Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 166

ancak o bunu geri çevirdi. Yüz ifadesinden onun gücendiğini anlayınca da, “Biz bunu, sadece ihramlı olduğumuz (dolayısıyla av eti yiyemeyeceğimiz) için sana iade ediyoruz.” buyurdu.29

Allah Resûlü"nün orada bir ağacın altında oturduğunu haber veren İbn Ömer, daha sonraki yolculuklarında o ağaca uğrar ve kurumaması için onu sulamayı ihmal etmezdi.30

2 Zilhicce Cuma/Cuhfe

Allah Resûlü, Mekke"ye yüz seksen yedi kilometre mesafedeki Cuhfe"ye ulaştı ve orada ihrama girilen yerde namaz kıldı.31

3 Zilhicce Cumartesi/Kudeyd

Kudeyd"e (Mekke"ye 120 km.) vardı, Muşellel Mescidi"nde namaz kıldı.32 Resûlullah (sav) kurbanlık hayvanlarını “Kudeyd” denilen bu yerden satın aldı.33

4 Zilhicce Pazar/Usfân-Gamîm

Sonra Usfân vadisine (Mekke"ye 80 km.) vardılar. Allah Resûlü, Ebû Bekir"e, oranın hangi vadi olduğunu sordu. Ebû Bekir, “Usfân vadisidir.” dedi. Bunun üzerine Peygamberimiz, “Altlarında aba, üstlerinde alacalı kumaşlara bürünmüş vaziyette Hz. Hud ve Hz. Salih, yularları hurma lifinden iki kızıl genç deveyle Beyt-i Atîk"i haccetmek üzere telbiye getirerek buradan geçmişlerdi.” buyurdu.34

Medine"ye hicret yolculuğu esnasında Hz. Peygamber"i öldürmek için izini süren ve yetiştiğinde eman dileyen, ancak Mekke"nin fethinden sonra hidayete erişen meşhur Sürâka b. Mâlik el-Müdlicî, Usfân"da Peygamberimize şöyle dedi: “Ey Allah"ın Resûlü! Bize (hac hakkında) sanki analarından bugün doğmuş kimselere açıklama yapar gibi açıklama yap!” Bunun üzerine Resûlullah (sav), “Allah Teâlâ, umreyi şu haccınıza kattı. Yanında kurbanlık olanlar hariç, Mekke"ye vardığınızda sizden Beyt"i ve Safâ ile Merve arasını tavaf edenler ihramdan çıksınlar.” buyurdu.35

Usfân"dan sonra da Gamîm"e (Mekke"ye 65 km.) vardılar.36

5 Zilhicce Pazartesi/Merruzzahrân-Zîtuvâ-Mekke

Gün batımında Merruzzahrân"a (Mekke"ye 28 km.) geldiler. Ancak Mekke"ye varıncaya kadar akşam namazını kılmadılar.37

    

Dipnotlar

29 M2845 Müslim, Hac, 50.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِىِّ أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وَحْشِيًّا وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ - أَوْ بِوَدَّانَ - فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَلَمَّا أَنْ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا فِى وَجْهِى قَالَ « إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنَّا حُرُمٌ » .

