Hadislerle İslâm Cilt 2 Sayfa 297

ilimle meşgul olan kimseleri görünce onları överek yanlarına oturan Allah Resûlü, “Muhakkak ki ben muallim olarak gönderildim.” buyurmuş,72 böylece eğitim ve öğretime özel bir önem verdiğini göstermiştir. Zaman zaman sahâbenin sorularını mescitte yanıtlamış, kendisine dini öğrenmek üzere gelen bireylere ve gruplara gerekli dinî bilgiyi burada vermiştir.73 Kendisine gelen âyetleri mescitte okuyup açıklayarak dinin hükümlerini ve inceliklerini öğretmiş; sözleri, vaaz ve hutbeleriyle inanan gönüllere bunları yerleştirmeye çalışmıştır. Ashâbın uygun olduğu vakitleri kollayarak bu zaman dilimlerinde onlara mescitte dersler vermiş,74 sahâbe de onun bu tavrını devam ettirmişlerdir.75 Kadınların da mescitte rahatça ilim tahsil edebilmeleri için bir gününü onlara tahsis etmiştir.76 Ashâb mescide geldiğinde halkalar kurarak Kur"an okumuş, ilmî sohbetlerde bulunmuş ve özellikle de fıkhî konuları onlarla müzakere etmiştir.77 Mescidin “ilim meclisi” olma özelliği sonraki dönemlerde de devam etmiş, büyük mezhep imamları ve diğer önemli İslâm âlimleri hep bu meclislerde yetişmiş, kendileri de mescitlerde ders halkaları kurmak suretiyle ilmi yaymışlardır. Böylece Hz. Peygamber"in başlattığı ilmî faaliyetler asırlar boyu devam etmiş, mescitler İslâm âleminde canlı ilim merkezleri hâline gelmiştir.

Hz. Peygamber"in evinin yanı başında bulunması ve Müslümanların rahatça toplandıkları bir mekân olması sebebiyle Mescid-i Nebevî, devletin idare merkezi olmasının yanı sıra gerekli durumlarda sosyal, hukukî, siyasî, askerî ve malî bütün işlerin görüldüğü bir merkez niteliği taşımıştır. Bazen konuların görüşülüp karara bağlandığı bir şûra meclisi,78 bazen davaların çözüldüğü bir mahkeme,79 bazen bir misafirhane,80 bazen de bir hapishane gibi kullanılmıştır.81 Beytülmal vazifesi görmüş,82 kimi zaman da evsiz, muhtaç kimseler için barınma imkânı sağlamıştır.83 Şiirlerin okunduğu84 ve savaş oyunlarının sergilendiği bir mekân olarak kullanıldığı da olmuştur.85 Savaş için gidilen bölgelerde kurulan mescitler karargâh niteliği taşımış, bazen de yaralananlar için hastane vazifesi görmüştür.86

Hz. Peygamber ve sahâbe dönemlerinden günümüze dek cami ve mescitlerin inşası bütün İslâm âleminde önemli görülmüş ve Müslümanlar, nesiller boyu farklı kültür ve medeniyetlerin ürünü olan çok çeşitli mimarî ve sanatsal özelliklere sahip muhteşem camilerle yeryüzünü donatmışlardır. Yeni kurdukları şehirlerde mescidi merkeze alan bir planlama yapmışlar; dinî mimariye önem vererek camilerin, mimarî ve tezyinat bakımından en güzel yapılar olmasına özen göstermişlerdir.

    

Dipnotlar

72 İM229 İbn Mâce, Sünnet, 17.

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ وَالأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ هَؤُلاَءِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ وَهَؤُلاَءِ يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا » . فَجَلَسَ مَعَهُمْ .

