Hadislerle İslâm Cilt 6 Sayfa 547

Bu ev, Kâbe"nin yakınında, Safâ tepesinin yanında bulunuyordu.45 Hac ve umre için dışarıdan gelenlerle dikkat çekmeden temas kurulabiliyor, ilk Müslümanlar da bu eve kolayca gidip gelebiliyorlardı. Ayrıca Kureyş"in Kâbe civarında ve Dârünnedve"deki toplantıları buradan izlenebiliyordu. İşte evin bu stratejik önemi ve ilk Müslümanların tamamını içine alacak kadar geniş olması, Hz. Peygamber"in orayı seçmesinde etkili olmuştur.

Dârülerkam, Mekke"de İslâm"a davette ve onun yayılmasında çok önemli rol üstlenmiş bir merkezdir. Daveti yayacak birçok davetçi burada yetişmiştir. Nitekim Dârülerkam"da yetişen Mus"ab b. Umeyr, daha sonraları Medine"nin İslâm"a hazırlanması için Hz. Peygamber tarafından görevlendirilmiştir. Dârülerkam, Medine"de Mescid-i Nebevî"nin ve Suffe Ashâbı"nın yürüttüğü faaliyeti Mekke"de gerçekleştirmiştir. Netice olarak Hz. Peygamber, bu üç yıllık gizli davet döneminde insanları Yüce Allah"a iman ve ibadete, kendisinin Allah"ın kulu ve resûlü olduğuna inanmaya ve putlara tapmaktan vazgeçmeye çağırmıştır.46

Gizli davet sürecinin ardından Allah, “En yakın akrabanı uyar!” 47 ve “Şimdi sen, sana emrolunanı (başlarına çakarcasına) apaçık bildir ve Allah"a ortak koşanlara aldırış etme!” 48 âyetlerini indirdi. Bunun üzerine Hz. Peygamber, bir ziyafet düzenleyerek hısım ve akrabalarını evine davet etti. Yemeğin ardından amcası Ebû Leheb, “Kabilesine senin getirdiğin gibi kötü bir şey getiren kimse görmedim.”49 diyerek Peygamberimizin konuşmasına fırsat vermedi. Hz. Peygamber, meramını anlatamadan topluluk dağıldı. Hz. Peygamber, ertesi gün bir ziyafet daha tertipledi. Bu toplantıda, konuşmasına Allah"a hamd ve senâ ederek başladı. Ardından onlara asla yalan söylemeyeceğini ve onları aldatmayacağını ifade etti. Daha sonra da ölümü, yeniden dirilişi, hesabı, âhireti, cennet ve cehennemi hatırlatarak onları Allah"a iman etmeye davet etti. Ve ilk uyardığı insanların onlar olduğunu kendilerine bildirerek,50 “Ey Abdülmuttaliboğulları! Ben özelde size, genelde bütün insanlara peygamber olarak gönderildim.” 51 buyurdu. Neticede Hz. Peygamber, hısım ve akrabalarını açıktan İslâm"a davet etti.

Amcası Ebû Tâlib, sözlerini güzel bulduğunu belirterek görevine devam etmesini istedi. Bu süreçte kendisini himaye edeceğini, ancak atalarının dininden de dönmeyeceğini ifade etti. Diğer amcası Ebû Leheb ise bunun kötü bir şey olduğunu söyleyerek akrabalarının Hz. Peygamber"in faaliyetine engel olmasını istedi. Şayet onun davetini kabul ederlerse zillete maruz kalacaklarını, himaye ederlerse öldürüleceklerini söyledi.

    