30 VM3/1094 Vâkıdî, Meğâzî, III, 1094-1098.

فأكل(s.1094)رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَكُلّ مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى شَبِعُوا.قَالَ: وَجَاءَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ بِزَامِلَةٍ تَحْمِلُ زَادًا، يَؤُمّانِ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى يَجِدَا رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ مَنْزِلِهِ قَدْ أَتَى اللّهُ بِزَامِلَتِهِ فَقَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ زَامِلَتَك أَضَلّتْ مَعَ الْغُلَامِ وَهَذِهِ زَامِلَةٌ مَكَانَهَا. فَقَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَدْ جَاءَ اللّهُ بِزَامِلَتِنَا فَارْجِعَا بِزَامِلَتِكُمَا بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمَا أَمَا يَكْفِيك يا أَبَا ثَابِتٍ مَا تَصْنَعُ بِنَا فِي ضِيَافَتِك مُنْذُ نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ" ؟ قَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمِنّةُ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَلّذِي تَأْخُذُ مِنْ أَمْوَالِنَا أَحَبّ إلَيْنَا مِنْ الّذِي تَدَعُ. قَالَ: "صَدَقْتُمْ يَا أَبَا ثَابِتٍ أَبْشِرْ فَقَدْ أَفْلَحْت إنّ الْأَخْلَاقَ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَمَنْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا مَنَحَهُ وَلَقَدْ مَنَحَك اللّهُ خُلُقًا صَالِحًا". فَقَالَ: سَعْدٌ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هُوَ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ أَهْلَ بَيْتِ سَعْدٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ سَادَتُنَا وَالْمُطْعِمُونَ فِي الْمَحْلِ مِنّا. قَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "النّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا، لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ".قَالَ: ابْنُ أَبِي الزّنَادِ يَقُولُ لَهُ جَمِيلٌ ذِكْرُهُ قَالَ: "وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْيَىْ جَمَلٍ3 وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ "قَالَ: حَدّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمّدٌ وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزّنَادِ وسليمان بن بلال(s.1095)عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالُوا: "وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السّقْيَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثُمّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ فَأَهْدَى لَهُ الصّعْبُ بْنُ جَثّامَةَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "إنّا حُرُمٌ". فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ رَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِالْأَبْوَاءِ لِيَاءً مُقَشّي أُهْدِيَ لَهُ مِنْ وَدّانَ ، ثُمّ قَامَ فَصَلّى وَلَمْ يَتَوَضّأْ فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يَنْظُرُ وَادِيَ الْأَبْوَاءِ، عَلَى يَسَارِك وَأَنْتَ مُوَجّهٌ إلَى مَكّةَ. ثُمّ رَاحَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَبْوَاءِ فَصَلّى بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ ، وَكَانَ هُنَاكَ سَمُرَةٌ "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا إذَا مَرّ بِهَا، يَسْقِيهَا.قَالَ: حَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَأَنّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا فِي أَصْلِ السّمُرَةِ يُرِيدُ بَقَاءَهَا "قَالَ: فَحَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي هُنَاكَ حِينَ يَهْبِطُ. مِنْ ثَنِيّةِ أَرَاكٍ عَلَى الْجُحْفَةِ ، وَنَزَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْجُحْفَةَ ، ثُمّ رَاحَ مِنْهَا فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يُحْرِمُ مِنْهُ مُشْرِفًا خَارِجًا مِنْ الْجُحْفَةِ ، وَالْمَسْجِدُ الّذِي دُونَ خَمّ عَنْ يَسَارِ الطّرِيقِ فَكَانَ يَوْمَ السّبْتِ بِقُدَيْدٍ فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ المشلل،(s.1096)وَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي أَسْفَلَ مِنْ لَفَتٍ.قَالَ: حَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَرّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِامْرَأَةِ فِي مِحَفّتِهَا، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلِهَذَا حَجّ ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَلَك أَجْرٌ" وَكَانَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِعْسْفَانَ ، ثُمّ رَاحَ. فَلَمّا كَانَ بِالْغَمِيمِ اعْتَرَضَ الْمُشَاةَ فَصُفّوا لَهُ صُفُوفًا فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَشْيَ فَقَالَ: "اسْتَعِينُوا بِالنّسَلَانِ". فَفَعَلُوهُ فَوَجَدُوا لِذَلِكَ رَاحَةً. وَكَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِمَرّ الظّهْرَانِ، فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْهَا حَتّى أَمْسَى، وَغَرَبَتْ لَهُ الشّمْسُ فَلَمْ يُصَلّ الْمَغْرِبَ حَتّى دَخَلَ مَكّةَ. فَلَمّا انْتَهَى إلَى الثّنِيّتَيْنِ بَاتَ بَيْنَهُمَا، بَيْنَ كُدًى وَكَدَاءٍ ، ثُمّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا "قَالَ: فَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا مِنْ كُدًى عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ إلَى الْأَبْطَحِ، حَتّى دَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكّةَ حَتّى انْتَهَى إلَى الْبَابِ الّذِي يُقَالُ: [لَهُ] بَابُ بَنِي شَيْبَةَ. فَلَمّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَقَعَ زِمَامُ نَاقَتِهِ فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ. قَالُوا: ثُمّ قَالَ: حِينَ رَأَى الْبَيْتَ: "اللّهُمّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَبِرّا "قَالَ: فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بَدَأَ بِالطّوَافِ قَبْلَ الصّلَاةِ. قَالُوا: وَلَمّا انْتَهَى إلَى الرّكْنِ اسْتَلَمَهُ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ(s.1097)وَقَالَ: "بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ" ثُمّ رَمَلَ ثَلَاثَةً مِنْ الْحَجَرِ. وَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَسْتَلِمُ الرّكْنَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ إيمَانًا بِاَللّهِ وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَالَ: حَدّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْن أَبِي السّائِبِ الْمَخْزُومِيّ "أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرّكْنِ الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدِ : {رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النّارِ} قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَمَقْت النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَسْتَلِمْ مِنْ الْأَرْكَانِ إلّا الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدَ ، وَمَشَى أَرْبَعَةً. قَالُوا: ثُمّ انْتَهَى إلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا: {قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} ثُمّ عَادَ إلَى الرّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ. وَقَدْ قَالَ: لِعُمَرَ: "إنّك رَجُلٌ قَوِيّ ; إنْ وَجَدْت الرّكْنَ خَالِيًا فَاسْتَلِمْهُ وَإِلّا فَلَا تُزَاحِمْ النّاسَ عَلَيْهِ فَتُؤْذِي وَتُؤْذَى". وَقَالَ: لِعَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : "وَكَيْفَ صَنَعْت بِالرّكْنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ" ؟ قَالَ: اسْتَلَمْت وَتَرَكْت. قَالَ: "أَصَبْت" ثُمّ خَرَجَ إلَى الصّفَا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقَالَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ "قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَفْدَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ(s.1098)

