Hadislerle İslâm Cilt 6 Sayfa 170

Âlemlere rahmet olarak gönderilen Allah Resûlü, hicretin yedinci yılında diğer çevre ülkelerle birlikte, Habeşistan"a da İslâm"a davet mektubu göndermiştir. Esasında kaynaklarda Hz. Peygamber"in Amr b. Ümeyye ed-Damrî vasıtasıyla Necâşî"ye iki mektup gönderdiği rivayet edilmektedir. Bunlardan biriyle Necâşî"yi İslâm"a davet eden Allah Resûlü, diğeri ile de Necâşî"den Habeşistan muhacirlerinden olan Ebû Süfyân"ın kızı Ümmü Habîbe"yi kendisine nikâhlamasını ve diğer muhacirlerle birlikte Medine"ye göndermesini istemişti.24 O dönemde müşriklerin reisi olan Ebû Süfyân"ın kızı Ümmü Habîbe, kocasıyla birlikte Habeşistan"a hicret etmiş, ancak kocası orada ölmüştü. Resûlullah"ın isteği üzerine Necâşî, dört bin dinar mehir ile Ümmü Habîbe ve Peygamberimizin nikâhlarını kıymış25 ve Ümmü Habîbe"yi diğer muhacirlerle birlikte gemiyle Medine"ye ulaştırmıştı.26 Necâşî, Medine"ye dönen muhacirlerin yanında Peygamberimize çeşitli hediyeler ve bir heyet göndermişti. Hz. Peygamber, minnettar olduğu Necâşî"nin heyetini karşılamış ve bizzat ağırlamıştı.27

Allah Resûlü"nün, kendisine sığınan Müslümanlara kucak açan Habeşistan kralı Necâşî Ashame"ye gönderdiği ve onu Müslüman olmaya çağırdığı mektup şöyledir:

“Rahmân ve Rahîm olan Allah"ın adıyla. Allah"ın Resûlü Muhammed"den Habeş kralı Necâşî Ashame"ye...

Müslüman ol! Kendisinden başka tanrı olmayan gerçek melik, mukaddes, selâm, koruyucu, kurtarıcı olan Allah"a hamdimi sana iletirim. Meryem oğlu İsa"nın, Allah"ın ruhu ve bakire, iffetli, temiz ve namuslu Meryem"e (rahmine) bıraktığı kelimesi olduğuna şehâdet ederim. Böylece Meryem, İsa"ya hamile kalmıştır. Allah, Âdem"i kudreti ve nefesi ile nasıl yarattı ise İsa"yı da kendi ruh ve nefesinden öylece yaratmıştır.

Seni tek ve ortaksız olan Allah"a inanmaya, O"na itaatte devamlı olmaya, bana uymaya ve bana gelen vahye iman etmeye davet ediyorum. Çünkü ben Allah"ın Resûlü"yüm. Sana amcamın oğlu Ca"fer"i ve beraberinde Müslümanlardan bir grubu göndermiştim. Sana geldikleri zaman onları ağırla ve zorbalığı bırak. Seni ve askerlerini Allah"a (inanmaya) çağırıyorum. Ben tebliğ ettim, nasihatte bulundum. Nasihatimi kabul edin!Selâm hidayete tâbi olanların üzerine olsun. 28

Necâşî, Allah Resûlü"nün bu davetine olumlu cevap vererek Müslüman olmuştu. Hatta kaynaklarda İslâm"ı benimsediğini ifade eden kendisine ait bir mektup da bulunmaktadır:

“Rahmân ve Rahîm olan Allah"ın adıyla. Necâşî Ashame b. Ebcer"den Allah"ın Resûlü Muhammed"e.

    

Dipnotlar

24 EÜ4/181 İbnü’l-Esîr, Üsdü’l-gâbe, IV, 181-182.

عمرو بن أمية بن خويلد الضمري : عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري يكنى أبا أمية بعثه النبي صلى الله عليه و سلم وحده عينا إلى قريش فحمل خبيب بن عدي من الخشبة التي صلب عليها وأرسله إلى النجاشي وكيلا فعقد له على أم حبيبة بنت أبي سفيان . وأسلم قديما وهو من مهاجرة الحبشة ثم هاجر إلى المدينة وأول مشاهدة بئر معونة . قاله أبو نعيم (ص. 181) وقال أبو عمر : إن عمرا شهد بدرا وأحدا مع المشركين وأسلم حين انصرف المشركون من أحد وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعثه في أموره وكان من أنجاد العرب ورجالها نجدة وجراءة وكان أول مشاهدة بئر معونة وأسرته بنو عامر يومئذ فقال له عامر بن الطفيل : إنه كان على أمي نسمة فاذهب فأنت حر عنها وجز ناصيته وأرسله رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام سنة ست وكتب على يده كتابا فأسلم النجاشي . وأمره أن يزوجه أم حبيبة ويرسلها ويرسل من عنده من المسلمين روى عنه أولاده : جعفر والفضل وعبد الله وابن أخيه الزبرقان بن عبد الله بن أمية وهو معدود من أهل الحجاز أنبأنا أحمد بن عثمان أنبأنا أبو علي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن مهريز أنبأنا أبو بكر بن زادان حدثنا مأمون بن هارون بن طوسي أنبأنا الحسين بن عيسى بن حمدان الطائي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا إبراهيم بن سعد أنبأنا ابن شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم أكل من كتف عنز ثم دعي إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ وتوفي عمرو آخر أيام معاوية قبل الستين أخرجه الثلاثة جدي : بضم الجيم وفتح الدال المهملة وآخره ياء تحتها نقطتان (ص. 182)

25 BS14103, BS14681 Beyhakî, es-Sünenü’l-kübrâ, VII, 217, 362.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرٍ : مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ : مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِىُّ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ : أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ فَمَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِىُّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِى فَمَاتَ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ وَإِنَّهَا لَبِأَرْضِ الْحَبَشَةِ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِىُّ وَمَهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلاَفٍ ثُمَّ جَهَّزَهَا مِنْ عِنْدِهِ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَجِهَازُهَا كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِىِّ وَلَمْ يُرْسِلْ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِشَىْءٍ وَكَانَتْ مُهُورُ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ.

26 TL2/37 İbn Haldûn, Târîh, II, 37.

الله وقد بعثت اليك ابن عمى جعفرا ومعه نفر من المسلمين فإذا جاؤك فاقرهم ودع النجرى وانى أدعوك وجنودك إلى الله فلقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي والسلام على من اتبع الهدى فكتب إليه النجاشي إلى محمد رسول الله من النجاشي الاصحم ابن الحر سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله وبركاته أحمد الله الذى لا اله الا هو الذى هدانا للاسلام أما بعد فقد بلغني كتابك يا رسول الله فما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والارض ما نزيد بالرأى على ما ذكرت انه كما قلت وقد عرفنا ما بعثت به الينا وقد قرينا ابن عمك وأصحابه فأشهد انك رسول الله صادقا مصدقا فقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت لله رب العالمين وقد بعثت اليك بابنى أرخا الاصحم فانى لا أملك الا نفسي ان شئت ان آتيك فعلت يا رسول الله فانى أشهد ان الذى تقول حق والسلام عليك يا رسول الله فذكر انه بعث ابنه في ستين من الحبشة في سفينة فغرقت بهم (وقد جاء) انه أرسل إلى النجاشي ليزوجه أم حبيبة وبعث إليها بالخطبة جاريته فأعطتها أوضاحا وفتخا ووكلت خالد بن سعيد بن العاصى فزوجها ودفع النجاشي إلى خالد بن سعيد أربعمائة دينار لصداقها وجاءت إليها بها الجارية فأعطتها منها خمسين مثقالا فردت الجارية ذلك بأمر النجاشي وكانت الجارية صاحبة دهنه وثيابه وبعث إليها نساء النجاشي بما عندهن من عود وعنبر وأركبها في سفينتين مع بقية المهاجرين فلقوا النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وبلغ أبا سفيان تزويج أم حبيبة منه فقال ذلك الفحل الذى لا يقدع انفه (وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة إلى كسرى وبعث بالكتاب عبد الله بن حذافة السهمى وفيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسله أما بعد فانى رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حيا أسلم تسلم فان أبيت فعليك اثم المجوس فمزق كسرى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مزق الله ملكه وفى رواية ابن اسحق بعد قوله وآمن بالله ورسله واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاية الله فانى أنا رسول الله إلى الناس كافة لانذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فان أبيت فاثم الاريسيين عليك (قال) فلما قرأه مزقه وقال يكتب إلى هذا وهو عبدى (قال) ثم كتب كسرى إلى باذان وهو عامله على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذى بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به فبعث باذان قهرمانه بانويه وكان حاسبا كاتبا بكتاب فارس ومعه خرخسرة من الفرس وكتب إليه معهما أن ينصرف إلى كسرى وقال لقهرمانه اختبر الرجل وعرفني بأمره وأول ما قدما الطائف سألا