Dipnotlar

45 NM6129 Hâkim, Müstedrek, VI, 2211 (3/503).

حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني عثمان بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي قال : أخبرني أبي : عن يحيى بن عثمان بن الأرقم حدثني جدي عثمان بن الأرقم أنه كان يقول : أنا ابن سبع الإسلام أسلم أبي سابع سبعة و كانت داره على الصفا و هي الدار التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يكون فيها في الإسلام و فيها دعا الناس إلى الإسلام فأسلم فيها قوم كثير و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأثنتين فيها : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام فجاء عمر بن الخطاب من الغد بكرة فأسلم في دار الأرقم و خرجوا منها و كبروا و طافوا بالبيت ظاهرين و دعيت دار الأرقم دار الإسلام و تصدق بها الأرقم على ولده فقرأت نسخة صدقة الأرقم بداره بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا إنها صدقة بمكانها من الحرم لا تباع و لا تورث شهد هشام بن العاص و فلان مولى هشام بن العاص قال : فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون و يؤاجرون و يأخذون عليها حتى كان زمن أبي جعفر قال محمد بن عمر : فأخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال : إني لأعلم اليوم الذي وقع في نفس أبي جعفر إنه يسعى بين الصفا و المروة في حجة حجها و نحن على ظهر الدار فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوته لأخذتها و أنه لينظر إلينا من حين يهبط الوادي حتى يصعد إلى الصفار فلما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم ممن بايعه و لم يخرج معه فتعلق عليه أبو جعفر بذلك فكتب إلى عامله بالمدينة أن يحبسه و يطرحه في الحديد ثم بعث رجلا من أهل الكوفة يقال له شهاب بن عبد رب و كتب معه إلى عامله بالمدينة أن يفعل ما يأمره فدخل شهاب على عبد الله بن عثمان الحبس و هو شيخ كبير ابن بضع و ثمانين سنة و قد ضجر في الحديد و الحبس فقال : هل لك أن أخلصك مما أنت فيه و تبيعني دار الأرقم فإن أمير المؤمنين يريدها و عسى إن بعته إياها أن أكلمه فيك فيعفو عنك ؟ قال : إنها صدقة و لكن حقي منها له و معي فيها شركاء إخوتي و غيرهم فقال : إنما عليك نفسك اعطنا حقك و برئت فاشهد له و كتب عليه كتاب شراء على سبعة عشر ألف دينار ثم تتبع إخوته ففتنهم كثرة المال فباعوه فصارت لأبي جعفر و لمن أقطعها ثم صيرها المهدي للخيزران أم موسى و هارون فبنتها و عرفت بها ثم صارت لجعفر بن موسى الهادي ثم سكنها أصحاب السطوى و العدني ثم اشترى عامتها أو أكثرها غسان بن عباد ولد جعفر بن موسى و أما دار الأرقم بالمدينة في بني زريق فقطيعة من النبي صلى الله عليه و سلم قال ابن عمر : و حدثني محمد بن عمران بن هند عن أبيه قال : حضرت الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة فأوصى أن يصلي عليه سعد فقال مروان : أتحبس صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل غائب أراد الصلاة عليه ؟ فأبى عبد الله بن الأرقم ذلك على مروان و قامت معه بنو مخزوم و وقع بينهم كلام ثم جاء سعد فصلى عليه و ذلك سنة خمس و خمسين بالمدينة و هلك الأرقم و هو ابن بضع و ثمانين سنة

46 HM16123 İbn Hanbel, III, 493

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدُؤَلِيِّ وَعَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَطُوفُ عَلَى الْمَنَازِلِ بِمِنًى وَأَنَا مَعَ أَبِي غُلَامٌ شَابٌّ وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ فَلَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ قَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَقُولُ الَّذِي خَلْفَهُ إِنَّ هَذَا يَدْعُوكُمْ إِلَى أَنْ تُفَارِقُوا دِينَ آبَائِكُمْ وَأَنْ تَسْلُخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَحُلَفَاءَكُمْ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالِ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ NM38-NM39 Hâkim, Müstedrek, I, 19 (1/14). حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا هشام بن علي السيرافي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة عن أبي الحسام ثنا محمد بن المنكدر سمع ربيعة بن عباد الدؤلي يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول : يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا قال : و وراءه رجل يقول : يا أيها الناس إن هذا الرجل يأمركم أن تتركوا دين آبائكم فسألت : من هذا الرجل ؟ قيل : أبو لهب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و رواته عن آخرهم ثقات أثبات و لعلهما أو واحدا منهما يوهم أن ربيعة بن عباد ليس له راو غير محمد بن المنكدر و قد روى عنه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان هذا الحديث بعينه أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا أبو حاتم الرازي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن أبي الزناد أخبرني أبي حدثني ربيعة بن عباد الدؤلي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية بسوق ذي المجاز و هو يقول : يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا قال : يرددها مرارا و الناس مجتمعون عليه يتبعونه و إذا وراءه رجل أحول ذو غديرتين وضيء الوجه يقول : أنه صابىء كاذب فسألت : من هذا ؟ فقالوا : عمه أبو لهب و إنما استشهدت بعبد الرحمن بن أبي الزناد اقتداء بهما فقد استشهدا جميعا به

47 Şuarâ, 26/214.

