Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 116

Müslümanların sığınak yeri oldu.51 Kısa süre sonra burada bir araya gelen Müslümanlar, Kureyş kervanlarını tehdit eder hâle geldiler. Bunun üzerine Kureyşliler, Resûlullah"tan, “Müslüman olan Mekkelilerin iadesi” ile ilgili maddenin kaldırılmasını talep etmek zorunda kaldılar. Ebû Süfyân"ı görevlendirerek, “Artık Mekke"den Medine"ye kim giderse güvence altındadır.” diye haber gönderdiler.52 Hz. Peygamber vakit kaybetmeden, Ebû Basîr ve cemaatine mektup göndererek Medine"ye gelmelerini istedi. Mektup, Ebû Basîr"e ölüm döşeğinde iken ulaştı. Ebû Basîr, o hâlde mektubu yüzüne gözüne sürerek okumaya başladı. Sonra mektup elinde olduğu hâlde ruhunu teslim etti. Arkadaşları ise onu, vefat ettiği yere gömüp Medine"ye döndüler.53

Hudeybiye günü Müslümanlar, bu antlaşmanın gelecekte ne tür hayır ve iyilikler getirebileceğini kavrayamamışlardı. Hz. Peygamber"in başlangıçta ağır gibi görünen şartları kabul etmesindeki hikmetler, yavaş yavaş ortaya çıkıyordu.

Yıllarca süren düşmanlıklar sonrasında müşriklerle ilk defa bir antlaşma yapılıyordu. Bu barış ortamında insanlar birbirlerinden emin olunca Müslümanlar, inanmayanlarla münasebet kurma, onları dine davet etme fırsatı buldular. Ve belki de en önemli gelişme, o güne kadar Müslümanları tanımayan, Hz. Muhammed"i atalarının dinini ortadan kaldırmak isteyen biri olarak gören Kureyşli müşriklerin, Müslümanları kendileriyle denk bir taraf olarak kabul etmeleriydi. Böylece Medine Site Devleti resmiyet kazanmış oldu.

Allah Resûlü, antlaşmadan tam bir yıl sonra yani hicretin yedinci yılında Hudeybiye tecrübesini yaşamış olan Müslümanların umre için hazırlanmalarını istedi. Zilkâde ayında54 Hz. Peygamber, beraberinde yaklaşık iki bin kişi ile Medine"den yola çıktı.55 Yanlarında silah olarak sadece kılıçları vardı. Müslümanların Mekke"ye doğru geldikleri haberini alan Kureyşliler antlaşma gereği şehri boşalttılar. Üç gün Mekke yakınlarındaki dağlara çekilip56 Müslümanların ne yapacaklarını merakla uzaktan seyre daldılar. Ashâb, Resûlullah"ı müşrikler tarafından gelebilecek tehlikeye karşı sıkı koruma altına almışlardı.57

Allah Resûlü ve ashâbı, Mekke"ye, “Lebbeyk Allâhümme lebbeyk!” (Buyur Allah"ım buyur! Emrindeyim buyur!) nidalarıyla girdiler. Mescid-i Harâm"a geldiklerinde ise Hz. Peygamber, müşriklerin bakışları üzerlerinde olduğu için Müslümanların kuvvetli görünmelerini istiyordu. Bu nedenle,

    

