Hadislerle İslâm Cilt 3 Sayfa 374

birini, adıyla sanıyla Temîm"in gözdesi olan Zibrikân b. Bedr"i ayağa kaldırdı. O da diyeceğini dedi. Peygamber (sav) bu defa gözde şairi Hassân b. Sâbit"i çağırttı. Hassân sözlerin en güzelini dillendirdi. Bu şekilde bir onlardan bir bu taraftan, söz uzadıkça uzadı. Nihayet kalabalık grup, kendi aralarında görüşmek üzere izin istediler. Ve sonunda Nebî"nin hatiplerinin daha güçlü, onun şairlerinin daha dirayetli olduğunu, dile getirdiklerinin de hak olduğunu teslim ettiler. Gelip Kutlu Nebî"ye iman ettiklerini itiraf ettiler. Bu itirafla Arap yarımadasının Medine"den öte Irak"a kadar olan doğu bölgesi İslâmlaşmış oldu. Sözle gelen fetih yarımadayı kuşatmıştı. Gelen heyet hemen oradan ayrılmadı, görüşme ve söyleşiler devam etti. Bir aralık heyet içerisinde yer alan Zibrikân ve bir diğer söz ustası Amr b. Ehtem, Nebî"nin yanına geldiler. Gelenlerin kişilikleriyle ilgili özel bir diyalog yaşandı. Nebî sordu, onlar söyledi. Orada bulunanlar o gün sözün en güzel ve en güçlüsü nasıl olur ve nasıl söylenirmiş onu gördüler, âdeta büyülendiler. Hele bu son diyalog o kadar hoşlarına gitti ki, Amr b. Ehtem"in sözleri üzerine Arap"ın en fasihi olan ve kendisine "sözün özü" lütfedilmiş olan Peygamber, “Gerçekten bazı sözler büyüleyicidir.” dedi.2

Bu olay bu kadarla kalmamış heyetin Müslüman olmasıyla Medine"de tutsak edilen esirler özgürlüğüne kavuşmuş, Hz. Peygamber (sav) heyette bulunanlara bol bol hediyeler dağıtmıştır. Yaşı biraz küçük olmasına rağmen Amr b. Ehtem"e özel ihsanlarda bulunmuş, ay yüzlü, söz ustası Zibrikân"ı da kavmine zekât sorumlusu olarak atamıştır.3 Zibrikân, Hz. Ebû Bekir ve Hz. Ömer dönemlerinde de bu görevini sürdürmüştür.4

Öte yandan kalabalık heyet Medine"den ayrılmadan, Cebrail, Hucurât sûresinin 4. ve 5. âyetlerini getirmiştir.5 Toplumsal insanî değerleri, sesi ve sözü kullanmanın ahlâkî ilkelerini öğreten ilâhî kelâm, bu hadisenin yadigârı olarak yeryüzüne indirilmiştir. Sözlerin en güzeli olan ilâhî kelâm, en güzel Muhammedî terbiyeyi hatırlatmış ve inananlara,

—Allah ve Resûlü"nün koyduğu sınırlara riayet etmelerini,

—Seslerini Nebî"nin sesinden daha fazla yükseltmemelerini,

—Ona karşı yüksek sesle konuşmamalarını,

—Hz. Peygamber"in aile efradına ait odaların arkasından ona adıyla hitap ederek bağıranların, akıllarını kullanmayan kimseler olduklarını,

—Fâsığın sözünü iyi tetkik etmelerini,

—Hiçbir topluluğun, bir başka toplulukla alay etmemesini,

—Keza hanımların da birbirleriyle alay etmemelerini,

    

