Hadislerle İslâm Cilt 2 Sayfa 375

Hicretin altıncı yılında Hz. Peygamber Medine"de ilginç bir rüya görmüş1 ve bunu, çok sevdiği Kâbe"yi ziyarete yormuştu. Rüyasını ashâbıyla paylaştı ve bir umre ziyareti ile bunu gerçekleştirmek istedi. Yapılacak bu umre ziyareti, doğup büyüdükleri Mekke"den gelen muhacirler başta olmak üzere herkesi heyecanlandırdı. Gerekli hazırlıklar yapıldı ve yola çıkıldı. Ancak yegâne gayeleri Kâbe"yi ziyaret etmek olan bu Müslümanlar, ihramlarıyla günlerce süren yorucu yolculuktan sonra Mekke"nin 22 km. batısındaki Hudeybiye"de Mekkeli müşrikler tarafından durduruldular. Niyetlerinin sadece umre ziyareti olduğunu defalarca dile getirmelerine rağmen, Mekkeliler Müslümanların umre yapmalarına izin vermediler. Bunun üzerine Allah Resûlü ile sahâbe arasında Rıdvan Biati, Mekkelilerle de Hudeybiye Antlaşması gerçekleşti. Neticede Müslümanlar kendi açılarından şartları oldukça ağır sayılabilecek bir antlaşma imzalamak durumunda kaldılar. Yapılan bu antlaşmaya göre, Müslümanlar bu ziyaretlerinden vazgeçip Medine"ye geri dönecekler, Kâbe"yi ertesi yıl ziyaret edebileceklerdi. Hasretleri iyice depreşen Müslümanlar, Mekke"nin yanı başına kadar varıp da Kâbe"yi ziyaret edemeden dönmenin hüznü ile çaresiz ihramlarından çıktılar ve Medine"ye geri döndüler.2 Onların en büyük teselli kaynağı ise, Rıdvan Biati"nden söz eden ve bir gün ihramlarıyla mutlaka Kâbe"yi ziyaret edeceklerini müjdeleyen Fetih sûresinin inmesi oldu.3

Hudeybiye Antlaşması"nın üzerinden bir yıl geçmiş, umre zamanı gelmişti. Allah Resûlü"nün emri ile tekrar umre hazırlıklarına başlandı. Önceki yıl gerçekleştiremedikleri umre, kaza edilecek ve bu umreye “kaza umresi” denilecekti. Önceki sene giden 1400-1500 kişiye ilâveten bu sene yeni katılanların da olduğu 2000 kişilik grup yola çıktı.4 Yapılan antlaşma gereği Müslümanlar Mekke"ye silahsız girecekler ve üç gün içerisinde ziyaretlerini tamamlayıp döneceklerdi.5

Allah Resûlü ve sahâbe, yıllarca uzak kaldıkları Mekke"ye gür sesleriyle telbiyeler getirerek girdiler. Hasret kaldıkları Kâbe"yi tavaf etmeye başladılar, Mekkelilerin meraklı bakışları arasında. Mekkeli Müslümanlar Medine"ye hicret edince, oranın havası kendilerini olumsuz etkilemiş ve

    