Dipnotlar

51 VM2/627 Vâkıdî, Meğâzî, I, 627;

لِأَبِي بِصَيْرٍ: "اذْهَبْ حَيْثُ شِئْت". فَخَرَجَ أَبُو بِصَيْرٍ حَتّى أَتَى الْعِيصَ ، فَنَزَلَ مِنْهُ نَاحِيَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ عَلَى طَرِيقِ عِيرِ قُرَيْشٍ إلَى الشّامِ . قَالَ أَبُو بِصَيْرٍ: فَخَرَجْت وَمَا مَعِي مِنْ الزّادِ إلّا كَفّ مِنْ تَمْرٍ فَأَكَلْتهَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَكُنْت آتِي السّاحِلَ فَأُصِيبُ حِيتَانًا قَدْ أَلْقَاهَا الْبَحْرُ فَآكُلُهَا. وَبَلَغَ الْمُسْلِمِينَ الّذِينَ قَدْ حُبِسُوا بِمَكّةَ ، وَأَرَادُوا أَنْ يَلْحَقُوا بِرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بِصَيْرٍ: "وَيْلُ أُمّهِ مِحَشّ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ"، فَجَعَلُوا يَتَسَلّلُونَ إلَى أَبِي بِصَيْرٍ. وَكَانَ الّذِي كَتَبَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْمُسْلِمِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فَلَمّا جَاءَهُمْ كِتَابُ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُمْ أَنّهُ بِالسّاحِلِ عَلَى طَرِيقِ عِيرِ قُرَيْشٍ، فَلَمّا وَرَدَ عَلَيْهِمْ كِتَابُ عُمَرَ جَعَلُوا يُتَسَلّلُونَ رَجُلًا رَجُلًا حَتّى انْتَهَوْا إلَى أَبِي بِصَيْرٍ فَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ قَرِيبٌ مِنْ سَبْعِينَ رَجُلًا، فَكَانُوا قَدْ ضَيّقُوا عَلَى قُرَيْشٍ، لَا يَظْفَرُونَ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ إلّا قَتَلُوهُ وَلَا تَمُرّ عِيرٌ إلّا اقْتَطَعُوهَا، حَتّى أَحْرَقُوا قُرَيْشًا، لَقَدْ مَرّ رَكْبٌ يُرِيدُونَ الشّامَ مَعَهُمْ ثَلَاثُونَ بَعِيرًا، وَكَانَ هَذَا آخِرُ مَا اقْتَطَعُوا، لَقَدْ أَصَابَ كُلّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا قِيمَتُهُ ثَلَاثُونَ دِينَارًا. فَقَالَ بَعْضُهُمْ ابْعَثُوا بِالْخُمُسِ إلَى رَسُولِ اللّهِ. فَقَالَ أَبُو بِصَيْرٍ: لَا يَقْبَلُهُ رَسُولُ اللّهِ قَدْ جِئْت بِسَلَبِ الْعَامِرِيّ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ وَقَالَ: "إنّي إذَا فَعَلْت هَذَا لَمْ أَفِ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ" وَكَانُوا قَدْ أَمّرُوا عَلَيْهِمْ أَبَا بِصَيْرٍ فَكَانَ يُصَلّي بِهِمْ وَيُفَرّضُهُمْ وَيُجَمّعُهُمْ وَهُمْ سَامِعُونَ لَهُ مُطِيعُونَ. فَلَمّا بَلَغَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو قَتْلُ أَبِي بِصَيْرٍ لِلْعَامِرِيّ اشْتَدّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاَللّهِ مَا صَالَحْنَا مُحَمّدًا على هذا. D2765 Ebû Dâvûd, Cihâd, 156.حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ثَوْرٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ خَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِى بِضْعَ عَشَرَةَ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِى الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْىَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ . وَسَاقَ الْحَدِيثَ قَالَ وَسَارَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِى يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ . مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « مَا خَلأَتْ وَمَا ذَلِكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ » . ثُمَّ قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِى الْيَوْمَ خُطَّةً يُعَظِّمُونَ بِهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا » . ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ فَجَاءَهُ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِىُّ ثُمَّ أَتَاهُ - يَعْنِى عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ - فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَكُلَّمَا كَلَّمَهُ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ فَضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ وَقَالَ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَتِهِ . فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ . فَقَالَ أَىْ غُدَرُ أَوَلَسْتُ أَسْعَى فِى غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَمَّا الإِسْلاَمُ فَقَدْ قَبِلْنَا وَأَمَّا الْمَالُ فَإِنَّهُ مَالُ غَدْرٍ لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ » . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « اكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ » . وَقَصَّ الْخَبَرَ فَقَالَ سُهَيْلٌ وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ « قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا » . ثُمَّ جَاءَ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ مُهَاجِرَاتٌ الآيَةَ فَنَهَاهُمُ اللَّهُ أَنْ يَرُدُّوهُنَّ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرُدُّوا الصَّدَاقَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - يَعْنِى فَأَرْسَلُوا فِى طَلَبِهِ - فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ نَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَاللَّهِ إِنِّى لأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا . فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقَالَ أَجَلْ قَدْ جَرَّبْتُ بِهِ فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْهِ فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ وَفَرَّ الآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا » . فَقَالَ قَدْ قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِى وَإِنِّى لَمَقْتُولٌ فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ قَدْ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ فَقَدْ رَدَدْتَنِى إِلَيْهِمْ ثُمَّ نَجَّانِى اللَّهُ مِنْهُمْ . فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « وَيْلَ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ » . فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ وَيَنْفَلِتُ أَبُو جَنْدَلٍ فَلَحِقَ بِأَبِى بَصِيرٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ .

52 MA9720 Abdürrezzâk, Musannef, V, 330.

عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ، - صدق كل واحد منهما صاحبه - قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه ، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدى ، وأشعره ، وأحرم بالعمرة ، وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش ، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كانوا بغدير الاشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي ، فقال : إني قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الاحابيش ، وجمعوا لك جموعا ، وهم مقاتلوك ، وصادوك عن البيت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي [ أترون ] أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم ، فإن قعدوا قعدوا موتورينمحروبين ، وإن يجيئوا تكن عنقا قطعها الله ، أم ترون أن نؤمالبيت ، فمن صدنا قاتلناه ، فقالوا : رسول الله أعلم ، يا نبي الله ! إنما جئنا معتمرين ، ولم نجئ لقتال أحد ، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فروحوا إذا.قال معمر : قال الزهري : وكان أبو هريرة يقول : ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لاصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، قال الزهري في حديث مسور بن مخرمة ومروان : فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن خالد بن الوليد بالغميم ، في خيل لقريش طليعة ، فخذوا اليمين ، فوالله ما شعر بهم خالد إذا هو بقترة ) الجيش ، فانطلق فإذا هو يركض نذيرا لقريش ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كانوا بالثنية التي يهبط عليهم منها) بركت به راحلته ، فقال الناس : حل حل ، فقالوا : خلات القصواء ، خلات [ القصواء ] ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما خلات القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكنها حبسها حابس الفيل ، ثم قال : والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله ، إلا أعطيتهم إياها ، ثم زجرها ، فوثبت به ، قال : فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء ، إنما يتبرضه الناس تبرضا ، فلم يلبثه الناس أن نزحوه ، فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، قال : فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه ، فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة ، وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة ، فقال : إني تركت كعب بن لؤي ، وعامر بن لؤي ، [ نزلوا ] أعداد مياه الحديبية ، معهم العوذ المطافيل ، وهم مقاتلوك ، وصادوك عن البيت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنا لم نجئ لقتال أحد ، ولكنا جئنا معتمرين ، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب ، وأضرت بهم ، فإن شاءوا ماددتهم لهم مدة ، ويخلوا بيني وبين الناس ، فإن أظهر ، فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ، وإن لا فقد جموا ، وإن أبوا فوالذي نفسي بيده لاقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، أو لينفدن [ الله ) أمره ،فقال بديل : سأبلغهم ما تقول ، فانطلق حتى أتى قريشا ، فقال : إنا جئناكم من عند هذا الرجل ، وسمعناه يقول قولا ، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم) : لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشئ ، وقال ذو الرأي منهم : هات ما سمعته يقول ، [ قال : سمعته يقول ]) كذا وكذا ، فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام عروة بن مسعود الثقفي ، فقال : أي قومي ! ألستم بالولد ؟ قالوا : بلى ، قال : أو لست بالوالد) قالوا : بلى ، قال : فهل تتهموني ؟ قالوا : لا ، قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ ، فلما بلحوا ، علي جئتكم بأهلي ، وولدي ، ومن أطاعني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإن هذا قد عرض عليكم خصلة) رشد ، فاقبلوها ، ودعوني آته ، فقالوا : فأته ، فأتاه ، قال : فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل ، فقال عروة عند ذلك أي محمد ! أرأيت إن استأصلت قومك ، هل سمعت [ بأحد ]) من العرب اجتاح أصله قبلك ؟ وإن تكن الاخرى فإني لارى وجوها ، وأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا عنك ، فقال أبو بكر - رحمه الله ورضي عنه - : امصص بظر اللات) ، أنحن نفر عنه وندعه ؟ فقال : من ذا ؟ قال : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بده لولا يد لك عندي لم أجزك بها لاجبتك ، قال : وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه السيف ، وعليه المغفر ، فكلما أهوى عروة يده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف ، وقال : أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفع عروة رأسه ،فقال : من هذا ؟ فقالوا : المغيرة بن شعبة ، فقال : أي غدر أو لست أسعى في غدرتك ، وكان المغيرة بن شعبة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم ، وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما الاسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه [ في شئ ] ، ثم إن عروة جعل يرمق صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه ، قال : فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في يد رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون علىوضوئه ، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه [ النظر ]) تعظيما له ، قال : فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال : أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر ، وكسرى ، والنجاشي ، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد ، فاقبلوها ، فقال رجل من كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ،فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا فلان ، وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها له ، فبعثوها له ، واستقبله القوم يلبون ، فلما رأى ذلك ، قال : سبحان الله ، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت ، قال : فلما رجع إلى أصحابه ، قال : رأيت البدن قد قلدت وأشعرت ، فما أرى أن يصدوا عن البيت ،فقال رجل منهم - يقال له مكرز بن حفص - : دعوني آته ، قالوا : ائته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا مكرز ، وهو رجل فاجر ، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينا هو يكلمه ، إذ جاءه سهيل بن عمرو.