31 VM3/1094 Vâkıdî, Meğâzî, III, 1094-1098.

فأكل(s.1094)رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَكُلّ مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى شَبِعُوا.قَالَ: وَجَاءَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ بِزَامِلَةٍ تَحْمِلُ زَادًا، يَؤُمّانِ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى يَجِدَا رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ مَنْزِلِهِ قَدْ أَتَى اللّهُ بِزَامِلَتِهِ فَقَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ زَامِلَتَك أَضَلّتْ مَعَ الْغُلَامِ وَهَذِهِ زَامِلَةٌ مَكَانَهَا. فَقَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَدْ جَاءَ اللّهُ بِزَامِلَتِنَا فَارْجِعَا بِزَامِلَتِكُمَا بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمَا أَمَا يَكْفِيك يا أَبَا ثَابِتٍ مَا تَصْنَعُ بِنَا فِي ضِيَافَتِك مُنْذُ نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ" ؟ قَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمِنّةُ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَلّذِي تَأْخُذُ مِنْ أَمْوَالِنَا أَحَبّ إلَيْنَا مِنْ الّذِي تَدَعُ. قَالَ: "صَدَقْتُمْ يَا أَبَا ثَابِتٍ أَبْشِرْ فَقَدْ أَفْلَحْت إنّ الْأَخْلَاقَ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَمَنْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا مَنَحَهُ وَلَقَدْ مَنَحَك اللّهُ خُلُقًا صَالِحًا". فَقَالَ: سَعْدٌ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هُوَ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ أَهْلَ بَيْتِ سَعْدٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ سَادَتُنَا وَالْمُطْعِمُونَ فِي الْمَحْلِ مِنّا. قَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "النّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا، لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ".قَالَ: ابْنُ أَبِي الزّنَادِ يَقُولُ لَهُ جَمِيلٌ ذِكْرُهُ قَالَ: "وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْيَىْ جَمَلٍ3 وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ "قَالَ: حَدّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمّدٌ وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزّنَادِ وسليمان بن بلال(s.1095)عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالُوا: "وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السّقْيَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثُمّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ فَأَهْدَى لَهُ الصّعْبُ بْنُ جَثّامَةَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "إنّا حُرُمٌ". فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ رَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِالْأَبْوَاءِ لِيَاءً مُقَشّي أُهْدِيَ لَهُ مِنْ وَدّانَ ، ثُمّ قَامَ فَصَلّى وَلَمْ يَتَوَضّأْ فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يَنْظُرُ وَادِيَ الْأَبْوَاءِ، عَلَى يَسَارِك وَأَنْتَ مُوَجّهٌ إلَى مَكّةَ. ثُمّ رَاحَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَبْوَاءِ فَصَلّى بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ ، وَكَانَ هُنَاكَ سَمُرَةٌ "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا إذَا مَرّ بِهَا، يَسْقِيهَا.قَالَ: حَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَأَنّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا فِي أَصْلِ السّمُرَةِ يُرِيدُ بَقَاءَهَا "قَالَ: فَحَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي هُنَاكَ حِينَ يَهْبِطُ. مِنْ ثَنِيّةِ أَرَاكٍ عَلَى الْجُحْفَةِ ، وَنَزَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْجُحْفَةَ ، ثُمّ رَاحَ مِنْهَا فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يُحْرِمُ مِنْهُ مُشْرِفًا خَارِجًا مِنْ الْجُحْفَةِ ، وَالْمَسْجِدُ الّذِي دُونَ خَمّ عَنْ يَسَارِ الطّرِيقِ فَكَانَ يَوْمَ السّبْتِ بِقُدَيْدٍ فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ المشلل،(s.1096)وَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي أَسْفَلَ مِنْ لَفَتٍ.قَالَ: حَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَرّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِامْرَأَةِ فِي مِحَفّتِهَا، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلِهَذَا حَجّ ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَلَك أَجْرٌ" وَكَانَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِعْسْفَانَ ، ثُمّ رَاحَ. فَلَمّا كَانَ بِالْغَمِيمِ اعْتَرَضَ الْمُشَاةَ فَصُفّوا لَهُ صُفُوفًا فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَشْيَ فَقَالَ: "اسْتَعِينُوا بِالنّسَلَانِ". فَفَعَلُوهُ فَوَجَدُوا لِذَلِكَ رَاحَةً. وَكَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِمَرّ الظّهْرَانِ، فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْهَا حَتّى أَمْسَى، وَغَرَبَتْ لَهُ الشّمْسُ فَلَمْ يُصَلّ الْمَغْرِبَ حَتّى دَخَلَ مَكّةَ. فَلَمّا انْتَهَى إلَى الثّنِيّتَيْنِ بَاتَ بَيْنَهُمَا، بَيْنَ كُدًى وَكَدَاءٍ ، ثُمّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا "قَالَ: فَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا مِنْ كُدًى عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ إلَى الْأَبْطَحِ، حَتّى دَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكّةَ حَتّى انْتَهَى إلَى الْبَابِ الّذِي يُقَالُ: [لَهُ] بَابُ بَنِي شَيْبَةَ. فَلَمّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَقَعَ زِمَامُ نَاقَتِهِ فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ. قَالُوا: ثُمّ قَالَ: حِينَ رَأَى الْبَيْتَ: "اللّهُمّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَبِرّا "قَالَ: فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بَدَأَ بِالطّوَافِ قَبْلَ الصّلَاةِ. قَالُوا: وَلَمّا انْتَهَى إلَى الرّكْنِ اسْتَلَمَهُ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ(s.1097)وَقَالَ: "بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ" ثُمّ رَمَلَ ثَلَاثَةً مِنْ الْحَجَرِ. وَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَسْتَلِمُ الرّكْنَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ إيمَانًا بِاَللّهِ وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَالَ: حَدّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْن أَبِي السّائِبِ الْمَخْزُومِيّ "أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرّكْنِ الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدِ : {رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النّارِ} قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَمَقْت النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَسْتَلِمْ مِنْ الْأَرْكَانِ إلّا الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدَ ، وَمَشَى أَرْبَعَةً. قَالُوا: ثُمّ انْتَهَى إلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا: {قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} ثُمّ عَادَ إلَى الرّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ. وَقَدْ قَالَ: لِعُمَرَ: "إنّك رَجُلٌ قَوِيّ ; إنْ وَجَدْت الرّكْنَ خَالِيًا فَاسْتَلِمْهُ وَإِلّا فَلَا تُزَاحِمْ النّاسَ عَلَيْهِ فَتُؤْذِي وَتُؤْذَى". وَقَالَ: لِعَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : "وَكَيْفَ صَنَعْت بِالرّكْنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ" ؟ قَالَ: اسْتَلَمْت وَتَرَكْت. قَالَ: "أَصَبْت" ثُمّ خَرَجَ إلَى الصّفَا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقَالَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ "قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَفْدَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ(s.1098)