73 B63 Buhârî, İlim, 6

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ - هُوَ الْمَقْبُرِىُّ - عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى الْمَسْجِدِ ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِى الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ عَقَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ وَالنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ . فَقُلْنَا هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ . فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « قَدْ أَجَبْتُكَ » . فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِنِّى سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِى الْمَسْأَلَةِ فَلاَ تَجِدْ عَلَىَّ فِى نَفْسِكَ . فَقَالَ « سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ » . فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ فَقَالَ « اللَّهُمَّ نَعَمْ » . قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّىَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ قَالَ « اللَّهُمَّ نَعَمْ » . قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ قَالَ « اللَّهُمَّ نَعَمْ » . قَالَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « اللَّهُمَّ نَعَمْ » . فَقَالَ الرَّجُلُ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِى مِنْ قَوْمِى ، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِى سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ . رَوَاهُ مُوسَى وَعَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا . B523 Buhârî, Mevâkîtü’s-salât, 2. حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - هُوَ ابْنُ عَبَّادٍ - عَنْ أَبِى جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا إِنَّا مِنْ هَذَا الْحَىِّ مِنْ رَبِيعَةَ ، وَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلاَّ فِى الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، فَمُرْنَا بِشَىْءٍ نَأْخُذْهُ عَنْكَ ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا . فَقَالَ « آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ الإِيمَانِ بِاللَّهِ - ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَىَّ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ ، وَأَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُقَيَّرِ وَالنَّقِيرِ » .

74 B68 Buhârî, İlim, 11.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِى الأَيَّامِ ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا .

75 B70 Buhârî, İlim, 12.

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِى كُلِّ خَمِيسٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ . قَالَ أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِى مِنْ ذَلِكَ أَنِّى أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ ، وَإِنِّى أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِهَا ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا .

76 B101 Buhârî, İlim, 35.

حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ الأَصْبَهَانِىِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ . قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ . فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ « مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلاَّ كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ » . فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاثْنَيْنِ فَقَالَ « وَاثْنَيْنِ » .

