Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 139

Hicret"in sekizinci yılıydı. Mûte Savaşı"nın üzerinden henüz birkaç ay geçmişti. Allah Resûlü gizli bir sefer hazırlığı içerisindeydi. Kendisi için hazırlık yapmasını istediği hanımı Hz. Âişe de dâhil hiç kimse bunun sebebini bilmiyordu. Bu sırada Hz. Ebû Bekir, kızının yanına gelmişti. Onun da olup bitenden haberi yoktu. Kızının telaşını gören Hz. Ebû Bekir bunun sebebini sormaktan kendini alamadı. Zira bu ani ve gizli hazırlığın nedenini merak ediyordu. Hz. Âişe, “Vallahi bilmiyorum.” dedi. Hz. Ebû Bekir, “Resûlullah bir sefer yapılmasına karar verseydi bize hazırlanmamızı bildirirdi.” dedi. Bunun üzerine kızı, “Bilmiyorum, belki Süleymoğulları"na, belki Sakîf"e belki de Hevâzin"e gidecektir.” dedi.1 Bir müddet sonra Hz. Peygamber çıkageldi. Hz. Ebû Bekir, Allah Resûlü"ne nereye gitmek istediğini sordu. Bizans ya da Necd diye tahmin etmişti fakat yanılmıştı. Sonra “Kureyş"e mi?” diye sordu. Resûlullah, “Evet.” cevabını verdi. Hz. Ebû Bekir şaşırmıştı, “Onlarla senin aranda bir antlaşma yok muydu?” diye tekrar sordu. Hz. Peygamber sorusuna bir soruyla karşılık verdi: “Onların Kâ"boğulları"na yaptıklarını duymadın mı?”2

Medineli Müslümanlarla Mekkeli müşrikler arasında yapılan Hudeybiye Antlaşması gereği, sulhün müddeti on yıldı. Ancak müşrikler, üzerinden henüz iki yıl geçmeden antlaşma maddelerini ihlâl etmeye başlamışlardı. Nitekim bir gece Kureyş"in müttefiki Nüfâseoğulları, Müslümanlarla birlik olan Kâ"boğulları"na baskın yapmıştı. Bu arada Kureyşliler de boş durmamış, Nufâseoğulları"na yardım etmişlerdi.3 Durum hemen Peygamberimize bildirildi, o da Kâ"boğulları"na yardım edeceğine söz verdi. Mekkelilere haber göndererek ya öldürülenlerin diyetlerini ödemelerini ya da Nüfâseoğulları ile aralarındaki antlaşmayı feshetmelerini istedi. Aksi takdirde onlara savaş açacaktı. Mekkeli müşrikler ne diyet ödemeye ne de Nüfâseoğulları ile aralarındaki ittifakı bozmaya razı oldular. Fakat çok geçmeden yaptıklarına pişman olan Kureyşliler, Ebû Süfyân"ı antlaşmayı yenilemek üzere Medine"ye gönderdiler. Ancak girişimleri başarısızlıkla sonuçlandı. Resûlullah, antlaşmayı yenilemeyi kabul etmedi.4

Hz. Peygamber kararını vermişti. Hicret yolculuğu esnasında, büyük bir hüzünleardında bıraktığı memleketi, Müslümanların zorla çıkarıldığı topraklar artık fethedilmeliydi. Hz. Âdem"den beri yeryüzünün kutsal

    