32 VM3/1094 Vâkıdî, Meğâzî, III, 1094-1098.

فأكل(s.1094)رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَكُلّ مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى شَبِعُوا.قَالَ: وَجَاءَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ بِزَامِلَةٍ تَحْمِلُ زَادًا، يَؤُمّانِ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى يَجِدَا رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ مَنْزِلِهِ قَدْ أَتَى اللّهُ بِزَامِلَتِهِ فَقَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ زَامِلَتَك أَضَلّتْ مَعَ الْغُلَامِ وَهَذِهِ زَامِلَةٌ مَكَانَهَا. فَقَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَدْ جَاءَ اللّهُ بِزَامِلَتِنَا فَارْجِعَا بِزَامِلَتِكُمَا بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمَا أَمَا يَكْفِيك يا أَبَا ثَابِتٍ مَا تَصْنَعُ بِنَا فِي ضِيَافَتِك مُنْذُ نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ" ؟ قَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمِنّةُ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَلّذِي تَأْخُذُ مِنْ أَمْوَالِنَا أَحَبّ إلَيْنَا مِنْ الّذِي تَدَعُ. قَالَ: "صَدَقْتُمْ يَا أَبَا ثَابِتٍ أَبْشِرْ فَقَدْ أَفْلَحْت إنّ الْأَخْلَاقَ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَمَنْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا مَنَحَهُ وَلَقَدْ مَنَحَك اللّهُ خُلُقًا صَالِحًا". فَقَالَ: سَعْدٌ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هُوَ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ أَهْلَ بَيْتِ سَعْدٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ سَادَتُنَا وَالْمُطْعِمُونَ فِي الْمَحْلِ مِنّا. قَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "النّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا، لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ".قَالَ: ابْنُ أَبِي الزّنَادِ يَقُولُ لَهُ جَمِيلٌ ذِكْرُهُ قَالَ: "وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْيَىْ جَمَلٍ3 وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ "قَالَ: حَدّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمّدٌ وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزّنَادِ وسليمان بن بلال(s.1095)عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالُوا: "وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السّقْيَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثُمّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ فَأَهْدَى لَهُ الصّعْبُ بْنُ جَثّامَةَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "إنّا حُرُمٌ". فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ رَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِالْأَبْوَاءِ لِيَاءً مُقَشّي أُهْدِيَ لَهُ مِنْ وَدّانَ ، ثُمّ قَامَ فَصَلّى وَلَمْ يَتَوَضّأْ فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يَنْظُرُ وَادِيَ الْأَبْوَاءِ، عَلَى يَسَارِك وَأَنْتَ مُوَجّهٌ إلَى مَكّةَ. ثُمّ رَاحَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَبْوَاءِ فَصَلّى بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ ، وَكَانَ هُنَاكَ سَمُرَةٌ "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا إذَا مَرّ بِهَا، يَسْقِيهَا.قَالَ: حَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَأَنّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا فِي أَصْلِ السّمُرَةِ يُرِيدُ بَقَاءَهَا "قَالَ: فَحَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي هُنَاكَ حِينَ يَهْبِطُ. مِنْ ثَنِيّةِ أَرَاكٍ عَلَى الْجُحْفَةِ ، وَنَزَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْجُحْفَةَ ، ثُمّ رَاحَ مِنْهَا فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يُحْرِمُ مِنْهُ مُشْرِفًا خَارِجًا مِنْ الْجُحْفَةِ ، وَالْمَسْجِدُ الّذِي دُونَ خَمّ عَنْ يَسَارِ الطّرِيقِ فَكَانَ يَوْمَ السّبْتِ بِقُدَيْدٍ فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ المشلل،(s.1096)وَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي أَسْفَلَ مِنْ لَفَتٍ.