قال معمر : فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه قد سهل لكم من أمركم.[ قال معمر : قال الزهري في حديثه : فجاء سهيل بن عمرو [ فقال : هات ! اكتب بيننا وبينكم كتابا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل : أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ؟ ولكن اكتب : باسمك اللهم ، كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لا يكتبها ، إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب : باسمك اللهم ، ثم قال : هذاما فاصل) عليه محمد رسول الله ، فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والله إني لرسول الله ، وإن كذبتموني ، اكتب : محمد بن عبد الله ، قال الزهري : وذلك لقوله :لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمة الله إلا أعطيتهم إياها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على أن تخلوا بيننا وبين البيت ، فنطوف به ، فقال سهيل : لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : [ و ] على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة ، حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد ! أول من أقاضيك عليه أن ترده [ إلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا لم نقض الكتاب بعد ، قال : فوالله إذا لم أصالحك على شئ أبدا ] ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فأجزه لي ، فقال : ما أنا بمجيزه لك ، قال : بلى ! فافعل ، قال : ما أنا بفاعل ، قال مكرز : بلى ! قد أجزناه لك ، فقال أبو جندل : أي معشر المسلمين ! أراد إلى المشركينوقد جئت مسلما ؟ ألا ترون ما قد لقيت ، وكان قد عذب عذابا شديدا في الله ، فقال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألست نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قال : قلت : ألسنا على الحق ؟ وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطى الدنية في ديننا ؟ فقال : إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري ، قلت : أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ، فنطوف به ، قال : بلى ، فأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ، ومطوف به ، قال : فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر ! أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطى الدنية في ديننا إذا ؟ قال : أيها الرجل ! إنه رسول الله ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره ، فاستمسك بغرزه حتى تموت ، فوالله إنه لعلى الحق ، قلت : أو ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ، ونطوف به ؟ قال : فأخبرك أنه سيأتيه العام ؟ قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ، ومطوف به ، قال الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعمالا.] [ قال : فلما فرغ من قضية الكتاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه : قوموا ، فانحروا ، ثم احلقوا ، قال : فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، قال : فلما لم يقم منهم أحد ، قام ، فدخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج ، ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك ، فقام ، فخرج ، فلم يكلم أحدا منهم ، حتى فعل ذلك ، نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا ، فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما). ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله (يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) حتى بلغ (بعصم الكوافر) فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك ، فتزوج أحدهما معاوية بن أبي سفيان ، والاخرى صفوان بن أمية.]ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فجاءه أبو بصير ، رجل من قريش وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا حتى إذا بلغا به ذا الحليفة ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لاحد الرجلين : والله إني لارى سيفك هذا يا فلان ! جيدا ، فاستله الاخر ، فقال : أجل والله إنه لجيد ، لقد جربت به ، ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه به ، حتى برد ، وفر الاخر حتى أتى المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه : لقد رأى هذا ذعرافلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : قتل والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ! قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، ثم أنجاني الله منهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ويل امه ، مسعر حرب لو كان له أحد ، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، قال : وينفلت منهم أبو جندل بن سيهل ، فلحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة).قال : فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام ، إلا اعترضوا لهم ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم ، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، تناشده الله والرحم ، إلا أرسل إليهم ، فمن أتاه فهو آمن ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فأنزل الله (هو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم) حتى بلغ (حمية الجاهلية) ، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينه وبين البيت