Dipnotlar

1 VM2/572 Vâkıdî, Meğâzî, II, 572.

أَبِي صَعْصَعَةَ وَمُجَمّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الزّرَقِيّ، وَعَابِدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، وَمُحَمّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ مُحَمّدٍ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَحِزَامِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ فَكُلّ قَدْ حَدّثَنِي مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ بِطَائِفَةٍ وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى لِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ بَعْضٍ وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ الْمُسَمّيْنَ قَدْ حَدّثَنِي، أَهْلُ الثّقَةِ وَكَتَبْت كُلّ مَا حَدّثُونِي، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى فِي النّوْمِ أَنّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ وَحَلّقَ رَأْسَهُ وَأَخَذَ مِفْتَاحَ الْبَيْتِ وَعَرّفَ مَعَ الْمُعَرّفِينَ فَاسْتَنْفَرَ أَصْحَابَهُ إلَى الْعُمْرَةِ فَأَسْرَعُوا وَتَهَيّئُوا لِلْخُرُوجِ. وَقَدِمَ عَلَيْهِ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيّ فِي لَيَالٍ بَقِيَتْ مِنْ شَوّالٍ سَنَةَ سِتّ فَقَدِمَ مُسْلِمًا عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرًا لَهُ وَهُوَ عَلَى الرّجُوعِ إلَى أَهْلِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا بُسْرُ لَا تَبْرَحْ حَتّى تَخْرُجَ مَعَنَا فَإِنّا إنْ شَاءَ اللّهُ مُعْتَمِرُونَ". فَأَقَامَ بُسْرٌ وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ يَبْتَاعُ لَهُ بُدْنًا، فَكَانَ بُسْرٌ يَبْتَاعُ الْبُدْنَ وَيَبْعَثُ بِهَا إلَى ذِي الْجَدْرِ حَتّى حَضَرَ خُرُوجُهُ فَأَمَرَ بِهَا فَجُلِبَتْ إلَى الْمَدِينَةِ ، ثُمّ أَمَرَ بِهَا نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيّ. أَنْ يُقَدّمَهَا إلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى هَدْيِهِ نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ. وَخَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ لَا يَشُكّونَ فِي الْفَتْحِ لِلرّؤْيَا الّتِي رَأَى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَخَرَجُوا بِغَيْرِ سِلَاحٍ إلّا السّيُوفَ فِي الْقُرُبِ وَسَاقَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ الْهَدْيَ أَهْلُ قُوّةٍ - أبو بكر (ص. 572) وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ - سَاقُوا هَدْيًا حَتّى وَقَفَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ، وَسَاقَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بُدْنًا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَتَخْشَى يَا رَسُولَ اللّهِ عَلَيْنَا مِنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْب وَأَصْحَابِهِ وَلَمْ نَأْخُذْ لِلْحَرْبِ عُدّتَهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَدْرِي، وَلَسْت أُحِبّ أَحْمِلُ السّلَاحَ مُعْتَمِرًا". وَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللّهِ لَوْ حَمَلْنَا السّلَاحَ مَعَنَا، فَإِنْ رَأَيْنَا مِنْ الْقَوْمِ رَيْبًا كُنّا مُعِدّينَ لَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَسْت أَحْمِلُ السّلَاحَ إنّمَا خَرَجْت مُعْتَمِرًا". وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمّ مَكْتُومٍ وَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ فَاغْتَسَلَ فِي بَيْتِهِ وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ مِنْ نَسْجِ صُحَارٍ، وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ الْقَصْوَاءَ مِنْ عِنْدِ بَابِهِ وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمّ دَعَا بِالْبُدْنِ فَجُلّلَتْ ثُمّ أَشْعَرَ بِنَفْسِهِ مِنْهَا عِدّةً وَهُنّ مُوَجّهَاتٌ إلَى الْقِبْلَةِ فِي الشّقّ الْأَيْمَنِ. وَيُقَالُ دَعَا بِبَدَنَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَشْعَرَهَا فِي الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ ثُمّ أَمَرَ نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ بِإِشْعَارِ مَا بَقِيَ وَقَلّدَهَا نَعْلًا نَعْلًا، وَهِيَ سَبْعُونَ بَدَنَةً فِيهَا جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنِمَهُ بِبَدْرٍ وَكَانَ يَكُونُ فِي لِقَاحِهِ بِذِي الْجَدْرِ. وَأَشْعَرَ الْمُسْلِمُونَ بُدْنَهُمْ وَقَلّدُوا النّعَالَ فِي رِقَابِ الْبُدْنِ وَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ فَأَرْسَلَهُ عَيْنًا لَهُ وَقَالَ: "إنّ قُرَيْشًا قَدْ بَلَغَهَا أَنّي أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَخَبّرْ لِي خَبَرَهُمْ ثُمّ الْقَنِي بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ". (ص. 573)

2 N2862 Nesâî, Menâsikü’l-hac, 102

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِى قَالَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا كَلَّمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمَّا نَزَلَ الْجَيْشُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ فَقَالاَ لاَ يَضُرُّكَ أَنْ لاَ تَحُجَّ الْعَامَ إِنَّا نَخَافُ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَيْتِ . قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ الْبَيْتِ فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّى قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْطَلِقُ فَإِنْ خُلِّىَ بَيْنِى وَبَيْنَ الْبَيْتِ طُفْتُ وَإِنْ حِيلَ بَيْنِى وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَعَلْتُ مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ . ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ فَإِنَّمَا شَأْنُهُمَا وَاحِدٌ أُشْهِدُكُمْ أَنِّى قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِى . فَلَمْ يَحْلِلْ مِنْهُمَا حَتَّى أَحَلَّ يَوْمَ النَّحْرِ وَأَهْدَى . ST2/95, İbn Sa’d, Tabakât, II, 95-98. ( غزوة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديبية ) ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديبية خرج للعمرة في ذي القعدة سنة ست من مهاجره قالوا استنفر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه إلى العمرة فأسرعوا وتهيأوا ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بيته فاغتسل ولبس ثوبين وركب راحلته القصواء وخرج وذلك يوم الإثنين لهلال ذي القعدة واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ولم يخرج معه بسلاح إلا السيوف في القرب وساق بدنا وساق أصحابه أيضا بدنا فصلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا بالبدن التي ساق فجللت ثم أشعرها في الشق الأيمن وقلدها وأشعر أصحابه أيضا وهن موجهات إلى القبلة وهي سبعون بدنة فيها جمل أبي جهل الذي غنمه يوم بدر وأحرم ولبى وقدم عباد بن بشر أمامه طليعة في عشرين فرسا من خيل المسلمين وفيهم رجال من المهاجرين والأنصار وخرج معه من المسلمين ألف وستمئة ويقال ألف وأربعمئة ويقال ألف وخمسمئة وخمسة وعشرون رجلا وأخرج معه زوجته أم سلمة رضي الله عنها وبلغ المشركين خروجه فأجمع رأيهم على صده عن المسجد الحرام وعسكروا ببلدح وقدموا مائتي فارس إلى كراع الغميم وعليهم خالد بن الوليد ويقال عكرمة بن أبي جهل ودخل بسر بن سفيان الخزاعي مكة فسمع كلامهم وعرف رأيهم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقيه بغدير الأشطاط وراء عسفان فأخبره بذلك ودنا خالد بن الوليد في خيله حتى نظر إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عباد بن بشر فتقدم في خيله فأقام بإزائه وصف أصحابه وحانت صلاة الظهر وصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصحابه صلاة الخوف فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه تيامنوا في هذا العصل فإن عيون قريش بمر الظهران وبضجنان (ص. 95) فسار حتى دنا من الحديبية وهي طرف الحرم على تسعة أميال من مكة فوقعت يدا راحلته على ثنية تهبطه على غائط القوم فبركت فقال المسلمون حل حل يزجرونها فأبت أن تنبعث فقالوا خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنها ما خلأت ولكن حبسها حابس الفيل أما والله لا يسألوني اليوم خطة فيها تعظيم حرمة الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فقامت فولى راجعا عوده على بدئه حتى نزل بالناس على ثمد من أثماد الحديبية ظنون قليل الماء فانتزع سهما من كنانته فأمر به فغرز فيها فجاشت لهم بالرواء حتى اغترفوا بآنيتهم جلوسا على شفير البئر ومطر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحديبية مرارا وكرت المياه وجاءه بديل بن ورقاء وركب من خزاعة فسلموا عليه وقال بديل جئناك من عند قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعهم معهم العوذ والمطافيل والنساء والصبيان يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت حتى تبيد خضراؤهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لم نأت لقتال أحد إنما جئنا لنطوف بهذا البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فرجع بديل فأخبر بذلك قريشا فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي فكلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم بنحو مما كلم به بديلا فانصرف إلى قريش فأخبرهم فقالوا نرده عن البيت في عامنا هذا ويرجع من قابل فيدخل مكة ويطوف بالبيت ثم جاء مكرز بن حفص بن الأخيف فكلمه بنحو مما كلم به صاحبيه فرجع إلى قريش فأخبرهم فبعثوا الحليس بن علقمة وهو يومئذ سيد الأحابيش وكان يتأله فلما رأى الهدي عليه القلائد قد أكل أوباره من طول الحبس رجع ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إعظاما لما رأى فقال لقريش والله لتخلن بينه وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش قالوا فاكفف عنا حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به وكان أول من بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قريش خراش بن أمية الكعبي ليخبرهم ما جاء له فعقروا به وأرادوا قتله فمنعه من (ص. 96) هناك قومه فأرسل عثمان بن عفان فقال اذهب إلى قريش فأخبرهم أنا لم نأت لقتال أحد وإنما جئنا زوارا لهذا البيت معظمين لحرمته معنا الهدي ننحره وننصرف فأتاهم فأخبرهم فقالوا لا كان هذا أبدا ولا يدخلها علينا العام وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن عثمان قد قتل فذلك حيث دعا المسلمين إلى بيعة الرضوان فبايعهم تحت الشجرة وبايع لعثمان رضي الله عنه فضرب بشماله على يمينه لعثمان رضي الله عنه وقال إنه ذهب في حاجة الله وحاجة رسوله وجعلت الرسل تختلف بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش فأجمعوا على الصلح والموادعة فبعثوا سهيل بن عمرو في عدة من رجالهم فصالحه على ذلك وكتبوا بينهم هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه لا إسلال ولا إغلال وأن بيننا عيبة مكفوفة وأنه من أحب أن يدخل في عهد محمد وعقده فعل وأنه من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل وأنه من أتى محمدا منهم بغير إذن وليه رده إليه وأنه من أتى قريشا من أصحاب محمد لم يردوه وأن محمدا يرجع عنا عامه هذا بأصحابه ويدخل علينا قابلا في أصحابه فيقيم بها ثلاثا لا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص بن الأخيف وكتب علي صدر هذا الكتاب فكان هذا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلموكانت نسخته عند سهيل بن عمرو وخرج أبو جندل بن سهيل بن عمرو من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يرسف في الحديد فقال سهيل هذا أول من أقاضيك عليه فرده إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال يا أبا جندل قد تم الصلح بيننا وبين القوم فاصبر حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا (ص. 97)