77 KT2/218 Kettânî, et-Terâtibü’l-idâriyye, II, 218-222.

يعني انت واصحابك يقعد احدكم فتجتمعون حوله فيخطب انما كانوا اذا صلوا الغداة قعدوا حلقا حلقا يقرءون القرآن ويتعلمون الفرائض والسنن ويزيد الرقاشي ضعيف هـوقد بوب البخاري في الصحيح باب الحلق والجلوس في المسجد اي جواز ذلك فيه لتعلم العلم وقراءة القرآن والذكر ونحو ذلك وإن استلزم ذلك استدبار بعضهم القبلة واما التحلق فيه في أمور الدنيا فغير جائز وهو المراد بحديث ابن مسعود سيكون في اخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا امانيهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة ذكره الحافظ العراقي في شرح الترمذي وقال اسناده ضعيف وعليه ايضا يحمل حديث مسلم عن جابر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهم حلق فقال ما لي أراكم عزين قال ابن حجر انما أنكر تحلقهم على ما لافائدة فيه ولا منفعة بخلاف تحلقهم حوله فإنما كان لسماع العلم هـوقد عقد الامام اليوسي فصلا في قانونه ذكر فيه أصول طرق نشر العلم فقال أما التعليم بصورة التدريس فاصله ما كان صلى الله عليه وسلم يفعله في مجالسه مع اصحابه من تبيين الاحكام والحكم والحقائق وتفسير الآيات القرآنية وذكر فضائلها وخواصها وغير ذلك وهم في ذلك مجتمعون عليه فهذا تقرير وتبيين قال تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم وهذه حلقة العلم ولم تزل حلق العلم على العلماء كذلك وهل جرا هـمنه وأخرج المروزي وابن ابي شيبة عن ابي معاوية الكندي قال قدمت على عمر بالشام فسألني عن الناس فقال لعل الرجل يدخل المسجد كالبعير النافر فإن رأى مجلس قومه ورأى من يعرفهم جلس اليهم فقلت لا ولاكنها (ص. 218) مجالس شتى يجلسون فيتعلمون الخير ويذكرونه قا لن تزالوا بخير ما دمتم كذلك - باب في وقوفه صلى الله عليه وسلم على حلق العلم لاصحابه وجلوسه فيها معهم وايثارهم على حلق الذكر - اتصل بنا في ذلك حديث مسلسل بحرف العين في اسم كل راو أرويه وانا عبد الحي عن والدنا الشيخ عبد الكبير الكتاني سماعا عليه غير مرة والشيخ عبد الجليل برادة المدني والشيخ عبد الحق الالهابادي الهندي ثم المكي شفاها منهما بمكة ومسند المدينة المنورة ابي الحسن علي ابن طاهر الوتري المدني كتابة منها وغيرهم قالوا حدثنا الشيخ عبد الغني ابن ابي سعيد الدهلوي المدني بها قال انا عابد السندي الانصاري المدني قال اني الشيخ علي بن عبد الخالق المزجاجي قال أخبرنا والدي قال أنبأنا عبد الخالق بن ابي بكر المزجاجي عن علاء الدين بن محمد باقي المزجاجي عن عبد الله بن سالم البصري عن عيسى بن محمد الثعالبي عن علي الاجهوري عن عمر بن ألجاي عن الحافظ عبد الرحمان الاسيوطي انا ابو هريرة عبد الرحمان بن الملقن انا علي بن ابي المجد انا عيسى بن عبد الرحمان بن مطعم قال انا عبد الله بن عمر اللتي انا ابو الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي انا عبد الرحمان بن محمد الداوودي انا عبد بن احمد السرخسي انا عيسى ابن عمر السمرقندي انا الامام عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي انا عبد الله بن يزيد انا عبد الرحمان بن زياد بن انعم عن عبد الرحمان بن رافع عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في (ص. 219) مسجده فقال كلاهما خيرا واحدهما افضل من صاحبه اما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون اليه فان شاء اعطاهم وان شاء منعهم واما هؤلاء فيتعلمون الفقه والعلم ويعلمون الجاهل فهم افضل وانما بعثت معلما قال ثم جلس فيهم قلت هاكذا اورده الحافظ الدارمي في مقدمة مسنده تحت باب فضل العلم والعالم انظر ص 54 من المطبعة الهندية الاولى وقد اخرجه ابن ماجه في سننه تحت باب فضل العلماء والحث على طلب العلم وهذا سياقه حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا داوود بن الزبرقان عن بكر بن خنيس عن عبد الرحمان بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من