53 VM2/629 Vâkıdî, Meğâzî, I, 629.

فَلَمّا بَلَغَ أَبُو بِصَيْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَا بَلَغَ مِنْ الْغَيْظِ بَعَثَتْ قُرَيْشٌ رَجُلًا، وَكَتَبَتْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا يَسْأَلُونَهُ بِأَرْحَامِهِمْ: أَلّا تُدْخِلَ أَبَا بِصَيْرٍ وَأَصْحَابَهُ فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهِمْ ؟ وَكَتَبَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى أَبِي بِصَيْرٍ أَنْ يَقْدَمَ بِأَصْحَابِهِ مَعَهُ فَجَاءَهُ الْكِتَابُ وَهُوَ يَمُوتُ فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَهُوَ يَمُوتُ فَمَاتَ وَهُوَ فِي يَدَيْهِ فَقَبَرَهُ أَصْحَابُهُ هُنَاكَ وَصَلّوْا عَلَيْهِ وَبَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَأَقْبَلَ أَصْحَابُهُ إلَى الْمَدِينَةِ وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، فِيهِمْ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَلَمّا دَخَلَ الْحَرّةَ عَثَرَ فَانْقَطَعَتْ إصْبَعُهُ فَرَبَطَهَا وَهُوَ يَقُولُ:هَلْ أَنْتِ إلّا إصْبَعٌ دَمِيَتْ ... وَفِي سَبِيلِ اللّهِ مَا لَقِيتفَدَخَلَ الْمَدِينَةَ فَمَاتَ بِهَا. فَقَالَتْ أُمّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللّهِ ائْذَنْ لِي أَبْكِي عَلَى الْوَلِيدِ. قَالَ: "ابْكِي عَلَيْهِ". قَالَ: فَجَمَعَتْ النّسَاءَ وَصَنَعَتْ لَهُنّ 1 طَعَامًا، فَكَانَ مِمّا ظَهَرَ مِنْ بُكَائِهَا:يَا عَيْنُ فَابْكِي للولي ... د بن الوليد بْنِ الْمُغِيرَهْمِثْلُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِي ... دِ أَبِي الْوَلِيدِ كَفَى الْعَشِيرَهْفَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي الزّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمّا سَمِعَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْدَادَ الْوَلِيدِ قَالَ: "مَا اتّخَذُوا الْوَلِيدَ إلّا حَنَانًا".وَقَالُوا: لَا نَعْلَمُ قُرَشِيّةً خَرَجَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا مُسْلِمَةً مُهَاجِرَةً إلَى اللّهِ إلّا أُمّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، كَانَتْ تُحَدّثُ تَقُولُ كُنْت أَخْرُجُ إلَى بَادِيَةٍ لَنَا بِهَا أَهْلِي فَأُقِيمُ فِيهِمْ الثّلَاثَ وَالْأَرْبَعَ وَهِيَ مِنْ نَاحِيَةِ التّنْعِيمِ - أَوْ قَالَتْ بِالْحِصْحَاصِ 2 - ثُمّ أَرْجِعُ إلَى أَهْلِي فَلَا يُنْكِرُونَ ذهابي، حتى أجمعت

54 B1844 Buhârî, Cezâü’s-sayd, 17.

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ - رضى الله عنه - اعْتَمَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى ذِى الْقَعْدَةِ ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ ، حَتَّى قَاضَاهُمْ لاَ يُدْخِلُ مَكَّةَ سِلاَحًا إِلاَّ فِى الْقِرَابِ .