Dipnotlar

1 VM2/796 Vâkıdî, Meğâzî, II, 796.

مُطْعِمٍ قَالَ: لَمّا وَلّى أَبُو سُفْيَانَ رَاجِعًا قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ: "جَهّزِينَا وَأَخْفِي أَمْرَك" وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللّهُمّ خُذْ عَلَى قُرَيْشٍ الْأَخْبَارَ وَالْعُيُونَ حَتّى نَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً" وَيُقَالُ قَالَ: "اللّهُمّ خُذْ عَلَى قُرَيْشٍ أَبْصَارَهُمْ فَلَا يَرَوْنِي إلّا بَغْتَةً وَلَا يَسْمَعُونَ بِي إلّا فَجْأَة" قَالُوا: وَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَنْقَابِ فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَطُوفُ عَلَى الْأَنْقَابِ قَيّمًا بِهِمْ فَيَقُولُ: لَا تَدْعُوا أَحَدًا يَمُرّ بِكُمْ تُنْكِرُونَهُ إلّا رَدَدْتُمُوهُ - وَكَانَتْ الْأَنْقَابُ مُسْلِمَةً - إلّا مَنْ سَلَكَ إلَى مَكّةَ فَإِنّهُ يَتَحَفّظُ بِهِ وَيَسْأَلُ عَنْهُ أَوْ نَاحِيَةِ مَكّةَ .قَالُوا: فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تُجَهّزُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْمَلُ قَمْحًا سَوِيقًا وَدَقِيقًا وَتَمْرًا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْر فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَهَمّ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَزْوٍ ؟ قَالَتْ: مَا أَدْرِي. قَالَ: إنْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ هَمّ بِسَفَرٍ فَآذِنِينَا نَتَهَيّأْ لَهُ. قَالَتْ: مَا أَدْرِي، لَعَلّهُ يُرِيدُ بَنِي سُلَيْمٍ لَعَلّهُ يُرِيدُ ثَقِيفًا، لَعَلّهُ يُرِيدُ هَوَازِنَ فَاسْتَعْجَمَتْ عَلَيْهِ حَتّى دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَرَدْت سَفَرًا ؟ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ". قَالَ أَفَأَتَجَهّزُ ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَيْنَ تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ: "قُرَيْشًا، وَأَخْفِ ذَلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ" وَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ [بِالْجَهَازِ] ، قَالَ: أَوَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مُدّةٌ ؟ قَالَ: إنّهُمْ غَدَرُوا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ فَأَنَا غَازِيهِمْ. وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: اطْوِ مَا ذَكَرْت لَك فَظَانّ يَظُنّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الشّامَ وَظَانّ يَظُنّ ثَقِيفًا، وَظَانّ يَظُنّ هَوَازِنَ. وَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيّ فِي ثَمَانِيّةِ نَفَرٍ إلَى بَطْنِ إِضَمَ1 لِيَظُنّ ظَانّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ

2 BS19373 Beyhakî, es-Sünenü’l-kübrâ, IX, 388.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَتَّابٍ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى أُوَيْسٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ بَنِى نُفَاثَةَ مِنْ بَنِى الدِّيلِ أَغَارُوا عَلَى بَنِى كَعْبٍ وَهُمْ فِى الْمُدَّةِ الَّتِى بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَبَيْنَ قُرَيْشٍ وَكَانَتْ بَنُو كَعْبٍ فِى صُلْحِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَتْ بَنُو نُفَاثَةَ فِى صُلْحِ قُرَيْشٍ فَأَعَانَتْ بَنُو بَكْرٍ بَنِى نُفَاثَةَ وَأَعَانَتْهُمْ قُرَيْشٌ بِالسِّلاَحِ وَالرَّقِيقِ وَاعْتَزَلَهُمْ بَنُو مُدْلِجٍ وَوَفُّوا بِالْعَهْدِ قَالَ وَيَذْكُرُونَ أَنَّ مِمَّنْ أَعَانَهُمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَأَغَارَتْ بَنُو الدِّيلِ عَلَى بَنِى عَمْرٍو وَعَامَّتُهُمْ زَعَمُوا النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَضُعَفَاءُ الرِّجَالِ فَأَثْخَنُوهُمْ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ حَتَّى أَدْخَلُوهُمْ دَارَ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ بِمَكَّةَ قَالَ فَخَرَجَ رَكْبٌ مِنْ بَنِى كَعْبٍ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَذَكَرُوا لَهُ الَّذِى أَصَابَهُمْ وَمَا كَانَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِمْ فِى ذَلِكَ وَالَّذِى أَعَانُوا بِهِ عَلَيْهِمْ ثُمَّ ذَكَرَ جِهَازَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَدُخُولَ أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهِ قَالَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مَخْرَجًا قَالَ :« نَعَمْ ». قَالَ لَعَلَّكَ تُرِيدُ ابْنَ الأَصْفَرِ قَالَ :« لاَ ». قَالَ : أَفَتُرِيدُ أَهْلَ نَجْدٍ قَالَ :« لاَ ». قَالَ : فَلَعَلَّكَ تُرِيدُ قُرَيْشًا قَالَ :« نَعَمْ ». قَالَ : أَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ مُدَّةً قَالَ :« أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا صَنَعُوا بِبَنِى كَعْبٍ ». وَأَذَّنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى النَّاسِ بِالْغَزِوِ. وَأَمَّا الْحَكَمُ بَيْنَ الْمُعَاهِدِينَ فَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ فِى كِتَابِ الْحُدُودِ وَالْغَصْبِ وَغَيْرِهِمَا.