قَالَ: حَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَرّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِامْرَأَةِ فِي مِحَفّتِهَا، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلِهَذَا حَجّ ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَلَك أَجْرٌ" وَكَانَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِعْسْفَانَ ، ثُمّ رَاحَ. فَلَمّا كَانَ بِالْغَمِيمِ اعْتَرَضَ الْمُشَاةَ فَصُفّوا لَهُ صُفُوفًا فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَشْيَ فَقَالَ: "اسْتَعِينُوا بِالنّسَلَانِ". فَفَعَلُوهُ فَوَجَدُوا لِذَلِكَ رَاحَةً. وَكَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِمَرّ الظّهْرَانِ، فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْهَا حَتّى أَمْسَى، وَغَرَبَتْ لَهُ الشّمْسُ فَلَمْ يُصَلّ الْمَغْرِبَ حَتّى دَخَلَ مَكّةَ. فَلَمّا انْتَهَى إلَى الثّنِيّتَيْنِ بَاتَ بَيْنَهُمَا، بَيْنَ كُدًى وَكَدَاءٍ ، ثُمّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا "قَالَ: فَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا مِنْ كُدًى عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ إلَى الْأَبْطَحِ، حَتّى دَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكّةَ حَتّى انْتَهَى إلَى الْبَابِ الّذِي يُقَالُ: [لَهُ] بَابُ بَنِي شَيْبَةَ. فَلَمّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَقَعَ زِمَامُ نَاقَتِهِ فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ. قَالُوا: ثُمّ قَالَ: حِينَ رَأَى الْبَيْتَ: "اللّهُمّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَبِرّا "قَالَ: فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بَدَأَ بِالطّوَافِ قَبْلَ الصّلَاةِ. قَالُوا: وَلَمّا انْتَهَى إلَى الرّكْنِ اسْتَلَمَهُ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ(s.1097)وَقَالَ: "بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ" ثُمّ رَمَلَ ثَلَاثَةً مِنْ الْحَجَرِ. وَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَسْتَلِمُ الرّكْنَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ إيمَانًا بِاَللّهِ وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَالَ: حَدّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْن أَبِي السّائِبِ الْمَخْزُومِيّ "أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرّكْنِ الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدِ : {رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النّارِ} قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَمَقْت النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَسْتَلِمْ مِنْ الْأَرْكَانِ إلّا الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدَ ، وَمَشَى أَرْبَعَةً. قَالُوا: ثُمّ انْتَهَى إلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا: {قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} ثُمّ عَادَ إلَى الرّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ. وَقَدْ قَالَ: لِعُمَرَ: "إنّك رَجُلٌ قَوِيّ ; إنْ وَجَدْت الرّكْنَ خَالِيًا فَاسْتَلِمْهُ وَإِلّا فَلَا تُزَاحِمْ النّاسَ عَلَيْهِ فَتُؤْذِي وَتُؤْذَى". وَقَالَ: لِعَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : "وَكَيْفَ صَنَعْت بِالرّكْنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ" ؟ قَالَ: اسْتَلَمْت وَتَرَكْت. قَالَ: "أَصَبْت" ثُمّ خَرَجَ إلَى الصّفَا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقَالَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ "قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَفْدَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ(s.1098)

33 T907 Tirmizî, Hac, 68;

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِىِّ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ . وَرُوِىَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ . قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ . İM3102 İbn Mâce, Menâsik, 99.حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ .

34 HM2067 İbn Hanbel, I, 232.

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي عُسْفَانَ حِينَ حَجَّ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَيُّ وَادٍ هَذَا قَالَ وَادِي عُسْفَانَ قَالَ لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ وَصَالِحٌ عَلَى بَكَرَاتٍ حُمْرٍ خُطُمُهَا اللِّيفُ أُزُرُهُمْ الْعَبَاءُ وَأَرْدِيَتُهُمْ النِّمَارُ يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ

35 D1801 Ebû Dâvûd, Menâsik, 24;

حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِىِّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى زَائِدَةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ حَدَّثَنِى الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِعُسْفَانَ قَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِىُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ لَنَا قَضَاءَ قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ . فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَدْخَلَ عَلَيْكُمْ فِى حَجِّكُمْ هَذَا عُمْرَةً فَإِذَا قَدِمْتُمْ فَمَنْ تَطَوَّفَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَقَدْ حَلَّ إِلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْىٌ » . DM1890 Dârimî, Menâsik, 38.- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ : أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَلَغُوا عُسْفَانَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى مُدْلِجٍ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ سُرَاقَةَ أَوْ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ : اقْضِ لَنَا قَضَاءَ قَوْمٍ وُلِدُوا الْيَوْمَ. قَالَ :« إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدْخَلَ عَلَيْكُمْ فِى حَجِّكُمْ هَذَا عُمْرَةً ، فَإِذَا أَنْتُمْ قَدِمْتُمْ فَمَنْ تَطَوَّفَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَقَدْ حَلَّ إِلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْىٌ ».

36 VM3/1094 Vâkıdî, Meğâzî, III, 1094-1098.

فأكل(s.1094)رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَكُلّ مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى شَبِعُوا.قَالَ: وَجَاءَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ بِزَامِلَةٍ تَحْمِلُ زَادًا، يَؤُمّانِ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى يَجِدَا رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ مَنْزِلِهِ قَدْ أَتَى اللّهُ بِزَامِلَتِهِ فَقَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ زَامِلَتَك أَضَلّتْ مَعَ الْغُلَامِ وَهَذِهِ زَامِلَةٌ مَكَانَهَا. فَقَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَدْ جَاءَ اللّهُ بِزَامِلَتِنَا فَارْجِعَا بِزَامِلَتِكُمَا بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمَا أَمَا يَكْفِيك يا أَبَا ثَابِتٍ مَا تَصْنَعُ بِنَا فِي ضِيَافَتِك مُنْذُ نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ" ؟ قَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمِنّةُ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَلّذِي تَأْخُذُ مِنْ أَمْوَالِنَا أَحَبّ إلَيْنَا مِنْ الّذِي تَدَعُ. قَالَ: "صَدَقْتُمْ يَا أَبَا ثَابِتٍ أَبْشِرْ فَقَدْ أَفْلَحْت إنّ الْأَخْلَاقَ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَمَنْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا مَنَحَهُ وَلَقَدْ مَنَحَك اللّهُ خُلُقًا صَالِحًا". فَقَالَ: سَعْدٌ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هُوَ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ أَهْلَ بَيْتِ سَعْدٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ سَادَتُنَا وَالْمُطْعِمُونَ فِي الْمَحْلِ مِنّا. قَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "النّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا، لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ".قَالَ: ابْنُ أَبِي الزّنَادِ يَقُولُ لَهُ جَمِيلٌ ذِكْرُهُ قَالَ: "وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْيَىْ جَمَلٍ3 وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ "قَالَ: حَدّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمّدٌ وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزّنَادِ وسليمان بن بلال(s.1095)عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالُوا: "وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السّقْيَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثُمّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ فَأَهْدَى لَهُ الصّعْبُ بْنُ جَثّامَةَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "إنّا حُرُمٌ". فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ رَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِالْأَبْوَاءِ لِيَاءً مُقَشّي أُهْدِيَ لَهُ مِنْ وَدّانَ ، ثُمّ قَامَ فَصَلّى وَلَمْ يَتَوَضّأْ فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يَنْظُرُ وَادِيَ الْأَبْوَاءِ، عَلَى يَسَارِك وَأَنْتَ مُوَجّهٌ إلَى مَكّةَ. ثُمّ رَاحَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَبْوَاءِ فَصَلّى بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ ، وَكَانَ هُنَاكَ سَمُرَةٌ "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا إذَا مَرّ بِهَا، يَسْقِيهَا.