55 VM2/731 Vâkıdî, Meğâzî, 2, 731.

غَزْوَةُ الْقَضِيّةِ 1حَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، وَابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُد بْنِ الْحُصَيْنِ وَمُعَاذِ بْنِ مُحَمّدٍ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حُبَابٍ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَابْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَكُلّ قَدْ حَدّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِمْ مِمّنْ لَمْ أُسَمّ فَكَتَبْت كُلّ مَا حَدّثُونِي قَالُوا: [لَمّا] 2 دَخَلَ هِلَالُ ذِي الْقَعَدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَعْتَمِرُوا - قَضَاءَ عُمْرَتِهِمْ 3 - وَأَلّا يَتَخَلّفَ أَحَدٌ مِمّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ. فَلَمْ يَتَخَلّفْ أَحَدٌ شَهِدَهَا إلّا رِجَالٌ اُسْتُشْهِدُوا بِخَيْبَرَ وَرِجَالٌ مَاتُوا. وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ سِوَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ مِمّنْ لَمْ يَشْهَدْ صُلْحَ الْحُدَيْبِيَةِ عُمّارًا، فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيّةِ أَلْفَيْنِ.فَحَدّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ دَاوُد بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عباس قال: خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعَدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ بَعْدَ مَقْدَمِهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَهُوَ الشّهْرُ الّذِي صَدّتْهُ الْمُشْرِكُونَ لِقَوْلِ اللّهِ

56 ST2/121 İbn Sa’d, Tabakât, II, 121.

وساق رسول الله صلى الله عليه و سلم ستين بدنة وجعل على هديه ناجية بن جندب الأسلمي وحمل رسول الله صلى الله عليه و سلم السلاح البيض والدروع والرماح وقاد مائة فرس فلما انتهى إلى ذي الحليفة قدم الخيل أمامه عليها محمد بن مسلمة وقدم السلاح واستعمل عليه بشير بن سعد وأحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم من باب المسجد ولبى والمسلمون معه يلبون ومضى محمد بن مسلمة في الخيل إلى مر الظهران فوجد بها نفرا من قريش فسألوه فقال هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح هذا المنزل غدا إن شاء الله فأتوا قريشا فأخبروهم ففزعوا ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران وقدم السلاح إلى بطن يأجج حيث ينظر إلى أنصاب الحرم وخلف عليه أوس بن خولي الأنصاري في مائة رجل وخرجت قريش من مكة إلى رؤوس الجبال وخلوا مكة فقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم الهدي أمامه فحبس بذي طوى وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على راحلته القصواء والمسلمون متوشحون السيوف محدقون برسول الله صلى الله عليه و سلم يلبون فدخل من الثنية التي تطلعه على الحجون وعبد الله بن رواحة آخذ بزمام راحلته فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يلبي حتى استلم الركن بمحجنه مضطبعا بثوبه وطاف على راحلته والمسلمون يطوفون معه قد اضطبعوا بثيابهم وعبد الله بن رواحة يقول ... خلوا بني الكفار عن سبيله ... خلوا فكل الخير مع رسوله ... نحن ضربناكم على تأويله ... كما ضربناكم على تنزيله ... ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله ... يا رب إني مؤمن بقيله ... فقال عمر يا بن رواحة إيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر إني أسمع فأسكت عمر وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم

57 B4255 Buhârî, Meğâzî, 44.

حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ سَمِعَ ابْنَ أَبِى أَوْفَى يَقُولُ لَمَّا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَتَرْنَاهُ مِنْ غِلْمَانِ الْمُشْرِكِينَ وَمِنْهُمْ ، أَنْ يُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .