Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 30

zannediyorsun?” 26 diye karşılık verdi. Müşrikler, mağaranın ağzına kadar geldikleri hâlde içerisine bakmadan dönüp gittiler. Çünkü Allah, bu iki yolcuyu görünmez ordularla destekleyerek korumuş, onlar da bakmadan geçip gitmişlerdi.27

Cenâb-ı Hak, işte böyle bir anda Elçisi"nden yardımını esirgememişti. Kur"ân-ı Kerîm"de bu sahne şöyle anlatılmaktadır: “Eğer siz ona (Peygamber"e) yardım etmezseniz (biliyorsunuz ki) inkâr edenler onu iki kişiden biri olarak (Mekke"den) çıkardıkları zaman, ona bizzat Allah yardım etmişti. Hani onlar mağarada iken o, arkadaşına, "Üzülme, çünkü Allah bizimle beraberdir." diyordu. Allah da onun üzerine güven duygusu ve huzur indirmiş, sizin kendilerini görmediğiniz birtakım ordularla onu desteklemiş, böylece inkâr edenlerin sözünü alçaltmıştı. Allah"ın sözü ise en yücedir. Allah, mutlak güç sahibidir, hüküm ve hikmet sahibidir.” 28

Sevr mağarasında geçen üç geceden sonra Rebîülevvel ayının dördünde29 pazartesi sabahı güneşin ilk ışıklarıyla birlikte kılavuzları Abdullah b. Uraykıt, onları alıp Mekke"nin alt tarafından geçirerek sahil yoluna götürdü.30 Muhtemelen bu yolu, sıkça kullanılan kervan yolu yerine daha az tercih edilmesinden dolayı güvenli olacağını düşündükleri için takip etmişlerdi. Üzerlerine doğan güneşi fark edemeyen Mekkeliler, âlemlere rahmet olan bir hazineyi ellerinden kaçırıyorlardı.

Yolculuk kızgın güneş altında kâh vadilerden kâh tepelerden geçilerek devam ediyordu. Bu sırada hicret yolcularının Ümmü Ma"bed, Evs b. Hucr gibi yardımsever ve misafirperver kimselere rastlamaları bir nebze olsun sıkıntılarını gidermelerine vesile olmuştu.31 Fakat bazen de müşrikler tarafından onları bulana vaad edilen ödül nedeniyle kendilerini takip eden ve zor anlar yaşatan kimselerle karşılaşıyorlardı. Bunlardan Peygamber Efendimize ve Hz. Ebû Bekir"e en çok yaklaşma fırsatını elde eden ise Sürâka b. Mâlik idi. Fakat onları yakalamak üzere yaptığı her hamlede atı kuma saplanmış, kendisi de yere düşmüştü. Bu durum karşısında dehşete düşen Sürâka, sonunda Resûlullah"tan af diledi ve ne ihtiyaçları varsa gidereceğini söyledi. Peygamberimiz ise onun yardım teklifini kabul etmedi, ondan yalnızca yolculuklarını gizlemesini istedi.32 Bunun üzerine Sürâka, Allah Resûlü"nün affına karşılık, arkadan gelecek olanları bırakmayacağına dair söz verdi ve sözünden de dönmedi.33

Medine"ye doğru yol alırken Cuhfe"ye geldiklerinde Allah Resûlü"nün gönlüne doğup büyüdüğü, ilk tebliğini yapmış olduğu yerden,

    

Dipnotlar

26 B3653 Buhârî, Fedâilü ashâbi’n-nebî, 2;

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِى بَكْرٍ - رضى الله عنه - قَالَ قُلْتُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا فِى الْغَارِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا . فَقَالَ « مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا » . M6169 Müslim, Fedâilü’s-sahâbe, 1.حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِىُّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِى الْغَارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ « يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا » .

27 HM3251 İbn Hanbel, I, 348;

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ أَنَّ مِقْسَمًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍفِي قَوْلِهِ{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ }قَالَ تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا أَصْبَحَ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ اقْتُلُوهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ أَخْرِجُوهُ فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا يَحْسَبُونَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ فَقَالُوا أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا قَالَ لَا أَدْرِي فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ خُلِّطَ عَلَيْهِمْ فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ فَمَرُّوا بِالْغَارِ فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ فَقَالُوا لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ MA9743 Abdürrezzâk, Musannef, V, 384.عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه في عروة قال : فلما كثر المسلمون وظهر الايمان ، فتحدث به المشركون من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم ، يعذبونهم ويسجنونهم ، وأرادوا فتنتهم عن دينهم ، قال : فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للذين آمنوا به : تفرقوا في الارض ، قالوا : فأين نذهب يا رسول الله ؟ قال : هاهنا ، - وأشار بيده إلى أرض الحبشة ، وكانت أحب الارض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاجر قبلها - فهاجر ناس ذو عدد ، منهم من هاجر بأهله ، ومنهم من هاجر بنفسه ، حتى قدموا أرض الحبشة ، قال الزهري : فخرج في الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية ،وعثمان بن عفان - رحمه الله - بامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) ، وخرج فيها خالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة (2) ابنة خلف ، وخرج فيها أبو سلمة بامرأته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ، ورجل (3) من قريش خرجوا بنسائهم ، فولد بها عبد الله بن جعفر ، وولدت بها أمة (4) ابنة خالد بن سعيد ، أم عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير ، وولد بها الحارث بن حاطب (5) في ناس من قريش ولدوا بها.قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت : لم أعقل أبوي (6) قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر (7) علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار - بكرة وعشية - فلما ابتلي المسلمون ، خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة ، حتى إذا بلغ برك الغماد (8) لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة (9) ، فقال ابن الدغنة (1) : أين تريد ؟ يا أبا بكر ! فقال أبو بكر أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الارض ، وأعبد ربي ، فقال ابن الدغنة : مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار (2) ، فارجع فاعبد ربك ببلدك ، فارتحل ابن الدغنة ورجع مع أبي بكر ، فطاف ابن الدغنة في كفار قريش ، فقال : إن أبا بكر خرج ولا يخرج مثله ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة ، وأمنوا أبا بكر ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، وليصل فيها ما شاء ، ولا يؤذينا ، ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ، ففعل ، ثم بدالابي بكر فبنى مسجدا بفناء (3) داره ، فكان يصلي فيه ويقرأ ، فيتقصف (4) عليه نساء المشركين وأبناءهم ، يعجبون منه ، وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة ، فقدم عليهم ، فقالوا : إنما أجرنا أبا بكر على أن يعبد الله في داره ، وإنه قد جاوز ذلك ، وبنى مسجدا بفناء داره ، وأعلن الصلاة والقراءة ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فأته فأمره ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك ، فاسأله أن يرد عليك ذمتك ، فإناقد كرهنا خفرك (1) ، و [ لسنا ] (2) مقرين لابي بكر بالاستعان ، قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك ، إما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجل عقدت له ، فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله ورسوله ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين : إني قد أريت (3) دار هجرتكم ، إني أريت دارا سبخة ذات نخل ، بين لابتين ، وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة ، حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين ، وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر : أترجو ذلك ؟ يا نبي الله ! قال : نعم ، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته ، وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده ورق السمر (1) أربعة أشهر ، قال الزهري : قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن يوما جلوسا في بيتنا ، في نحر الظهيرة ، قال قائل لابي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا (2) رأسه ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداله أبي وأمي ، إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر (3) ، قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذن ، فأذن له ، فدل ،...(4) فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإنه قد أذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر : فالصحابة (5) بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال أبو بكر : فخذ بأبي أنت يارسول الله وأمي إحدى (6) راحلتي هاتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالثمن ، قالت عائشة : فجهزناهما أحث (7) الجهاز ، فصنعنا لهما سفرة (8) في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها (9) فأوكت (10) به الجراب ، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين (1) ، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل (2) يقال له ثور ، فمكثا (3) فيه ثلاث ليال (4).قال معمر : وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره في قوله * (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) * (5) قال : تشاورت قريش بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق ، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : أن أخرجوه ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، فبت [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الامر ، فصعدوا الجبل ، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاثا (6).قال معمر : قال قتادة : دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لايدخل معكم أحد ليس منكم ، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد ، فقال بعضهم : ليس عليكم من هذا عين ، هذا رجل من أهل نجد ، قال : فتشاوروا ، فقال رجل منهم : أرى أن تركبوه بعيرا ثم تخرجوه ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، هو هذا قد كان يفسد ما بينكم وهو بين أظهركم ، فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ، ثم حملهم عليكم ، يقاتلوكم ، فقالوا : نعم ما رأي هذا الشيخ ، فقال قائل آخر : فإني أرى أن تجعلوه في بيت وتطينو اعليه بابه ، وتدعوه فيه حتى يموت ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، أفترى قومه يتركونه فيه أبدا ؟ لا بدأن يغضبوا له فيخرجوه ، فقال أبو جهل : أرى أنه تخرجوا من كل قبيلة رجلا ثم يأخذوا أسيافهم ، فيضربونه ضربة واحدة ، فلا يدرى من قتله فتدونه ، فقال الشيطان : نعم ما رأى هذا ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل ،يقال له ثور ، ونام [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح ، بادروا إليه فإذا هم بعلي ، فقالوا : أين صاحبك ، قال : لاأدري فاقتصوا أثره ، حتى بلغوا الغار ، ثم رجعوا ، فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال.قال معمر : قال الزهري في حديثه عن عروة (1) : فمكثا فيه ثلاث ليال ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب لقن (2) ، ثقف ، فيخرج من عندهما سحرا ، فيصبح عند قريش بمكة ،كبائت (1) ، فلا يسمع أمرا يكادان (2) به إلا وعاه ، حتى يأتيهما (3) بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة (4) من غنم ، فيريحها (5) عليهما حين يذهب ساعة من الليل ، فيبيتان في رسلها (6) ، حتى ينعق (7) بها (8) عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث.واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل (9) من بني (10) عبدبن عدي ، هاديا خريتا - والخريت : الماهر بالهداية - قد غمس (11) يمين حلف في آل العاص بن وائل ، وهو على دين كفار قريش ، فأمناه ، فدفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ، فأتى غارهما (12) براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث ، فارتحلا ،وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، والدليل الديلي ، فأخذ بهم طريق أذاحر ، وهو طريق الساحل.قال معمر : قال الزهري : فأخبرني عبد الرحمن (1) بن مالك المدلجي ، وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول : جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية (2) كل واحد منهما ، لمن قتلهما أو أسرهما ، قال : فبينا أنا جالس من مجالس قومي من بني مدلج (3) ، أقبل رجل منهم حتى قام علينا ، فقال : ياسراقة ! إني رأيت آنفا أسودة (4)بالساحل ، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا ، انطلقوا بغاة (5) ، قال : ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت ، فدخلت بيتي ، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي ، وهي من وراء أكمة تحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ،فخططت بزجي (1) بالارض ، وخفضت عليه (2) الرمح ، حتى أتيت فرمي ، فركبتها ، فرفعتها (3) تقرب (4) بي ، حتى رأيت أسودتهم ، حتى [ إذا ] (5) دنوت منهم ، حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي ، فخررت عنها (6) ، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي (7) فاستخرجت منها - أي الازلام (8) - فاستقسمت بها أضرهم أم لا ؟ فخرج الذي أكره ،لاأضرهم ، فركبت فرسي وعصيت الازلام فرفعتها تقرب بي أيضا ، حتى إذا دنوت [ و ] سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت (9) يدا فرسى في الارض ، حتى بلغت الركبتين ، فخررت عنها (10) ، فزجرتها ، فنهضت ، فلم تكد تخرج يداها ، فلما استوت قائمة إذا لاثر يديها عثان (1) ساطع في السماء مثل (2) الدخان.قال معمر : قلت لابي عمرو بن العلاء : ما العثان ؟ فسكت ساعة ثم قال : هو الدخان من غير نار - قال معمر : قال الزهري في حديثه : فاستقسمت بالازلام ، فخرج الذي أكره ، لا أضرهم ، فناديتهما (3) بالامان ، فوقفا ، وركبت فرسي حتى جئتهم ، وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم ، أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم من أخبار سفري (4) وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزءوني (5) شيئا ، ولم يسألوني إلا أن أخف عنا (6) ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به (7) ، فأمر عامر بن فهيرة فكتبه لي [ في ] (8) رقعة من أدم ، ثم مضى (9).قال معمر : قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المسلمين ، كانوا تجار المدينة (1) بالشام ، قافلين إلى مكة ، فعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثياب بياض ، يقال : كسوهم : أعطوهم.وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يغدون (2) كل غداة إلى الحرة ، فينتظرونه حتى يؤذيهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره ، فلما انتهوا إلى بيوتهم ، أوفى (3) رجل من يهود أطما (4) من آطامهم لامر ينظر إليه ، فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين (5) ، يزول بهم السراب (6) ، فلم يتناهى (7) اليهودي أن نادى بأعلى صوته : يا معشر العرب ! هذا جدكم (8) الذي تنتظرونه ، فثار المسلمون إلى السلاح ، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتوه بظاهر (9) الحرة ، فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ، حتى نزل في بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول ،...(10)وأبو بكر يذكر الناس (1) ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ، وطفق من جاء من الانصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر ، حتى أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس ، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته ، فسار ، ومشى الناس حتى بركت به عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، وكان مربدا (2) للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته : هذا المنزل إن شاء الله ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين ، فساومهما بالمربد ليتخذه (3) مسجدا ، فقالا : بل نهبه لك يا رسول الله ! فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبله هبة ، حتى ابتاعه منهما ، وبناه مسجدا ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن (4) في ثيابه ، وهو يقول : هذا الحمال لاحمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر ويقول :[ اللهم ] (1) إن الاجر أجر الاخرة فارحم الانصار والمهاجره يتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي ، ولم يبلغني في الاحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت قط من شعر تام ، غير هؤلاء الابيات (2) ، ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد.فلما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش ، حالت الحرب بين مهاجرة أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق ، فكانت أسماء بنت عميس تحدث أن عمر بن الخطاب كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة ، فذكرت ذلك - زعمت أسماء - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لستم كذلك (3) ، وكان أول آية أنزلت في القتال (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) (4).

28 Tevbe, 9/40.

29 ST1/232 İbn Sa’d, Tabakât, 1, 232.

وهل يستوي ضلال قوم تسلعوا ... عمى وهداة يهتدون بمهتد ... نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد ... فإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد ... لتهن أبا بكر سعادة جده ... بصحبته من يسعد الله يسعد ... ويهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمسلمين بمرصد قال عبد الملك فبلغنا أن أم معبد هاجرت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأسلمت وكان خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغار ليلة الإثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول فقال يوم الثلاثاء بقديد فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فرسخت قوائم فرسه فقال يا محمد أدع الله أن يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد من ورائي ففعل فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ارجعوا فقد استبرأت لكم ما ههنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه أخبرنا عثمان بن عمر عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر فعرض لهما سراقة بن جعشم فساخت فرسه فقال يا هذان أدعوا لي الله ولكما ألا أعود فدعوا الله فعاد فساخت فقال أدعوا لي الله ولكما ألا أعود قال وعرض عليهما الزاد والحملان فقالا اكفنا نفسك فقال قد كفيتكماها ثم رجع الحديث إلى الأول قال وسلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخرار ثم جاز ثنية المرة ثم سلك لقفا ثم أجاز مدلجة لقف ثم استبطن مدلجة مجاج ثم سلك مرجح مجاج ثم بطن مرجح

30 B2263 Buhârî, İcâre, 3.

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - وَاسْتَأْجَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلاً مِنْ بَنِى الدِّيلِ ثُمَّ مِنْ بَنِى عَبْدِ بْنِ عَدِىٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا - الْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ - قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ فِى آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ ، وَهْوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا ، وَوَعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا ، صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلاَثٍ ، فَارْتَحَلاَ ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، وَالدَّلِيلُ الدِّيلِىُّ فَأَخَذَ بِهِمْ أَسْفَلَ مَكَّةَ وَهْوَ طَرِيقُ السَّاحِلِ .