قَالَ: حَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَأَنّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا فِي أَصْلِ السّمُرَةِ يُرِيدُ بَقَاءَهَا "قَالَ: فَحَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي هُنَاكَ حِينَ يَهْبِطُ. مِنْ ثَنِيّةِ أَرَاكٍ عَلَى الْجُحْفَةِ ، وَنَزَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْجُحْفَةَ ، ثُمّ رَاحَ مِنْهَا فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يُحْرِمُ مِنْهُ مُشْرِفًا خَارِجًا مِنْ الْجُحْفَةِ ، وَالْمَسْجِدُ الّذِي دُونَ خَمّ عَنْ يَسَارِ الطّرِيقِ فَكَانَ يَوْمَ السّبْتِ بِقُدَيْدٍ فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ المشلل،(s.1096)وَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي أَسْفَلَ مِنْ لَفَتٍ.قَالَ: حَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَرّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِامْرَأَةِ فِي مِحَفّتِهَا، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلِهَذَا حَجّ ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَلَك أَجْرٌ" وَكَانَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِعْسْفَانَ ، ثُمّ رَاحَ. فَلَمّا كَانَ بِالْغَمِيمِ اعْتَرَضَ الْمُشَاةَ فَصُفّوا لَهُ صُفُوفًا فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَشْيَ فَقَالَ: "اسْتَعِينُوا بِالنّسَلَانِ". فَفَعَلُوهُ فَوَجَدُوا لِذَلِكَ رَاحَةً. وَكَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِمَرّ الظّهْرَانِ، فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْهَا حَتّى أَمْسَى، وَغَرَبَتْ لَهُ الشّمْسُ فَلَمْ يُصَلّ الْمَغْرِبَ حَتّى دَخَلَ مَكّةَ. فَلَمّا انْتَهَى إلَى الثّنِيّتَيْنِ بَاتَ بَيْنَهُمَا، بَيْنَ كُدًى وَكَدَاءٍ ، ثُمّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا "قَالَ: فَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا مِنْ كُدًى عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ إلَى الْأَبْطَحِ، حَتّى دَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكّةَ حَتّى انْتَهَى إلَى الْبَابِ الّذِي يُقَالُ: [لَهُ] بَابُ بَنِي شَيْبَةَ. فَلَمّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَقَعَ زِمَامُ نَاقَتِهِ فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ. قَالُوا: ثُمّ قَالَ: حِينَ رَأَى الْبَيْتَ: "اللّهُمّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَبِرّا "قَالَ: فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بَدَأَ بِالطّوَافِ قَبْلَ الصّلَاةِ. قَالُوا: وَلَمّا انْتَهَى إلَى الرّكْنِ اسْتَلَمَهُ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ(s.1097)وَقَالَ: "بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ" ثُمّ رَمَلَ ثَلَاثَةً مِنْ الْحَجَرِ. وَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَسْتَلِمُ الرّكْنَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ إيمَانًا بِاَللّهِ وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَالَ: حَدّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْن أَبِي السّائِبِ الْمَخْزُومِيّ "أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرّكْنِ الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدِ : {رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النّارِ} قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَمَقْت النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَسْتَلِمْ مِنْ الْأَرْكَانِ إلّا الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدَ ، وَمَشَى أَرْبَعَةً. قَالُوا: ثُمّ انْتَهَى إلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا: {قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} ثُمّ عَادَ إلَى الرّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ. وَقَدْ قَالَ: لِعُمَرَ: "إنّك رَجُلٌ قَوِيّ ; إنْ وَجَدْت الرّكْنَ خَالِيًا فَاسْتَلِمْهُ وَإِلّا فَلَا تُزَاحِمْ النّاسَ عَلَيْهِ فَتُؤْذِي وَتُؤْذَى". وَقَالَ: لِعَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : "وَكَيْفَ صَنَعْت بِالرّكْنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ" ؟ قَالَ: اسْتَلَمْت وَتَرَكْت. قَالَ: "أَصَبْت" ثُمّ خَرَجَ إلَى الصّفَا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقَالَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ "قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَفْدَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ(s.1098)