3 B4177 Buhârî, Meğâzî, 36

حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسِيرُ فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلاً ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ شَىْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا عُمَرُ ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يُجِيبُكَ . قَالَ عُمَرُ فَحَرَّكْتُ بَعِيرِى ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ الْمُسْلِمِينَ ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِىَّ قُرْآنٌ ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِى - قَالَ - فَقُلْتُ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِىَّ قُرْآنٌ . وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ « لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِىَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) » . BD4/163 Beyhakî, Delâilü’n-nübüvve, IV, 163. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحسين ، قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : أري رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رءوسهم ومقصرين ، فقال له أصحابه حين نحر (1) بالحديبية : أين رؤياك يا رسول الله ؟ فأنزل الله عز وجل : لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق (2) إلى قوله : فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعني النحر بالحديبية ، ثم رجعوا ففتحوا خيبر ، ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة . وقال في قوله : سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا (3) يعني أعراب المدينة ؛ جهينة ومزينة ، وذلك أنه استتبعهم النبي صلى الله عليه وسلم بخروجه إلى مكة فقالوا : أنذهب معه إلى قوم جاءوه فقتلوا أصحابه فيقاتلهم في ديارهم فاعتلوا بالشغل ، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا فأخذ أصحابه ناسا من أهل الحرم غافلين ، فأرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم فذلك الإظفار ببطن (4) مكة وهو قوله ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم (5) ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وقد وعده الله مغانم كثيرة ، وعجل له خيبر ، فقال له المخلفون : ذرونا نتبعكم (6) ، وهي المغانم التي قال الله عز وجل : إذا انطلقتم إلى مغانم كثيرة لتأخذوها ذرونا نتبعكم ، وأما المغانم الكثيرة التي وعدوا فما يأخذون إلى اليوم ، وقوله : أولي بأس شديد (7) قال : هم فارس والروم

4 ST2/120 İbn Sa’d, Tabakât, II, 120.

( عمرة رسول الله صلى الله عليه و سلم القضية ) ثم عمرة رسول الله صلى الله عليه و سلم القضية في ذي القعدة سنة سبع من مهاجره قالوا لما دخل هلال ذي القعدة أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه أن يعتمروا قضاء لعمرتهم التي صدهم المشركون عنها بالحديبية وأن لا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية فلم يتخلف منهم أحد إلا رجال استشهدوا منهم بخيبر ورجال ماتوا وخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قوم من المسلمين عمارا فكانوا في عمرة القضية ألفين

5 M4631 Müslim, Cihâd ve siyer, 92.

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِىُّ جَمِيعًا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ - وَاللَّفْظُ لإِسْحَاقَ - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا أُحْصِرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَيْتِ صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا فَيُقِيمَ بِهَا ثَلاَثًا وَلاَ يَدْخُلَهَا إِلاَّ بِجُلُبَّانِ السِّلاَحِ السَّيْفِ وَقِرَابِهِ . وَلاَ يَخْرُجَ بِأَحَدٍ مَعَهُ مِنْ أَهْلِهَا وَلاَ يَمْنَعَ أَحَدًا يَمْكُثُ بِهَا مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ . قَالَ لِعَلِىٍّ « اكْتُبِ الشَّرْطَ بَيْنَنَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ » . فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ . فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا فَقَالَ عَلِىٌّ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمْحَاهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَرِنِى مَكَانَهَا » . فَأَرَاهُ مَكَانَهَا فَمَحَاهَا وَكَتَبَ « ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ » . فَأَقَامَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا أَنْ كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَالُوا لِعَلِىٍّ هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَرْطِ صَاحِبِكَ فَأْمُرْهُ فَلْيَخْرُجْ . فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ « نَعَمْ » . فَخَرَجَ . وَقَالَ ابْنُ جَنَابٍ فِى رِوَايَتِهِ مَكَانَ تَابَعْنَاكَ بَايَعْنَاكَ .