بعض حجره فدخل المسجد فاذا هو بحلقتين احدهما يقرءون القرآن ويدعون الله والاخرى يتعلمون ويعلمون فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل على خير هاؤلاء يقرءون القرآن ويدعون الله فان شاء اعطاهم وان شاء منعهم وهاؤلاء يتعلمون ويعلمون وانما بعثت معلما فجلس معهم قال الحافظ السخاوي كما في حصر الشارد قوله هذا حديث غريب وابن انعم الافريقي ضعيف لسوء حفظه ولاكن للمتن شواهد قال السيوطي واخرجه ابن ماجه من حديث بكر بن خنيس عن ابن زياد بن انعم عن عبد الله بن يزيد ابي عبد الرحمان الحبلي فكان الحديث عن ابن انعم عنهما معا عن ابن عمرو هـقال ابن حجر الهيثمي في حواشي المشكاة على قوله مر بمجلسين اي حلقتين هـوفي ترجمة جابر بن عبد الله من در السحابة للسيوطي نقلا عن مصنف وكيع كان لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد النبوي (ص. 220) يوخذ عنه العلم هـ - باب فيمن كان يخلف المصطفى بعد قيامه من مجلسه للتذكير والفقه - في شرح الاحياء نقلا عن القوت وكان عبد الله بن رواحة يقول لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعالوا جتى نومن ساعة فيجلسون اليه فيذكرهم العلم بالله والتوحيد في الاخرة وكان يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قيامه فيجمع الناس ويذكرهم الله ويفقههم فيما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فربما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مجتمعون عنده فيسكتون فيقعد اليهم ويامرهم ان ياخذوا فيما كانوا فيه ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا أمرت ويروى نحو هذا عن معاد بن جبل وكان يتكلم في هذا العلم وقد روينا هذا مفسرا في حديث جندب كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمنا الايمان قبل ان نتعلم القرآن هـ- باب في تدارسهم القرآن وتفسير المصطفى لهم آية - في صحيح مسلم وغيره من حديث طويل عن ابي هريرة ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتعلمون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم االله فيمن عنده قال القاري في شرح المشكاة التدارس قرآة بعضهم على بعض تصحيحا لالفاظه او كشفا لمعانية كذا قال ابن الملك ويمكن ان يكون المراد بالتدارس المدارسة المتعارفة بان يقرأ بعضهم عشرا مثلا وبعضهم عشرا آخر وهاكذا فيكون اخص من التلاوة (ص. 221) او مقابلا لها والا ظهر انه شامل لجميع ما يناط بالقرآن من التعلم والعلم هـفانظر اصل التدريس وتعاطي علوم القرآن فإنه قديم وقد ذكر السيوطي في الاتقان أنه صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه جميع تفسير القرآن او غالبه ويؤيد هذا ما أخرجه احمد وابن ماجه عن عمر قال من اخر ما نزل آية الربى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يفسرها فدل فحو الكلام على أنه كان صلى الله عليه وسلم يفسر لهم كل ما نزل وأنه انما لم يفسر لهم هذه الآية لسرعة موته بعد نزولها والا لم يكن لتخصيصها وجه وأما ما أخرجه البزار عن عائشة قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن الا آيات بعد أن علمه اياهن جبريل فهو حديث منكر كما قال الحافظ ابن كثير وأوله ابن جرير وغيره على أنها اشارت الى آيات مشكلات أشكلن عليه فسأل الله عنهن فأنزل اليه على لسان جبريل وانظر الحديقة الندية - باب في أن الصحابة كانوا يعتنون بما يبلغهم من العلم بالحفظ والمذاكرة فيه خرج ابو نعيم عن علي قال تزاوروا وتذاكروا هذا الحديث إن لا تفعلوا يدرس وذكر ابو عمر بن عبد البر عن ابن مسعود قال تذاكروا الحديث فإنه يفهم بعضه بعضا وذكر ايضا عن عون بن عبد الله قال لقد أتينا أم الدرداء فتحدثنا عندها فقلنا أمللناك يا أم الدرداء فقالت ما أمللتموني لقد طلبت العبادة بالمدينة فما وجدت اشهى لنفسي من مذاكرة العلم او قالت من مذاكرة الفقه وروي عن عمر بن الخطاب قال لولا أن أسير في (ص. 222)

78 VM1/209 Vâkıdî, Meğâzî, I, 209-213.

فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ ظَهَرَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثُمّ قَالَ: " أَيّهَا النّاسُ. إنّي رَأَيْت فِي مَنَامِي رُؤْيَا، رَأَيْت كَأَنّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَرَأَيْت كَأَنّ سَيْفِي ذَا الْفَقَارِ انْقَصَمَ مِنْ عِنْدِ ظُبَتِهِ وَرَأَيْت بَقَرًا تُذْبَحُ. وَرَأَيْت كَأَنّي مُرْدِفٌ كَبْشًا ". فَقَالَ النّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ. فَمَا أَوّلْتهَا؟ قَالَ: " أَمّا الدّرْعُ الْحَصِينَةُ فَالْمَدِينَةُ . فَامْكُثُوا فِيهَا ; وَأَمّا انْقِصَامُ سَيْفِي مِنْ عِنْدِ ظُبَتِهِ فَمُصِيبَةٌ فِي نَفْسِي ; وَأَمّا الْبَقَرُ الْمُذَبّحُ فَقَتْلَى فِي أَصْحَابِي، وَأَمّا مُرْدِفٌ كَبْشًا، فَكَبْشُ الْكَتِيبَةِ نَقْتُلُهُ إنْ شَاءَ اللّهُ ". وَحَدّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَعِيدٍ. قَالَ سَمِعْت ابْنَ عَبّاسٍ يَقُولُ قَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَمّا انْقِصَامُ سَيْفِي، فَقَتْلُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " حَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ. قَالَ قَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَرَأَيْت فِي سَيْفِي فَلّا فَكَرِهْته " فَهُوَ الّذِي أَصَابَ وَجْهَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشِيرُوا عَلَيّ " وَرَأَى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلّا يَخْرُجَ مِنْ الْمَدِينَةِ لِهَذِهِ الرّؤْيَا، فَرَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبّ أَنْ يُوَافَقَ عَلَى مِثْلِ مَا رَأَى وَعَلَى مَا عَبّرَ عَلَيْهِ الرّؤْيَا. فَقَامَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ. كُنّا نُقَاتِلُ فِي الجاهلية فيها، ونجعل (ص. 209) النّسَاءَ وَالذّرَارِيّ فِي هَذِهِ الصّيَاصِي، وَنَجْعَلُ مَعَهُمْ الْحِجَارَةَ. وَاَللّهِ لَرُبّمَا مَكَثَ الْوِلْدَانُ شَهْرًا يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ إعْدَادًا لِعَدُوّنَا، وَنَشْبِكُ الْمَدِينَةَ بِالْبُنْيَانِ فَتَكُونُ كَالْحِصْنِ مِنْ كُلّ نَاحِيَةٍ وَتَرْمِي الْمَرْأَةُ وَالصّبِيّ مِنْ فَوْقِ الصّيَاصِي وَالْآطَامِ وَنُقَاتِلُ بِأَسْيَافِنَا فِي السّكَكِ. يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ مَدِينَتَنَا عَذْرَاءُ مَا فُضّتْ عَلَيْنَا قَطّ، وَمَا خَرَجْنَا إلَى عَدُوّ قَطّ إلّا أَصَابَ مِنّا، وَمَا دَخَلَ عَلَيْنَا قَطّ إلّا أَصَبْنَاهُ فَدَعْهُمْ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّهُمْ إنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرّ مَحْبِسٍ وَإِنْ رَجَعُوا رَجَعُوا خَائِبِينَ مَغْلُوبِينَ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا. يَا رَسُولَ اللّهِ أَطِعْنِي فِي هَذَا الْأَمْرِ وَاعْلَمْ أَنّي وَرِثْت هَذَا الرّأْيَ مِنْ أَكَابِرِ قَوْمِي وَأَهْلِ الرّأْيِ مِنْهُمْ فَهُمْ كَانُوا أَهْلَ الْحَرْبِ وَالتّجْرِبَةِ. وَكَانَ رَأْيُ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ رَأْيِ ابْنِ أُبَيّ، وَكَانَ ذَلِكَ رَأْيَ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امكثوا فِي الْمَدِينَةِ، وَاجْعَلُوا النّسَاءَ وَالذّرَارِيّ فِي الْآطَامِ فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِي الْأَزِقّةِ فَنَحْنُ أَعْلَمُ بِهَا مِنْهُمْ وَارْمُوا مِنْ فَوْقِ الصّيَاصِي وَالْآطَامِ ". فَكَانُوا قَدْ شَبّكُوا الْمَدِينَةَ بِالْبُنْيَانِ مِنْ كُلّ نَاحِيَةٍ فَهِيَ كَالْحِصْنِ. فَقَالَ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ لَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا، وَطَلَبُوا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوجَ إلَى عَدُوّهِمْ وَرَغِبُوا فِي الشّهَادَةِ وَأَحَبّوا لِقَاءَ الْعَدُوّ اُخْرُجْ بِنَا إلَى عَدُوّنَا وَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ السّنّ وَأَهْلِ النّيّةِ مِنْهُمْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالنّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فِي غَيْرِهِمْ مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ: إنّا نَخْشَى يَا رَسُولَ اللّهِ أَنْ يَظُنّ عَدُوّنَا أَنّا كَرِهْنَا الْخُرُوجَ إلَيْهِمْ جُبْنًا عَنْ لِقَائِهِمْ فَيَكُونُ هَذَا جُرْأَةً مِنْهُمْ عَلَيْنَا، وَقَدْ كُنْت يَوْمَ بَدْرٍفِي ثلاثمائة (ص. 210) رَجُلٍ فَظَفّرَك اللّهُ عَلَيْهِمْ وَنَحْنُ الْيَوْمَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، قَدْ كُنّا نَتَمَنّى هَذَا الْيَوْمَ وَنَدْعُو اللّهَ بِهِ فَقَدْ سَاقَهُ اللّهُ إلَيْنَا فِي سَاحَتِنَا. وَرَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يَرَى مِنْ إلْحَاحِهِمْ كَارِهٌ وَقَدْ لَبِسُوا السّلَاحَ يَخْطِرُونَ بِسُيُوفِهِمْ يَتَسَامَوْنَ كَأَنّهُمْ الْفُحُولُ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ نَحْنُ وَاَللّهِ بَيْنَ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ - إمّا يُظَفّرُنَا اللّهُ بِهِمْ فَهَذَا الّذِي نُرِيدُ فَيُذِلّهُمْ اللّهُ لَنَا فَتَكُونُ هَذِهِ وَقْعَةً مَعَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ إلّا الشّرِيدُ وَالْأُخْرَى يَا رَسُولَ اللّهِ يَرْزُقُنَا اللّهُ الشّهَادَةَ. وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أُبَالِي أَيّهُمَا كَانَ إنّ كُلّا لَفِيهِ الْخَيْرُ فَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ إلَيْهِ قَوْلًا، وَسَكَتَ. فَقَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَاَلّذِي أَنْزَلَ عَلَيْك الْكِتَابَ لَا أَطْعَمُ الْيَوْمَ طَعَامًا حَتّى أُجَالِدَهُمْ بِسَيْفِي خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ يُقَالُ كَانَ حَمْزَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا، وَيَوْمَ السّبْتِ صَائِمًا، فَلَاقَاهُمْ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالُوا : وَقَالَ النّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَالِمٍ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أَشْهَدُ أَنّ الْبَقَرَ الْمُذَبّحَ قَتْلَى مِنْ أَصْحَابِك وَأَنّي مِنْهُمْ فَلِمَ تَحْرِمُنَا الْجَنّةَ؟ فَوَاَلّذِي لَا إلَهَ إلّا هُوَ لَأَدْخُلَنهَا. قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَ؟ قَالَ إنّي أُحِبّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا أَفِرّ يَوْمَ الزّحْفِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقْت فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذ وَقَالَ إيَاسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ يَا رَسُولَ اللّهِ نَحْنُ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنْ الْبَقَرِ الْمُذَبّحِ نَرْجُو (ص. 211) يَا رَسُولَ اللّهِ أَنْ نُذَبّحَ فِي الْقَوْمِ وَيُذَبّحَ فِينَا، فَنَصِيرُ إلَى الْجَنّةِ وَيَصِيرُونَ إلَى النّارِ مَعَ أَنّي يَا رَسُولَ اللّهِ لَا أُحِبّ أَنْ تَرْجِعَ قُرَيْشٌ إلَى قَوْمِهَا فَيَقُولُونَ حَصَرْنَا مُحَمّدًا فِي صَيَاصِي يَثْرِبَ وَآطَامِهَا فَيَكُونُ هَذَا جُرْأَةً لِقُرَيْشٍ وَقَدْ وَطِئُوا سَعَفَنَا فَإِذَا لَمْ نَذُبّ عَنْ عِرْضِنَا لَمْ نَزْرَعْ وَقَدْ كُنّا يَا رَسُولَ اللّهِ فِي جَاهِلِيّتِنَا وَالْعَرَبُ يَأْتُونَنَا، وَلَا يَطْمَعُونَ بِهَذَا مِنّا حَتّى نَخْرُجَ إلَيْهِمْ بِأَسْيَافِنَا حَتّى نَذُبّهُمْ عَنّا، فَنَحْنُ الْيَوْمَ أَحَقّ إذْ أَيّدَنَا اللّهُ بِك، وَعَرَفْنَا مَصِيرَنَا، لَا