37 VM3/1094 Vâkıdî, Meğâzî, III, 1094-1098.

فأكل(s.1094)رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَكُلّ مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى شَبِعُوا.قَالَ: وَجَاءَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ بِزَامِلَةٍ تَحْمِلُ زَادًا، يَؤُمّانِ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتّى يَجِدَا رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ مَنْزِلِهِ قَدْ أَتَى اللّهُ بِزَامِلَتِهِ فَقَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ زَامِلَتَك أَضَلّتْ مَعَ الْغُلَامِ وَهَذِهِ زَامِلَةٌ مَكَانَهَا. فَقَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَدْ جَاءَ اللّهُ بِزَامِلَتِنَا فَارْجِعَا بِزَامِلَتِكُمَا بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمَا أَمَا يَكْفِيك يا أَبَا ثَابِتٍ مَا تَصْنَعُ بِنَا فِي ضِيَافَتِك مُنْذُ نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ" ؟ قَالَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ الْمِنّةُ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَلّذِي تَأْخُذُ مِنْ أَمْوَالِنَا أَحَبّ إلَيْنَا مِنْ الّذِي تَدَعُ. قَالَ: "صَدَقْتُمْ يَا أَبَا ثَابِتٍ أَبْشِرْ فَقَدْ أَفْلَحْت إنّ الْأَخْلَاقَ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَمَنْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا مَنَحَهُ وَلَقَدْ مَنَحَك اللّهُ خُلُقًا صَالِحًا". فَقَالَ: سَعْدٌ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هُوَ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ أَهْلَ بَيْتِ سَعْدٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ سَادَتُنَا وَالْمُطْعِمُونَ فِي الْمَحْلِ مِنّا. قَالَ: رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "النّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا، لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ".قَالَ: ابْنُ أَبِي الزّنَادِ يَقُولُ لَهُ جَمِيلٌ ذِكْرُهُ قَالَ: "وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْيَىْ جَمَلٍ3 وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ "قَالَ: حَدّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمّدٌ وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزّنَادِ وسليمان بن بلال(s.1095)عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالُوا: "وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السّقْيَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثُمّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ فَأَهْدَى لَهُ الصّعْبُ بْنُ جَثّامَةَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "إنّا حُرُمٌ". فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ رَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بِالْأَبْوَاءِ لِيَاءً مُقَشّي أُهْدِيَ لَهُ مِنْ وَدّانَ ، ثُمّ قَامَ فَصَلّى وَلَمْ يَتَوَضّأْ فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يَنْظُرُ وَادِيَ الْأَبْوَاءِ، عَلَى يَسَارِك وَأَنْتَ مُوَجّهٌ إلَى مَكّةَ. ثُمّ رَاحَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَبْوَاءِ فَصَلّى بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ ، وَكَانَ هُنَاكَ سَمُرَةٌ "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا إذَا مَرّ بِهَا، يَسْقِيهَا.قَالَ: حَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُخْبِرُ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ تَحْتَهَا، وَأَنّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصُبّ الْإِدَاوَةَ تَحْتَهَا فِي أَصْلِ السّمُرَةِ يُرِيدُ بَقَاءَهَا "قَالَ: فَحَدّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الّذِي هُنَاكَ حِينَ يَهْبِطُ. مِنْ ثَنِيّةِ أَرَاكٍ عَلَى الْجُحْفَةِ ، وَنَزَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْجُحْفَةَ ، ثُمّ رَاحَ مِنْهَا فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي يُحْرِمُ مِنْهُ مُشْرِفًا خَارِجًا مِنْ الْجُحْفَةِ ، وَالْمَسْجِدُ الّذِي دُونَ خَمّ عَنْ يَسَارِ الطّرِيقِ فَكَانَ يَوْمَ السّبْتِ بِقُدَيْدٍ فَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ المشلل،(s.1096)وَصَلّى فِي الْمَسْجِدِ الّذِي أَسْفَلَ مِنْ لَفَتٍ.قَالَ: حَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَرّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِامْرَأَةِ فِي مِحَفّتِهَا، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ أَلِهَذَا حَجّ ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَلَك أَجْرٌ" وَكَانَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِعْسْفَانَ ، ثُمّ رَاحَ. فَلَمّا كَانَ بِالْغَمِيمِ اعْتَرَضَ الْمُشَاةَ فَصُفّوا لَهُ صُفُوفًا فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَشْيَ فَقَالَ: "اسْتَعِينُوا بِالنّسَلَانِ". فَفَعَلُوهُ فَوَجَدُوا لِذَلِكَ رَاحَةً. وَكَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِمَرّ الظّهْرَانِ، فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْهَا حَتّى أَمْسَى، وَغَرَبَتْ لَهُ الشّمْسُ فَلَمْ يُصَلّ الْمَغْرِبَ حَتّى دَخَلَ مَكّةَ. فَلَمّا انْتَهَى إلَى الثّنِيّتَيْنِ بَاتَ بَيْنَهُمَا، بَيْنَ كُدًى وَكَدَاءٍ ، ثُمّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا "قَالَ: فَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكّةَ نَهَارًا مِنْ كُدًى عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ إلَى الْأَبْطَحِ، حَتّى دَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكّةَ حَتّى انْتَهَى إلَى الْبَابِ الّذِي يُقَالُ: [لَهُ] بَابُ بَنِي شَيْبَةَ. فَلَمّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَقَعَ زِمَامُ نَاقَتِهِ فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ. قَالُوا: ثُمّ قَالَ: حِينَ رَأَى الْبَيْتَ: "اللّهُمّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَبِرّا "قَالَ: فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ بَدَأَ بِالطّوَافِ قَبْلَ الصّلَاةِ. قَالُوا: وَلَمّا انْتَهَى إلَى الرّكْنِ اسْتَلَمَهُ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ(s.1097)وَقَالَ: "بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ" ثُمّ رَمَلَ ثَلَاثَةً مِنْ الْحَجَرِ. وَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَسْتَلِمُ الرّكْنَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ إيمَانًا بِاَللّهِ وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَالَ: حَدّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْن أَبِي السّائِبِ الْمَخْزُومِيّ "أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرّكْنِ الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدِ : {رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النّارِ} قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَمَقْت النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَسْتَلِمْ مِنْ الْأَرْكَانِ إلّا الْيَمَانِيّ وَالْأَسْوَدَ ، وَمَشَى أَرْبَعَةً. قَالُوا: ثُمّ انْتَهَى إلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا: {قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} ثُمّ عَادَ إلَى الرّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ. وَقَدْ قَالَ: لِعُمَرَ: "إنّك رَجُلٌ قَوِيّ ; إنْ وَجَدْت الرّكْنَ خَالِيًا فَاسْتَلِمْهُ وَإِلّا فَلَا تُزَاحِمْ النّاسَ عَلَيْهِ فَتُؤْذِي وَتُؤْذَى". وَقَالَ: لِعَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : "وَكَيْفَ صَنَعْت بِالرّكْنِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ" ؟ قَالَ: اسْتَلَمْت وَتَرَكْت. قَالَ: "أَصَبْت" ثُمّ خَرَجَ إلَى الصّفَا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقَالَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ "قَالَ: فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَفْدَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ(s.1098)