون ذلك الوحي عليه ما صنع به وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله : { وهم لا يشعرون } قال : لم يعلموا بوحي الله إليه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال : لما دخل إخوة

20 Yûsuf, 12/18.

وَجَٓاؤُ۫ عَلٰى قَم۪يصِه۪ بِدَمٍ كَذِبٍۜ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ اَنْفُسُكُمْ اَمْرًاۜ فَصَبْرٌ جَم۪يلٌۜ وَاللّٰهُ الْمُسْتَعَانُ عَلٰى مَا تَصِفُونَ ﴿18﴾

21 KF1/106 İbnü’l-Esîr, Kâmil, I, 106.

البريّة أظهروا له العداوة وجعله بعض إخوته يصربه فيستغيث بالآخر فيضربه، فجعل لا يرى منهم رحيماً، فضربوه حتى كادوا يقتلونه، وجعل يصيح: يا أبتاه يا يعقوب لو تعلم ما يصنع بابنك بنو الإماء. فلمّا كادوا يقتلونه قال لهم يهوذا: أليس قد أعطيتموني موثقاً ألا تقتلوه؟ فانطلقوا به الى الجبّ فأوثقوه كتافاً ونزعوا قميصه وألقوه فيه، فقال: يا إخوتاه ردّوا عليّ قميصي أتوارى به في الجبّ فقالوا: ادعُ الشمس والقمر والأحد عشر كوكباً تؤنسك، قال: إنّي لم أرَ شيئاً، فدّلوه في الجبّ، فلما بلغ نصفه ألقوه وأرادوا أن يموت، وكان في البئر ماء، فسقط فيه ثمّ زوى إلى صخرة فأقام عليها، ثمّ نادوه فظنّ أنهم قد رحموه فأجابهم، فأرادوا أن يرضخوه بالحجارة فمنعهم يهوذا،ثم أوحى الله إليه: (لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) يوسف: 12 : 15 بالوحي، وقيل لا يشعرون أنه يوسف. والجبّ بأرض بيت المقد س معروف. ثم عادوا إلى أبيهم عشاءً يبكون فقالوا: (يا أانا إنا ذهنبا نستبق وتركنا يوسف عدن متاعنا فأكله الذئب) يوسف: 12 : 17، فقال لهم أبوهم: (بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل) يوسف: 12 : 18، ثم قال لهم: أروني قميصه، فزروه، فقال: تالله ما رأيتُ ذئباً أحلم من هذا أكل ابني ولم يشقّ قميصه ثم صاح وخرّ مغشيّاً عليه ساعة، فلمّا أفاق بكى بكاء طويلاً فأخذ القميص يقبّله ويشمّه. وأقام يوسف في الجب ثلاثة أيام، وأرسل الله ملكاً فحلّ كتافه، ثمّ (جاءت سيارةٌ فأرسلوا واردهم)، وهم الذي يتقدّم إلى الماء، (فأدلى دلوه) إلى البئر، فتعلّق به يوسف فأخرجه من الجبّ، و(قال: يا بشرى هذا غلام)، تباشروا وقيل يا بشر اسم غلام (وأسروه بضاعةً) يعني الوارد وأصحابه فخافوا أن يقولوا اشتريناه فيقول الرفقة اشركونا فيه فقالوا: إنّ أهل الماء استبضعونا هذا الغلام. وجاء يهوذا بطعام ليوسف فلم يره في الجبّ فنظر فرآه عند مالك في المنزل فأخبر إخوته بذلك، فأتوا مالكاً