3 BS18790 Beyhakî, es-Sünenü’l-kübrâ, IX, 198.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ : مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُلاَثَةَ : مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَمْرِو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَتَّابٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْجَوْهَرِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُوسَى وَحَدِيثُ عُرْوَةَ بِمَعْنَاهُ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ بَنِى نُفَاثَةَ مِنْ بَنِى الدِّيلِ أَغَارُوا عَلَى بَنِى كَعْبٍ وَهُمْ فِى الْمُدَّةِ الَّتِى بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَبَيْنَ قُرَيْشٍ وَكَانَتْ بَنُو كَعْبٍ فِى صُلْحِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَتْ بَنُو نُفَاثَةَ فِى صُلْحِ قُرَيْشٍ فَأَعَانَتْ بَنُو بَكْرٍ بَنِى نُفَاثَةَ وَأَعَانَتْهُمْ قُرَيْشٌ بِالسِّلاَحِ وَالرَّقِيقِ. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ فَخَرَجَ رَكْبٌ مِنْ بَنِى كَعْبٍ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرُوا لَهُ الَّذِى أَصَابَهُمْ وَمَا كَانَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِمْ فِى ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى مَكَّةَ وَقِصَّةَ الْعَبَّاسِ وَأَبِى سُفْيَانَ حِينَ أُتِىَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَمَعَهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ قَالَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَحَكِيمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ النَّاسَ إِلَى الأَمَانِ أَرَأَيْتَ إِنِ اعْتَزَلَتْ قُرَيْشٌ فَكَفَّتْ أَيْدِيَهَا آمِنُونَ هُمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« نَعَمْ مَنْ كَفَّ يَدَهُ وَأَغْلَقَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ ». قَالُوا : فَابْعَثْنَا نُؤَذِّنْ بِذَلِكَ فِيهِمْ. قَالَ :« انْطَلِقُوا فَمَنْ دَخَلَ دَارَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ وَدَارَكَ يَا حَكِيمُ وَكَفَّ يَدَهُ فَهُوَ آمِنٌ ». وَدَارُ أَبِى سُفْيَانَ بِأَعْلَى مَكَّةَ وَدَارُ حَكِيمٍ بِأَسْفَلَ مَكَّةَ فَلَمَّا تَوَجَّهَا ذَاهِبَيْنِ قَالَ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لاَ آمَنُ أَبَا سُفْيَانَ أَنْ يَرْجِعَ عَنْ إِسْلاَمِهِ. فَارْدُدْهُ حَتَّى نَقِفَهُ وَيَرَى جُنُودَ اللَّهِ مَعَكَ ». فَأَدْرَكَهُ عَبَّاسٌ فَحَبَسَهُ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَغَدْرًا يَا بَنِى هَاشِمٍ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : سَتَعْلَمُ أَنَا لَسْنَا نَغْدِرُ وَلَكِنْ لِى إِلَيْكَ حَاجَةً فَأَصْبِحْ حَتَّى تَنْظُرَ جُنُودَ اللَّهِ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ إِيقَافِ أَبِى سُفْيَانَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِ الْجُنُودُ قَالَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَخَيْلِهِمْ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ كَدَاءٍ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ وَأَعْطَاهُ رَايَتَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَغْرِزَهَا بِالْحَجُونِ وَلاَ يَبْرَحَ حَيْثُ أَمَرَهُ أَنْ يَغْرِزَهَا حَتَّى يَأْتِيَهُ وَبَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِيمَنْ كَانَ أَسْلَمَ مِنْ قُضَاعَةَ وَبَنِى سُلَيْمٍ وَنَاسًا أَسْلَمُوا قَبْلَ ذَلِكَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَغْرِزَ رَايَتَهُ عِنْدَ أَدْنَى الْبُيُوتِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ وَبِأَسْفَلِ مَكَّةَ بَنُو بَكْرٍ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةٍ وَهُذَيْلٌ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الأَحَابِيشِ قَدِ اسْتَنْصَرَتْ بِهِمْ قُرَيْشٌ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَكُونُوا بِأَسْفَلِ مَكَّةَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِى كَتِيبَةِ الأَنْصَارِ فِى مُقَدِّمَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَلاَ يُقَاتِلُوا أَحَدًا إِلاَّ مَنْ قَاتَلَهُمْ وَأَمَرَهُمْ بِقَتْلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ وَالْحَارِثُ بْنُ نُقَيْدٍ وَابْنُ خَطَلٍ وَمِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ وَأَمَرَ بِقَتْلِ قَيْنَتَيْنِ لاِبْنِ خَطَلٍ كَانَتَا تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَمَرَّتِ الْكَتَائِبُ يَتْلُو بَعْضُهَا بَعْضًا عَلَى أَبِى سُفْيَانَ وَحَكِيمٍ وَبُدَيْلٍ لاَ تَمُرُّ عَلَيْهِمْ كَتِيبَةٌ إِلاَّ سَأَلُوا عَنْهَا حَتَّى مَرَّتْ عَلَيْهِمْ كَتِيبَةُ الأَنْصَارِ فِيهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَنَادَى سَعْدٌ أَبَا سُفْيَانَ : الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْحُرْمَةُ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِأَبِى سُفْيَانَ فِى الْمُهَاجِرِينَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَ بِقَوْمِكَ أَنْ يُقْتَلُوا فَإِنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَمَنْ مَعَهُ حِينَ مَرُّوُا بِى نَادَانِى سَعْدٌ فَقَالَ : الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْحُرْمَةُ وَإِنِّى أُنَاشِدُكَ اللَّهَ فِى قَوْمِكَ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَعَزَلَهُ وَجَعَلَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ مَكَانَهُ عَلَى الأَنْصَارِ مَعَ الْمُهَاجِرِينَ فَسَارَ الزُّبَيْرُ بِالنَّاسِ حَتَّى وَقَفَ بِالْحَجُونِ وَغَرَزَ بِهَا رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَانْدَفَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَتَّى دَخَلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ فَلَقِيَتْهُ بَنُو بَكْرٍ فَقَاتَلُوهُ فَهُزِمُوا وَقُتِلَ مِنْ بَنِى بَكْرٍ قَرِيبٌ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلاً وَمِنْ هُذَيْلٍ ثَلاَثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ وَانْهَزَمُوا وَقُتِلُوا بِالْحَزْوَرَةِ حَتَّى بَلَغَ قَتْلُهُمْ بَابَ الْمَسْجِدِ وَفَرَّ فَضَضُهُمْ حَتَّى دَخَلُوا الدُّورَ وَارْتَفَعَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ عَلَى الْجِبَالِ وَاتَّبَعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ بِالسُّيُوفِ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ فِى أُخْرَيَاتِ النَّاسِ وَصَاحَ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ : مَنْ أَغْلَقَ دَارَهُ وَكَفَّ يَدَهُ فَهُوَ آمِنٌ. فَقَالَتْ لَهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَهِىَ امْرَأَتُهُ : قَبَّحَكَ اللَّهُ مِنْ طَلِيعَةِ قَوْمٍ وَقَبَّحَ عَشِيرَتَكَ مَعَكَ وَأَخَذَتْ بِلِحْيَةِ أَبِى سُفْيَانَ وَنَادَتْ : يَا آلَ غَالِبٍ اقْتُلُوا الشَّيْخَ الأَحْمَقَ هَلاَّ قَاتَلْتُمْ وَدَفَعْتُمْ عَنْ أَنْفُسِكُمْ وَبِلاَدِكُمْ. فَقَالَ لَهَا أَبُو سُفْيَانَ : وَيْحَكِ اسْكُتِى وَادْخُلِى بَيْتَكِ فَإِنَّهُ جَاءَنَا بِالْخَلْقِ وَلَمَّا عَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَنِيَّةَ كَدَاءٍ نَظَرَ إِلَى الْبَارِقَةِ عَلَى الْجَبَلِ مَعَ فَضَضِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ :« مَا هَذَا وَقَدْ نَهَيْتُ عَنِ الْقِتَالِ ». فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ نَظُنُّ أَنَّ خَالِدًا قُوتِلَ وَبُدِئَ بِالْقِتَالِ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يُقَاتِلَ مَنْ قَاتَلَهُ وَمَا كَانَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِيَعْصِيَكَ وَلاَ لِيُخَالِفَ أَمْرَكَ فَهَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الثَّنِيَّةِ فَأَجَازَ عَلَى الْحَجُونِ وَانْدَفَعَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ حَتَّى وَقَفَ بِبَابِ الْكَعْبَةِ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ فِيهَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ :« لِمَ قَاتَلْتَ وَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنِ الْقِتَالِ؟ ». فَقَالَ : هُمْ بَدَأُونَا بِالْقِتَالِ وَوَضَعُوا فِينَا السِّلاَحَ وَأَشْعَرُونَا بِالنَّبْلِ وَقَدْ كَفَفْتُ يَدِى مَا اسْتَطَعْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« قَضَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ ».