نَحْصُرُ أَنْفُسَنَا فِي بُيُوتِنَا. وَقَامَ خَيْثَمَةُ أَبُو سَعْدِ بْنُ خَيْثَمَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ قُرَيْشًا مَكَثَتْ حَوْلًا تَجْمَعُ الْجُمُوعَ وَتَسْتَجْلِبُ الْعَرَبَ فِي بَوَادِيهَا وَمَنْ تَبِعَهَا مِنْ أَحَابِيشِهَا، ثُمّ جَاءُونَا قَدْ قَادُوا الْخَيْلَ وَامْتَطَوْا الْإِبِلَ حَتّى نَزَلُوا بِسَاحَتِنَا فَيَحْصُرُونَنَا فِي بُيُوتِنَا وَصَيَاصِيِنَا، ثُمّ يَرْجِعُونَ وَافِرِينَ لَمْ يُكْلَمُوا، فَيُجَرّئُهُمْ ذَلِكَ عَلَيْنَا حَتّى يَشُنّوا الْغَارَاتِ عَلَيْنَا، وَيُصِيبُوا أَطْرَافَنَا، وَيَضَعُوا الْعُيُونَ وَالْأَرْصَادَ عَلَيْنَا، مَعَ مَا قَدْ صَنَعُوا بِحُرُوثِنَا، وَيَجْتَرِئُ عَلَيْنَا الْعَرَبُ حَوْلَنَا حَتّى يَطْمَعُوا فِينَا إذَا رَأَوْنَا لَمْ نَخْرُجْ إلَيْهِمْ فَنَذُبّهُمْ عَنْ جِوَارِنَا وَعَسَى اللّهُ أَنْ يُظَفّرَنَا بِهِمْ فَتِلْكَ عَادَةُ اللّهِ عِنْدَنَا، أَوْ تَكُونَ الْأُخْرَى فَهِيَ الشّهَادَةُ. لَقَدْ أَخْطَأَتْنِي وَقْعَةُ بَدْرٍ وَقَدْ كُنْت عَلَيْهَا حَرِيصًا، لَقَدْ بَلَغَ مِنْ حِرْصِي أَنْ سَاهَمْت ابْنِي فِي الْخُرُوجِ فَخَرَجَ سَهْمُهُ فَرُزِقَ الشّهَادَةَ وَقَدْ كُنْت حَرِيصًا عَلَى الشّهَادَةِ. وَقَدْ رَأَيْت ابْنِي الْبَارِحَةَ فِي النّوْمِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ يَسْرَحُ فِي ثِمَارِ الْجَنّةِ وَأَنْهَارِهَا وَهُوَ يَقُولُ الْحَقْ بِنَا ترافقنا في الجنة (ص. 212) فَقَدْ وَجَدْت مَا وَعَدَنِي رَبّي حَقّا وَقَدْ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَصْبَحْت مُشْتَاقًا إلَى مُرَافَقَتِهِ فِي الْجَنّةِ، وَقَدْ كَبِرَتْ سِنّي، وَرَقّ عَظْمِي، وَأَحْبَبْت لِقَاءَ رَبّي، فَادْعُ اللّهَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنْ يَرْزُقَنِي الشّهَادَةَ وَمُرَافَقَةَ سَعْدٍ فِي الْجَنّةِ. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقُتِلَ بِأُحُدٍ شَهِيدًا. وَقَالُوا : قَالَ أَنَسُ بْنُ قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللّهِ هِيَ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إمّا الشّهَادَةُ وَإِمّا الْغَنِيمَةُ وَالظّفْرُ فِي قَتْلِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ الْهَزِيمَةَ ". قَالُوا : فَلَمّا أَبَوْا إلّا الْخُرُوجَ صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ بِالنّاسِ ثُمّ وَعَظَ النّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالْجِدّ وَالْجِهَادِ وَأَخْبَرَهُمْ أَنّ لَهُمْ النّصْرَ مَا صَبَرُوا. فَفَرِحَ النّاسُ بِذَلِكَ حَيْثُ أَعْلَمَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشّخُوصِ إلَى عَدُوّهِمْ وَكَرِهَ ذَلِكَ الْمَخْرَجَ بَشَرٌ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُمْ بِالتّهَيّؤِ لِعَدُوّهِمْ ثُمّ صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ بِالنّاسِ وَقَدْ حَشَدَ النّاسُ وَحَضَرَ أَهْلُ الْعَوَالِي، وَرَفَعُوا النّسَاءَ فِي الْآطَامِ فَحَضَرَتْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَلِفّهَا وَالنّبِيتُ [وَلِفّهَا] وَتَلَبّسُوا السّلَاحَ. فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَهُ وَدَخَلَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا، فَعَمّمَاهُ وَلَبِسَاهُ وَصَفّ النّاسُ لَهُ مَا بَيْنَ حُجْرَتِهِ إلَى مِنْبَرِهِ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ فَجَاءَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَالَا: قُلْتُمْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُلْتُمْ وَاسْتَكْرَهْتُمُوهُ عَلَى الْخُرُوجِ وَالْأَمْرُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنْ السّمَاءِ فَرُدّوا الْأَمْرَ إلَيْهِ فما أمركم (ص. 213)