27 BN3/98 İbn Kesîr, Bidâye, III, 98-99.

يقول هو ابن الله. فقال النجاشي - ووضع يده على صدره على قبائه -: وهو يشهد أن عيسى بن مريم لم يزد على هذا، وإنما يعني على ما كتب، فرضوا وانصرفوا. فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات النجاشي صلى عليه واستغفر له. وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات. وقال البخاري: موت النجاشي: حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين مات النجاشي - مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة. وروى ذلك من حديث أنس بن مالك وابن مسعود وغير واحد وفي بعض الروايات تسميته أصحمة، وفي رواية مصحمة وهو أصحمة بن بحر وكان عبدا صالحا لبيبا زكيا وكان عادلا عالما رضي الله عنه وأرضاه. وقال يونس عن ابن إسحاق اسم النجاشي مصحمة وفي نسخة صححها البيهقي أصحم وهو بالعربية عطية قال وإنما النجاشي اسم الملك: كقولك كسرى، هرقل. قلت: كذا ولعله يريد به قيصر فإنه علم لكل من ملك الشام مع الجزيرة من بلاد الروم، وكسرى علم على من ملك الفرس، وفرعون علم لمن ملك مصر كافة، والمقوقس لمن ملك الاسكندرية وتبع لمن ملك اليمن والشحر، والنجاشي لمن ملك الحبشة وبطليموس لمن ملك اليونان وقيل الهند وخاقان لمن ملك الترك. وقال بعض العلماء إنما صلى عليه لانه كان يكتم إيمانه من قومه فلم يكن عنده يوم مات من يصلي عليه فلهذا صلى عليه صلى الله عليه وسلم. قالوا: فالغايب إن كان قد صلي عليه ببلده لاتشرع الصلاة عليه ببلد أخرى ؟ ولهذا لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم في غير المدينة، لا أهل مكة ولا غيرهم وهكذا أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة لم ينقل أنه صلى على أحد منهم في غير البلدة التي صلى عليه فيها فالله أعلم. قلت: وشهود أبي هريرة رضي الله عنه الصلاة على النجاشي، دليل على أنه إنما مات بعد فتح خيبر التي قدم بقية المهاجرين إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم فتح خيبر ولهذا روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والله ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر بن أبي طالب " وقدموا معهم بهدايا وتحف من عند النجاشي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبتهم أهل السفينة اليمنية أصحاب أبي موسى الاشعري وقومه من الاشعريين رضي الله عنهم، ومع جعفر (ص. 98) وهدايا النجاشي ابن أخي النجاشي ذونخترا أو ذو مخمرا أرسله ليخدم النبي صلى الله عليه وسلم عوضا عن عمه رضي الله عنهما وأرضاهما. وقال السهيلي: توفي النجاشي في رجب سنة تسع من الهجرة وفي هذا نظر والله أعلم. وقال البيهقي أنبأنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطوسي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا هلال بن العلاء الرقي حدثنا أبي، العلاء بن مدرك، حدثنا أبو هلال بن العلاء عن أبيه عن أبي غالب عن أبي أمامة. قال قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يخدمهم، فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله. فقال: " إنهم كانوا لاصحابي مكرمين وإني أحب أن أكافيهم ". ثم قال وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني: أنبأنا أبو سعيد بن الاعرابي حدثنا هلال بن العلاء حدثنا أبي، حدثنا طلحة بن زيد، عن الاوزاعي، عن يحي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة. قال: قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمهم فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله. فقال: " إنهم كانوا لاصحابنا مكرمين وإني أحب أن أكافيهم ". تفرد به طلحة بن زيد عن الاوزاعي. وقال البيهقي حدثنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو. قال: لما قدم عمرو بن العاص من أرض الحبشة جلس في بيته فلم يخرج إليهم، فقالوا: ما شأنه ماله لا يخرج ؟ فقال عمرو: إن أصحمة يزعم أن صاحبكم نبي. قال ابن إسحاق: ولما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة على قريش ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وردهم النجاشي بما يكرهون، وأسلم عمر بن الخطاب وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة حتى غاظوا قريشا فكان عبد الله بن مسعود يقول: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر [ بن الخطاب ] فلما أسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه. قلت: وثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب. وقال زياد البكائي: حدثني مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم. قال: قال ابن مسعود: إن إسلام عمر كان فتحا، وإن هجرته كانت نصرا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه. قال ابن إسحاق: وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (ص. 99)

28 TB2/131 Taberî, Târîh, II, 131-132.

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحاق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتابا بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة سلم أنت فإني أحمد إليك الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه وإني أدعوك إلى (131) الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا ونفرا معه من المسلمين فإذا جاءك فأقرهم ودع التجبر فإني أدعوك وجنودك إلى الله فقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي والسلام على من اتبع الهدى فكتب النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أجبر سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته من الله الذي لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام أما بعد فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا إنه كما قلت وقد عرفنا ما بعثت به إليا وقد قرينا ابن عمك وأصحابه فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين وقد بعثت إليك بابني أرها بن الأصحم بن أبجر فإني لا أملك إلا نفسي وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله فإني أشهد أن ما تقول حق والسلام عليك يا رسول الله قال ابن إسحاق وذكر لي أن النجاشي بعث ابنه في ستين من الحبشة في سفينة فإذا كانوا في وسط من البحر غرقت بهم سفينتهم فهلكوا