4 VM2/786 Vâkıdî, Meğâzî, II, 786.

مَنْ خَرَجَ مِنْ مَكّةَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ: وَقَدْ سَمِعْنَا وَجْهًا مِنْ أَمْرِ خُزَاعَةَ لَمْ أَرَ عَلَيْهِ النّاسَ قَبْلَنَا وَلَا يَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَوَاهُ ثِقَةٌ وَمُخْرِجُهُ الّذِي رُدّ إلَيْهِ ثِقَةٌ مُقْنِعٌ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يُعْرَفُ لَهُ وَجْهًا إلّا أَنّ النّاسَ قَبْلَنَا يَنْفُونَهُ وَيَقُولُونَ: لَمْ يَكُنْ وَذَكَرْته لَابْنِ جَعْفَرٍ وَمُحَمّدِ بْنِ صَالِحٍ وَلِأَبِي مَعْشَرٍ وَغَيْرِهِمْ مِمّنْ لَهُ عِلْمَ بِالسّرِيّةِ فَكُلّهُمْ يُنْكِرُهُ وَلَا يَأْتِي لَهُ بِوَجْهٍ.وَكَانَ أَوّلَ الْحَدِيثِ أَنّهُ حَدّثَنِي الثّقَةُ عِنْدِي، أَنّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يُخْبِرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنّهُ لَمّا قَدِمَ رَكِبَ خُزَاعَةُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَمَنْ تُهْمَتُكُمْ وَظِنّتُكُمْ ؟" قَالُوا: بَنُو بَكْرٍ. قَالَ: "كُلّهَا ؟" قَالُوا: لَا، وَلَكِنْ تُهْمَتُنَا بَنُو نُفَاثَةَ قَصْرَةً وَرَأْسُ الْقَوْمِ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النّفَاثِيّ. قَالَ: "هَذَا بَطْنٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ وَأَنَا بَاعِثٌ إلَى أَهْلِ مَكّةَ فَسَائِلُهُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ وَمُخَيّرُهُمْ فِي خِصَالٍ". فَبَعَثَ إلَيْهِمْ ضَمْرَةَ يُخَيّرُهُمْ بَيْنَ إحْدَى ثَلَاثِ خِلَالٍ بَيْنَ أَنْ يَدُوا خُزَاعَةَ أَوْ يَبْرَءُوا [مِنْ] حَلِفِ نُفَاثَةَ أَوْ يَنْبِذُ إلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ. فَأَتَاهُمْ ضَمْرَةُ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَبّرَهُمْ بِاَلّذِي أَرْسَلَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيّرُهُمْ بَيْنَ [أَنْ] يَدُوا قَتْلَى خُزَاعَةَ، أَوْ يَبْرَءُوا [مِنْ] حِلْفِ نُفَاثَةَ أَوْ يَنْبِذُوا إلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ. فَقَالَ قُرَطَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو الْأَعْجَمِيّ: أَمّا أَنْ نَدِيَ قَتْلَى خُزَاعَةَ ; فَإِنّ نُفَاثَةَ قَوْمٌ فِيهِمْ عُرَامٌ1 فَلَا نَدِيهِمْ حَتّى لَا يَبْقَى لَنَا سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ2 وَأَمّا أَنْ نَبْرَأَ مِنْ حِلْفِ نُفَاثَةَ فَإِنّهُ لَيْسَ قَبِيلَةً فِي الْعَرَبِ تحج