79 B471 Buhârî, Salât, 83

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِى حَدْرَدٍ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ ، فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الْمَسْجِدِ ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِى بَيْتِهِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ وَنَادَى « يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ ، يَا كَعْبُ » . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ . قَالَ كَعْبٌ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « قُمْ فَاقْضِهِ » . B7166 Buhârî, Ahkâm, 18. حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَهْلٍ أَخِى بَنِى سَاعِدَةَ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً ، أَيَقْتُلُهُ فَتَلاَعَنَا فِى الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ .

80 İM1760 İbn Mâce, Sıyâm, 52.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَفْدُنَا الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِسْلاَمِ ثَقِيفٍ . قَالَ وَقَدِمُوا عَلَيْهِ فِى رَمَضَانَ وَضَرَبَ عَلَيْهِمْ قُبَّةً فِى الْمَسْجِدِ فَلَمَّا أَسْلَمُوا صَامُوا مَا بَقِىَ عَلَيْهِمْ مِنَ الشَّهْرِ .

81 M4589 Müslim, Cihâd ve siyer, 59.

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِى حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ . فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِى الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ » . فَقَالَ عِنْدِى يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ . فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ فَقَالَ « مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ » . قَالَ مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ . فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ « مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ » . فَقَالَ عِنْدِى مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ » . فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَىَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَىَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلاَدِ كُلِّهَا إِلَىَّ وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِى وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ أَصَبَوْتَ فَقَالَ لاَ وَلَكِنِّى أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ وَاللَّهِ لاَ يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .

82 B3165 Buhârî, Cizye ve müvâdea, 4.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ « انْثُرُوهُ فِى الْمَسْجِدِ » فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِىَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْطِنِى إِنِّى فَادَيْتُ نَفْسِى وَفَادَيْتُ عَقِيلاً . قَالَ « خُذْ » . فَحَثَا فِى ثَوْبِهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ . فَقَالَ أْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَىَّ . قَالَ « لاَ » . قَالَ فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَىَّ . قَالَ « لاَ » . فَنَثَرَ مِنْهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ . فَقَالَ أْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَىَّ . قَالَ « لاَ » . قَالَ فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَىَّ . قَالَ « لاَ » . فَنَثَرَ ثُمَّ احْتَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ ثُمَّ انْطَلَقَ ، فَمَا زَالَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِىَ عَلَيْنَا عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ .

83 B6452 Buhârî, Rikâk, 17.

حَدَّثَنِى أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ آللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِى عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِى مِنَ الْجُوعِ ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِى يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَنِى ، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِى عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَنِى ، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِى أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِى وَعَرَفَ ، مَا فِى نَفْسِى وَمَا فِى وَجْهِى ثُمَّ قَالَ « أَبَا هِرٍّ » . قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « الْحَقْ » . وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ ، فَأَذِنَ لِى ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِى قَدَحٍ فَقَالَ « مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ » . قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ فُلاَنٌ أَوْ فُلاَنَةُ . قَالَ « أَبَا هِرٍّ » . قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِى » . قَالَ وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلاَمِ ، لاَ يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ ، وَلاَ عَلَى أَحَدٍ ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ، وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا ، فَسَاءَنِى ذَلِكَ فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِى أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا ، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِى فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِى مِنْ هَذَا اللَّبَنِ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بُدٌّ ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا ، فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ قَالَ « يَا أَبَا هِرٍّ » . قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « خُذْ فَأَعْطِهِمْ » . قَالَ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَىَّ الْقَدَحَ ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَىَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَىَّ الْقَدَحَ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَوِىَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَىَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ « أَبَا هِرٍّ » . قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ » . قُلْتُ صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « اقْعُدْ فَاشْرَبْ » . فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ . فَقَالَ « اشْرَبْ » . فَشَرِبْتُ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ « اشْرَبْ » . حَتَّى قُلْتُ لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا . قَالَ « فَأَرِنِى » . فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى ، وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ .

84 D5013 Ebû Dâvûd, Edeb, 87

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى خَلَفٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ مَرَّ عُمَرُ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ فِى الْمَسْجِدِ فَلَحَظَ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ . N717 Nesâî, Mesâcid, 24. أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ مَرَّ عُمَرُ بِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَهُوَ يُنْشِدُ فِى الْمَسْجِدِ فَلَحَظَ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ أَنْشَدْتُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِى هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « أَجِبْ عَنِّى اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ » . قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ .

85 M2064 Müslim, Îdeyn, 18.

وَحَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنِى ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِى - وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فِى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - يَسْتُرُنِى بِرِدَائِهِ لِكَىْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِى حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِى أَنْصَرِفُ . فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ حَرِيصَةً عَلَى اللَّهْوِ .

86 B463 Buhârî, Salât, 77.

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِى الأَكْحَلِ ، فَضَرَبَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم خَيْمَةً فِى الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ - وَفِى الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِى غِفَارٍ - إِلاَّ الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ ، مَا هَذَا الَّذِى يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا ، فَمَاتَ فِيهَا .