Dipnotlar

2 BN5/50 İbn Kesîr, Bidâye, V, 50-54

ثم قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبره عن ابن أبي مليكة، أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، فقال عمر: بل أمر الاقرع بن حابس، فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي فقال عمر: ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * حتى انقضت. ورواه البخاري أيضا من غير وجه عن ابن أبي مليكة بألفاظ أخرى قد ذكرنا ذلك في التفسير عند قوله تعالى * (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * الآية. وقال محمد بن إسحاق: ولما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفود العرب قدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي في أشراف بني تميم منهم: الاقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر التميمي - أحد بني سعد - وعمرو بن الاهتم، والحتحات بن يزيد، ونعيم بن يزيد (ص. 50) وقيس بن الحارث، وقيس بن عاصم أخو بني سعد في وفد عظيم من بنى تميم. قال ابن إسحاق: ومعهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وقد كان الاقرع بن حابس وعيينة شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنين والطائف، فلما قدم وفد بني تميم كانا معهم، ولما دخلوا، المسجد نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته أن أخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم، فخرج إليهم فقالوا: يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا. قال: " قد أذنت لخطيبكم فليقل " فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد الله الذي له علينا الفضل والمن وهو أهله، الذي جعلنا ملوكا ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعزة أهل المشرق وأكثره عددا وأيسره عدة. فمن مثلنا في الناس، ألسنا برؤس الناس وأولي فضلهم، فمن فاخرنا فليعدد ما عددنا، وإنا لو نشاء لاكثرنا الكلام ولكن نخشى من الاكثار فيما أعطانا، وإنا نعرف [ بذلك ] أقول هذا لان تأتوا بمثل قولنا، وأمر أفضل من أمرنا، ثم جلس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس أخي بني الحارث بن الخزرج: " قم، فأجب الرجل في خطبته " فقام ثابت فقال: الحمد الله الذي السموات والارض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شئ قط إلا من فضله، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكا واصطفى من خيرته رسولا أكرمه نسبا وأصدقه حديثا وأفضله حسبا، فأنزل عليه كتابا وائتمنه على خلقه فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الايمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوي رحمه، أكرم الناس احسابا، وأحسن وجوها، وخير الناس فعالا. ثم كان أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدا وكان قتله علينا يسيرا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم. فقام الزبرقان بن بدر فقال: نحن الكرام فلا حي يعادلنا * منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الاحياء كلهم * عند النهاب وفضل العز يتبع ونحن يطعم عند القحط مطعمنا * من الشواء إذا لم يؤنس القزع بما ترى الناس تأتينا سراتهم * من كل أرض هويا ثم نصطنع فننحر الكوم عبطا في أرومتنا * للنازلين إذا ما أنزلوا شعبوا (ص. 51) فما ترانا إلى حي نفاخرهم * إلا استفادوا وكانوا الرأس تقتطع فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه * فيرجع القوم والاخبار تستمع إنا أبينا ولم يأبى لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر ترتفع قال ابن إسحاق: وكان حسان بن ثابت غائبا فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام شاعر القوم فقال ما قال أعرضت في قوله وقلت على نحو ما قال، فلما فرغ الزبرقان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: " قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال ". فقال حسان: إن الذوائب من فهر وأخوتهم * قد بينوا سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كانت سريرته * تقوى الاله وكل الخير يصطنع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق - فأعلم - شرها البدع إن كان في الناس سباقون بعدهم * فكل سبق لادنى سبقهم تبع لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم * عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم * أو وازنوا أهل مجد بالندى منعوا أعفه ذكرت في الوحي عفتهم * لا يطعمون ولا يرديهم طمع لا يبخلون على جار بفضلهم * ولا يمسهم من مطمع طبع إذا نصبنا لحي لم ندب لهم * كما يدب إلى الوحشية الذرع نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها * إذا الزعانف من أظفارها خشعوا لا يفخرون إذا نالوا عدوهم * وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع كأنهم في الوغى والموت مكتنع * أسد بحلية في أرساعها فدع خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا * ولا يكن همك الامر الذي منع ؟ وا فإن في حربهم - فاترك عداوتهم - * شرا يخاض عليه السم والسلع أكرم بقوم رسول الله شيعتهم * إذا تفاوتت الاهواء والشيع أهدى لهم مدحتي قلب يؤازره * فيما أحب لسان حائك صنع فإنهم أفضل الاحياء كلهم * إن جد في الناس جد القول أو شمعوا وقال ابن هشام: وأخبرني بعض أهل العلم بالشعر من بني تميم: أن الزبرقان لما قدم على (ص. 52) رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم قام فقال: أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا * إذا اختلفوا عند احتضار المواسم بأنا فروع الناس في كل موطن * وأن ليس في أرض الحجاز كدارم وأنا نذود المعلمين إذا انتخوا * ونضرب رأس الاصيد المتفاقم وإن لنا المرباع في كل غارة * تغير بنجد أو بأرض الاعاجم قال فقام حسان فأجابه فقال: هل المجد إلا السؤدد العود والندى * وجاه الملوك واحتمال العظائم نصرنا وآوينا النبي محمدا * على أنف راض من معد وراغم بحي حريد أصله وثراؤه * بجابية الجولان وسط الاعاجم نصرناه لما حل بين بيوتنا * بأسيافنا من كل باغ وظالم جعلنا بنينا دونه وبناتنا * وطبنا له نفسا بفئ المغانم ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا * على دينه بالمرهفات الصوارم ونحن ولدنا من قريش عظيمها * ولدنا نبي الخير من آل هاشم بني دارم لا تفخروا إن فخركم * يعود وبالا عند ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول من بين ظئر وخادم فان كنتم جئتم لحقن دمائكم * وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * ولا تلبسوا زيا كزي الاعاجم قال ابن إسحاق. فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله، قال الاقرع بن حابس: وأبي، إن هذا لمؤتى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولاصواتهم أعلا من أصواتنا. قال: فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم، وكان عمرو بن الاهتم قد خلفه القوم في رحالهم، وكان أصغرهم سنا، فقال قيس بن عاصم - وكان يبغض عمرو بن الاهتم - يا رسول الله، إنه كان رجل منا في رحالنا وهو غلام حدث وأزرى به، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطى القوم، قال عمرو بن الاهتم حين بلغه أن قيسا قال ذلك يهجوه: ظللت مفترش الهلباء تشتمني * عند الرسول فلم تصدق ولم تصب سدناكم سؤددا رهوا وسؤددكم * باد نواجذه مقع على الذنب (ص. 53) بحقوقهم، وهذا يعلم ذلك - يعني عمرو بن الاهتم - قال عمرو بن الاهتم: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع في أذنيه. فقال الزبرقان: والله يا رسول الله لقد علم مني غير ما قال، وما منعه أن يتكلم إلا الحسد، فقال عمرو بن الاهتم: أنا أحسدك فوالله إنك للئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيع في العشيرة، والله يا رسول الله لقد صدقت فيما قلت أولا، وما كذبت فيما قلت آخرا. ولكني رجل إذا رأيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت، ولقد صدقت في الاولى والاخرى جميعا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من البيان سحرا " وهذا اسناد غريب جدا. وقد ذكر الواقدي سبب قدومهم وهو أنه كانوا قد جهزوا السلاح على خزاعة فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر في خمسين ليس فيهم أنصاري ولا مهاجري، فأسر منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فقدم رؤساهم بسبب أسرائهم ويقال قدم منهم (ص. 54) KU30316 Müttakî el-Hindî, Kenzü’l-ummâl, X, 820 وفد بني تميم 30316 عن جابر قال : جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنادوه يا محمد اخرج إلينا فان مدحنا زين وإن سبنا شين ، فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم وهو يقول : إنما ذلكم الله عزوجل فما تريدون ؟ قالوا : نحن ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا ولكن هاتوا فقال الاقرع بن حابس لشاب من شبابهم : يا فلان قم فاذكر فضلك وفضل قومك فقال : الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن من خير أهل الارض وأكثرهم عددا وأكثرهم سلاحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا ، وبفعال هو أفضل من فعالنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس الانصاري وكان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم : قم فأجبه فقام ثابت فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ودعا المهاجرين من بني نمر أحسن الناس وجوها وأعظم الناس أحلاما (ص. 613) فأجابوه ، الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا ماله ونفسه ، ومن أباها قاتلناه ، وكان رغمه في الله علينا هينا ، أقول قولي هذا واستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات ، فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم : يا فلان قم واذكر أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقام فقال : نحن الكرام فلا حي يعادلنا نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع ونعطم الناس عند المحل كلهم من السديف إذا لم يؤنس القزع إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد إنا كذلك عند الفخر نرتفع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي بحسان بن ثابت فذهب إليه الرسول فقال : وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفا ؟ قال : جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابه وتكلم شاعرهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك لتجيبه ، فقال حسان : قد آن لكم أن تبعثوا إلي هذا العود - والعود الجمل الكبير - فلما أن جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا حسان قم فأجبه فقال : يا رسول الله مره فليسمعني ما قال فقال : أسمعه (ص. 614) ما قلت فأسمعه فقال حسان : نصرنا رسول الله والدين عنوة على رغم باد من معد وحاضر بضرب كإيزاع المخاض مشاشه وطعن كأفواه اللقاح الصوادر وسل أحدا يوم استقلت شعابه بضرب لنا مثل الليوث الخوادر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى إذا طاب ورد الموت بين العساكر ونضرب هام الدارعين وننتمي إلى حسب من جذم غسان قاهر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى وأمواتنا من خير أهل المقابر فلولا حياء الله قلنا تكرما على الناس بالخيفين هل من منافر فقام الاقرع بن حابس فقال : إني والله يا محمد لقد جئت لامر (ص. 615) ما جاء له هؤلاء إني قد قلت شعرا فاسمعه فقال : هات فقال : أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا إذا اختلفوا عند ادكار المكارم وإنا رؤوس الناس من كل معشر وأن ليس في أرض الحجاز كدارم وإنا لنا المرباع في كل غارة تكون بنجد أو بأرض التهائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا حسان فأجبه فقام وقال : بنو دارم لا تفخروا إن فخركم يعود وبالا بعد ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتم لنا خول ما بين قن وخادم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم إن يذكر منك ما قد كنت ترى أن الناس قد نسوه منك فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليه من قول حسان ، ثم رجع حسان إلى قوله : وأفضل ما نلتم من الفضل والعى ردافتنا من بعد ذكر المكارم فان كنتم جئتم لحقن دماءكم وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا ولا تفخروا عند النبي بدارم وإلا ورب البيت مالت أكفنا على رأكم بالمرهفات الصوارم (ص. 616) فقام الاقرع بن حابس فقال : يا هؤلاء ما أدري ما هذا الامر تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا وأحسن قولا ، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتا وأحسن قولا ، ثم دنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يضرك ما كان قبل هذا (الروياني وابن منده وأبو نعيم وقال : غريب تفرد به المعلى بن عبد الرحمن بن الحكيم الواسطي ، قال قط : هو كذاب ، كر) (ص. 617) B5146 Buhârî, Nikâh, 48 حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ جَاءَ رَجُلاَنِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا » . M2009 Müslim, Cum’a, 47. حَدَّثَنِى سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ خَطَبَنَا عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ . فَقَالَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا » .

3 BS13418 Beyhakî, es-Sünenü’l-kübrâ, VII, 16.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِى قِصَّةِ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا أَسْلَمَ عَدِىُّ بْنُ حَاتِمٍ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى صَدَقَاتِ قَوْمِهِ فَتُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَدِ اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ عَظِيمَةٌ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ فَلَمَّا ارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ النَّاسِ وَبَلَغَهُمْ أَنَّهُمْ قَدِ ارْتَجَعُوا صَدَقَاتِهِمْ وَارْتَدَّتْ بَنُو أَسَدٍ وَهُمْ جِيرَانُهُمُ اجْتَمَعَتْ طَيِّئٌ إِلَى عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ وَذَكَرَ الْقَصَّةَ قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْا مِنْه الْجِدَّ كَفُّوا عَنْهُ وَسَلَّمُوا لَهُ فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ بِهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ إِبِلٍ مِنَ إِبِلِ الصَّدَقَةِ قَدِمَتْ عَلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ هِىَ وَإِبِلُ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ السَّعْدِىِّ : أَنَّ بَنِى سَعْدٍ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَأَنْ يَصْنَعَ بِهِمْ مَا صَنَعَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ بِقَوْمِهِ فَأَبَى وَتَمَسَّكَ بِمَا فِى يَدِهِ وَثَبَتَ عَلَى إِسْلاَمِهِ وَقَالَ لاَ تَعْجَلُوا يَا قَوْمِ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا الأَمْرِ قَائِمٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ فَدَفَعَهُمْ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى أَتَاهُ اجْتِمَاعُ النَّاسِ عَلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَرَجَ بِهَا وَقَدْ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ عَنْهُ لَيْلاً وَمَعَهُ الرِّجَالُ يَطْرُدُونَهَا فَمَا عَلِمُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَدَّاهَا إِلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَتْ هَذِهِ الإِبِلُ الَّتِى قَدِمَ بِهَا الزِّبْرِقَانُ وَعَدِىُّ بْنُ حَاتِمٍ أَوَّلَ إِبِلٍ وَافَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ عَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى صَدَقَاتِ طَيِّئٍ وَالزِّبْرِقَانَ بْنَ بَدْرٍ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى سَعْدٍ وَطُلَيْحَةَ بْنَ خُوَيْلِدٍ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى أَسَدٍ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى فَزَارَةَ وَمَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى يَرْبُوعٍ وَالْفُجَاءَةَ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى سُلَيْمٍ فَلَمَّا بَلَغَهُمْ وَفَاةُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ رَدُّوهَا عَلَى أَهْلِهَا إِلاَّ عَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ وَالزِّبْرَقَانَ بْنَ بَدْرٍ فَإِنَّهُمَا تَمَسَّكَا بِهَا وَدَفَعَا عَنْهَا النَّاسَ حَتَّى أَدَّيَاهَا إِلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ.