31 NM4274 Hâkim, Müstedrek, V, 1604 (3/10);

حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بنى عمرة الأخمسي بالكوفة ثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي ثنا أخي أيوب بن الحكم و سالم بن محمد الخزاعي جميعا عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة و أبو بكر رضي الله عنه و مولى أبي بكر عامر بن فهيرة و دليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي ام معبد الخزاعية و كانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ثم تسقي و تطعم فسألوها لحما و تمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك و كان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم قال : هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك قال : أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت : بأبي أنت و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسح بيده ضرعها و سمى الله تعالى و دعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت فاجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت و سقى أصحابه حتى رووا و شرب آخرهم حتى أراضوا ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها و ارتحلوا عنها فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه قال : من أين لك هذا يا أم معبد و الشاء عازب حائل و لا حلوب في البيت ؟ قالت : لا و الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا قال : صفيه لي يا أم معبد قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ابلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة و لم تزريه صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج و في أشفاره وطف و في صوته صهل و في عنقه سطع و في لحيته كثاثة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار و إن تكلم سماه و علاه البهاء أجمل الناس و أبهاه من بعيد و أحسنه و أجمله من قريب حلو المنطق فصلا لا نزر و لا هذر كأن منطقه خرازات نظم يتحدرن ربعة لا تشنأه من طول و لا تقتحمه عين من قصر غضن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به أن قال سمعوا لقوله و إن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس و لا منفذ قال أبو معبد : هذا و الله صاحب قريش الذي ذكرنا لنا من أمر ما ذكر و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلهن إن وجدت إلى ذلك سبيلا و أصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه و هو يقول : ( جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد ) ( هما نزلاها بالهدى و اهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد ) ( فيال قصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجازى و سودد ) ( ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد ) ( و ليهن بني كعب مقام فتاتهم و مقعدها للمؤمنين بمرصد ) ( سلوا أختكم عن شاتها و إنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد ) ( دعاها بشاة حائل فتحلبت عليهن صريحا ضرة الشاة مزبد ) ( فغادره رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر بعد مورد ) فلما سمع حسان الهاتف بذلك شبب يجاوب الهاتف فقال : ( لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم و قدس من يسري اليهم و يغتدي ) ( ترحل عن قوم فضلت عقولهم و حل على قوم بنور مجدد ) ( هداهم به بعد الضلالة ربهم فأرشدهم من يتبع الحث يرشد ) ( و هل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمى و هداة يهتدون بمهند ) ( و قد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد ) ( نبي يرى ما لا يرى الناس حوله و يتلو كتاب الله في كل مشهد ) ( و إن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد ) هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و يستدل على صحته و صدق رولته بدلائل فمنها : نزول المصطفى صلى الله عليه و سلم بالخيمتين متواترا في أخبار صحيحة ذوات عدد و منها : أن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث و الزيادة و النقصان و قد أخذوه لفظا بعد لفظ عن أبي معبد و أم معبد و منها : أن له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه و الأب عن جده لا إرسال و لا وهن في الرواة و منها : أن الحر بن الصباح النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه فأما الإسناد الذي رويناه بسياقة الحديث عن الكعبيين فإنه إسناد صحيح عال للعرب الأعاربة و قد علونا في حديث الحر بن الصباح هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و يستدل على صحته و صدق رواته بدلائل فمنها : أن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث و الزيارة و النقصان و قد أخذوه لفظا بعد لفظ عن أبي معبد و أم معبد و منها : أن له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه و الأب عن جده لا إرسال و لا و هن في الرواة و منها : أن الحر بن الصباح النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه فأما الإسناد الذي رويناه بسياقه الحديث عن الكعبين فإنه إسناد صحيح عال للعرب الأعاربة و قد علونا في حديث الحر بن الصباح HS3/19 İbn Hişâm, Sîret, III, 19.الأجرد ثم سلك بهما ذا سلم من بطن أعداء مدلجة تعهن ثم على العبابيد قال ابن هشام ويقال العبابيب ويقال العثيانة يريد العبابيب قال ابن إسحاق ثم أجاز الفاجة ويقال الفاحة فيما قال ابن هشام قال ابن هشام ثم هبط بهما العرج وقد أبطأ عليهم بعض ظهرهم فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أسلم يقال له أوس بن حجر على جمل له يقال له ابن الرداء إلى المدينة وبعث معه غلاما له يقال له مسعود بن هنيدة ثم خرج بهما دليلهما من العرج فسلك بهما ثنية العائر عن يمين ركوبة ويقال ثنية الغائر فيما قال ابن هشام حتى هبط بهما بطن رئم ثم قدم بهما قباء على بني عمرو بن عوف لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل قدومه صلى الله عليه وسلم قباء قال ابن إسحاق فحدثني محمد بن جعفر ابن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبدالرحمن بن عويمر بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وتوكفنا قدومه كنا (ص. 19)نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلا دخلنا وذلك في أيام حارة حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود قد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء قال فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك منزله عليه السلام بقباء قال ابن إسحاق فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو ابن عوف ثم أحد بني عبيد ويقال بل نزل على سعد بن خيثمة ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن هدم إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس الناس في بيت سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عازبا لا أهل له وكان منزل (ص. 20)