22 BY3/158 Beyzâvî, Envârü’t-tenzîl, III, 158.

وتطييباً لقلبه . وقيل { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } متصل ب { أَوْحَيْنَا } أي آنسناه بالوحي وهم لا يشعرون ذلك . { وَجَاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء } أي آخر النهار . وقرىء «عشياً» وهو تصغير عشي وعشي بالضم والقصر جمع أعشى أي عشوا من البكاء . { يَبْكُونَ } متباكين . روي أنه لما سمع بكاءهم فزع وقال ما لكم يا بني وأين يوسف . { قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } نتسابق في العدو أو في الرمي ، وقد يشترك الافتعال والتفاعل كانتضال والتناضل . { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ متاعنا فَأَكَلَهُ الذئب وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } بمصدق لنا { وَلَوْ كُنَّا صادقين } لسوء ظنك بنا وفرط محبتك ليوسف . { وَجَاءوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } أي ذي كذب بمعنى مكذوب فيه ، ويجوز أن يكون وصفاً بالمصدر للمبالغة وقرىء بالنصب على الحال من الواو أي جاؤوا كاذبين و { كَذَّبَ } بالدال غير المعجمة أي كدر أو طري . وقيل : أصله البياض الخارج على أظفار الأحداث فشبه به الدم اللاصق على القميص ، وعلى قميصه في موضع النصب على الظرف أي فوق قميصه أو على الحال من الدم إن جوز تقديمها على المجرور . روي : أنه لما سمع بخبر يوسف صاح وسأل عن قميصه فأخذه وألقاه على وجهه وبكى حتى خضب وجهه بدم القميص وقال : ما رأيت كاليوم ذئباً أحلم من هذا أكل ابني ولم يمزق عليه قميصه . ولذلك { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا } أي سهلت لكم أنفسكم وهونت في أعينكم أمراً عظيماً من السول وهو الاسترخاء . { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي فأمري صبر جميل ، أو فصبر جميل أجمل ، وفي الحديث " الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه إلى الخلق " { والله المستعان على مَا تَصِفُونَ } على احتمال ما تصفونه من إهلاك يوسف وهذه الجريمة كانت قبل استنبائهم إن صح . { وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ } رفقة يسيرون من مدين إلى مصر فنزلوا قريباً من الجب وكان ذلك بعد ثلاث من إلقائه فيه . { فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ } الذي يرد الماء ويستقي لهم وكان مالك بن ذعر الخزاعي . { فأدلى دَلْوَهُ } فأرسلها في الجب ليملأها فتدلى بها يوسف فلما رآه . { قَالَ يَا بُشْرىً هذا غُلاَمٌ } نادى البشرى بشارة لنفسه أو لقومه كأنه قال تعالى فهذا أوانك . وقيل هو اسم لصاحب له ناداه ليعينه على إخراجه . وقرأ غير الكوفيين «يا بشراي» بالإِضافة ، وأمال فتحة الراء حمزة والكسائي . وقرأ ورش بين اللفظين وقرىء { يَا بُشْرى } بالإِدغام وهو لغة و «بشراي» بالسكون على قصد الوقف . { وَأَسَرُّوهُ } أي الوارد وأصحابه من سائر الرفقة . وقيل أخفوا أمره وقالوا لهم دفعه إلينا أهل الماء لنبيعه لهم بمصر . وقيل الضمير لإخوة يوسف وذلك أن يهوذا كان يأتيه كل يوم بالطعام فأتاه يومئذ فلم يجده فيها فأخبر إخوته فأتوا الرفقة وقالوا : هذا غلامنا أبق منا فاشتروه ، فسكت يوسف مخافة أن يقتلوه . { بضاعة } نصب على الحال أي أخفوه متاعاً للتجارة ، واشتقاقه من البضع فإنه ما

23 Yûsuf, 12/19-20.

وَجَٓاءَتْ سَيَّارَةٌ فَاَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَاَدْلٰى دَلْوَهُۜ قَالَ يَا بُشْرٰى هٰذَا غُلَامٌۜ وَاَسَرُّوهُ بِضَاعَةًۜ وَاللّٰهُ عَل۪يمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿19﴾ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍۚ وَكَانُوا ف۪يهِ مِنَ الزَّاهِد۪ينَ۟ ﴿20﴾