4 EÜ2/304 İbnü’l-Esîr, Üsdü’l-gâbe, II, 304.

الحصين . وقد تقدم في الحصين وإنما قيل له الزبرقان لحسنه والزبرقان القمر وقيل : إنما قيل له ذلك لأنه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران . وقيل : كان اسمه القمر والله أعلم نزل البصرة وكان سيدا في الجاهلية عظيم القدر في الإسلام وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم في وفد بني تميم منهم : قيس بن عاصم المنقري وعمرو بن الأهتم وعطارد بن حاجب وغيرهم فأسلموا . وأجازهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأحسن جوائزهم وذلك سنة تسع وسأل النبي صلى الله عليه و سلم عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر فقال : مطاع في أدنية شديد العارضة مانع لما وراء ظهره قال الزبرقان : والله لقد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال . قال عمرو : إنك لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الأب لئيم الخال . ثم قال : يا رسول الله لقد صدقت فيهما جميعا أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه وأسخطني فقلت بأسوأ ما أعلم فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن من البيان لسحرا " وكان يقال للزبرقان : قمر نجد لجماله . وكان ممن يدخل مكة متعمما لحسنه وولاه رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقات قومه بني عوف فأداها في الردة إلى أبي بكر فأقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس وكذلك عمر بن الخطاب قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط يمدحه وقيل قالها الحطيئة : الوافر : تقول خليلتي لما التقينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان سيدركنا بنو القمر بن بدر ... سراج الليل للشمس الحصان فقلت : ادعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان فمن يك سائلا عني فإني ... أنا النمري جار الزبرقان وكان الزبرقان قد سار إلى عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فرارا من السنة وطلبا للعيش فأمره الزبرقان أن يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفا له حتى يلحق به ففعل الحطيئة ثم هجاه الحطيئة بقوله : البسيط :

5 B4847 Buhârî, Tefsîr, (Hucurât) 2.

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدٍ . وَقَالَ عُمَرُ بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا أَرَدْتَ إِلَى - أَوْ إِلاَّ - خِلاَفِى . فَقَالَ عُمَرُ مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ . فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، فَنَزَلَ فِى ذَلِكَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) حَتَّى انْقَضَتِ الآيَةُ . TT1/501 Taberî, Câmiu’l-beyân, I, 501. خارجًا مخرج الخبر عن الجميع، كان غيرَ جائز أن يكون ما رُوي في تأويل ذلك عن ابن عباس - ومن قال بقوله: من أن ذلك خبر عن كتمان إبليس الكبْرَ والمعصية - صحيحًا، فقد ظن غير الصواب. وذلك أنّ من شأن العرب، إذا أخبرتْ خبرًا عن بعض جماعة بغير تسمية شخص بعينه، أن تخرج الخبر عنه مخرج الخبر عن جميعهم، وذلك كقولهم:"قُتل الجيش وهُزموا"، وإنما قتل الواحد أو البعض منهم، وهزم الواحد أو البعض. فتخرج الخبر عن المهزوم منه والمقتول مخرج الخبر عن جميعهم، كما قال جل ثناؤه:( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) [سورة الحجرات: 4]، ذُكر أن الذي نادَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية فيه - كان رجلا من جماعة بني تميم، كانوا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخرج الخبر عنه مُخرج الخبر عن الجماعة. فكذلك قوله:"وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون"، أخرج الخبر مُخرج الخبر عن الجميع، والمراد به الواحد منهم. * * * القول في تأويل قوله تعالى ذكره: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) } قال أبو جعفر: أمّا قوله:"وإذ قلنا" فمعطوف على قوله:"وإذ قال ربّك للملائكة"، كأنه قال جل ذكره لليهود - الذين كانوا بين ظهرانَيْ مُهاجَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل، معددًا عليهم نعَمه، ومذكِّرهم آلاءه، على نحو الذي وصفنا فيما مضى قبل-: اذكروا فعلي بكم إذ أنعمت عليكم.