32 B3906 Buhârî, Menâkıbü’l-ensâr, 45.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِىُّ - وَهْوَ ابْنُ أَخِى سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ - أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِى بَنِى مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ ، فَقَالَ يَا سُرَاقَةُ ، إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ - أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ . قَالَ سُرَاقَةُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ ، فَقُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا . ثُمَّ لَبِثْتُ فِى الْمَجْلِسِ سَاعَةً ، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِى أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِى وَهْىَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَىَّ ، وَأَخَذْتُ رُمْحِى ، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِى فَرَكِبْتُهَا ، فَرَفَعْتُهَا تُقَرَّبُ بِى حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ ، فَعَثَرَتْ بِى فَرَسِى ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا فَقُمْتُ ، فَأَهْوَيْتُ يَدِى إِلَى كِنَانَتِى فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَمَ ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لاَ فَخَرَجَ الَّذِى أَكْرَهُ ، فَرَكِبْتُ فَرَسِى ، وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ ، تُقَرِّبُ بِى حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ لاَ يَلْتَفِتُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِى فِى الأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً ، إِذَا لأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِى السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلاَمِ ، فَخَرَجَ الَّذِى أَكْرَهُ ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا ، فَرَكِبْتُ فَرَسِى حَتَّى جِئْتُهُمْ ، وَوَقَعَ فِى نَفْسِى حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ . وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ ، فَلَمْ يَرْزَآنِى وَلَمْ يَسْأَلاَنِى إِلاَّ أَنْ قَالَ أَخْفِ عَنَّا . فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِى كِتَابَ أَمْنٍ ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ ، فَكَتَبَ فِى رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِىَ الزُّبَيْرَ فِى رَكْبٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تِجَارًا قَافِلِينَ مِنَ الشَّأْمِ ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاضٍ ، وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ ، فَكَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ ، حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ مَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ ، أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ لأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِىُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ هَذَا جَدُّكُمُ الَّذِى تَنْتَظِرُونَ . فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلاَحِ ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِ الْحَرَّةِ ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِى بَنِى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَذَلِكَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامِتًا ، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَيِّى أَبَا بَكْرٍ ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى بَنِى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَأُسِّسَ الْمَسْجِدُ الَّذِى أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ يَمْشِى مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ ، وَهْوَ يُصَلِّى فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِلتَّمْرِ لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ غُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى حَجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ « هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْمَنْزِلُ » . ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغُلاَمَيْنِ ، فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا ، فَقَالاَ لاَ بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ فِى بُنْيَانِهِ ، وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ « هَذَا الْحِمَالُ لاَ حِمَالَ خَيْبَرْ هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ » . وَيَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَهْ فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ » . فَتَمَثَّلَ بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِى . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِى الأَحَادِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرِ هَذَا الْبَيْتِ .

33 M7521 Müslim, Zühd, 75.

حَدَّثَنِى سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِلَى أَبِى فِى مَنْزِلِهِ فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلاً فَقَالَ لِعَازِبٍ ابْعَثْ مَعِىَ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِى إِلَى مَنْزِلِى فَقَالَ لِى أَبِى احْمِلْهُ . فَحَمَلْتُهُ وَخَرَجَ أَبِى مَعَهُ يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ فَقَالَ لَهُ أَبِى يَا أَبَا بَكْرٍ حَدِّثْنِى كَيْفَ صَنَعْتُمَا لَيْلَةَ سَرَيْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ نَعَمْ أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا كُلَّهَا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلاَ الطَّرِيقُ فَلاَ يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ بَعْدُ فَنَزَلْنَا عِنْدَهَا فَأَتَيْتُ الصَّخْرَةَ فَسَوَّيْتُ بِيَدِى مَكَانًا يَنَامُ فِيهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى ظِلِّهَا ثُمَّ بَسَطْتُ عَلَيْهِ فَرْوَةً ثُمَّ قُلْتُ نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ فَنَامَ وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِى غَنَمٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِى أَرَدْنَا فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قُلْتُ أَفِى غَنَمِكَ لَبَنٌ قَالَ نَعَمْ . قُلْتُ أَفَتَحْلُبُ لِى قَالَ نَعَمْ . فَأَخَذَ شَاةً فَقُلْتُ لَهُ انْفُضِ الضَّرْعَ مِنَ الشَّعَرِ وَالتُّرَابِ وَالْقَذَى - قَالَ فَرَأَيْتُ الْبَرَاءَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى الأُخْرَى يَنْفُضُ - فَحَلَبَ لِى فِى قَعْبٍ مَعَهُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ قَالَ وَمَعِى إِدَاوَةٌ أَرْتَوِى فِيهَا لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لِيَشْرَبَ مِنْهَا وَيَتَوَضَّأَ - قَالَ - فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ مِنْ نَوْمِهِ فَوَافَقْتُهُ اسْتَيْقَظَ فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ - قَالَ - فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ ثُمَّ قَالَ « أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ » . قُلْتُ بَلَى . قَالَ فَارْتَحَلْنَا بَعْدَ مَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ - قَالَ - وَنَحْنُ فِى جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُتِينَا فَقَالَ « لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا » . فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا أُرَى فَقَالَ إِنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَىَّ فَادْعُوَا لِى فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ . فَدَعَا اللَّهَ فَنَجَى فَرَجَعَ لاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ قَالَ قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هَا هُنَا فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ رَدَّهُ - قَالَ - وَوَفَى لَنَا .