وَاَنْذِرْ عَش۪يرَتَكَ الْاَقْرَب۪ينَۙ ﴿214﴾

48 Hicr, 15/94.

فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَاَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِك۪ينَ ﴿94﴾

49 BE1/119 Belâzürî, Ensâb, I, 118.

واجتمع قريش على عداوته وخلافه، وحدب عليه أبو طالب وقام دونه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مظهراً لأمره لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه من عيب آلهتهم، اشتدوا على المسلمين. وحدثني محمد بن سعد والوليد بن صالح، عن محمد بن عمر الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله، عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، اشتد ذلك عليه وضاق به ذرعاً، فمكث شهراً أو نحوه جالساً في بيته، حتى ظن عماته أنه شاكٍ، فدخلن عليه عائدات، فقال: ما اشتكيت شيئاً، ولكن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فأردت جمع بني عبد المطلب لأدعوهم إلى الله. قلن: فادعوهم، ولا تجعل عبد العزى فيهم - يعنين أبا لهب - فإنه غير مجيبك إلى ما تدعوه إليه، وخرجن من عنده، وهن يقلن: إنما نحن نساء. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث إلى بني عبد المطلب. فحضروا ومعهم عدة من بني عبد مناف، وجميعهم خمسة وأربعون رجلاً. وسارع إليه أبو لهب، وهو يظن أنه يريد أن ينزع عما يكرهون إلى ما يحبون، فلما اجتمعوا، قال أبو لهب: هؤلاء عمومتك وبنو عمك، فتكلم بما تريد، ودع الصلاة، واعلم أنه ليست لقومك بالعرب قاطبة طاقة. وأن أحق من أخذك فحبسك أسرتك وبنو أبيك إن أقمت على أمرك، فهو أيسر عليهم من أن تثب بك بطون قريش وتمدها العرب، فما رأيت، يا ابن أخي، أحداً قط جاء بني أبيه بشر مما جئتهم به. وأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتكلم في ذلك المجلس، ومكث أياماً، وكبر عليه كلام أبي لهب. فنزل جبريل، فأمره بإمضاء ما أمره الله به، وشجعه عليه. فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانية، فقال: " الحمد لله أحمده، وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له " . ثم قال: " إن الرائد لا يكذب أهله. والله لو كذبت الناس جميعاً، ما كذبتكم، ولو غررت الناس، ما غررتكم (ص. 118) والله الذي لا إله إلا هو، إني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة، والله، لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحساناً وبالسوء سوءً. وإنها للجنة أبداً. والنار أبداً. وأنتم لأول من أنذر " . فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك ومرافدتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك. وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون. وإنما أنا أحدهم، غير أني والله أسرعهم إلى ما تحب. فامض لما أمرت به. فوالله، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أني لا أجد نفسي تطوع لي فراق دين عبد المطلب حتى أموت على ما مات عليه. وتكلم القوم كلاماً ليناً، غير أبي لهب فإنه قال: يا بني عبد المطلب، هذه والله السوءة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ على يده غيركم. فإن اسلمتوه حينئذ، ذللتم، وإن منعتموه قتلتم. فقال أبو طالب: والله لنمنعنه ما بقينا. وروى الواقدي، عن ابن سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن هند بنت الحارث: أن صفية بنت عبد المطلب قالت لأبي لهب: أي أخي، أيحسن بك خذلان ابن أخيك وإسلامه، فوالله ما زال العلماء يخبرون أنه يخرج من ضئضئي عبد المطلب نبي، فهو هو، فقال: هذا والله الباطل، والأماني، وكلام النساء في الحجال، إذا قامت بطون قريش كلها، وقامت معها العرب، فما قوتنا بهم. والله، ما نحن عندهم إلا أكلة رأس. حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما أمر الله نبيه أن ينذر عشيرته الأقربين، جلس على الصفا فقال: يا آل فهر، فجاءه من سمع كلامه ممن كان بمكة من بني فهر، فقال له أبو لهب: هذه فهر عندك. فقال: يا آل غالب. فرجع بنو محارب والحارث ابنا فهر. فقال: يا آل لؤي بن غالب. فرجع بنو تيم بن غالب، وهو الأدرم. (ص. 119)

50 BE1/119 Belâzürî, Ensâb, I, 118, 119.

واجتمع قريش على عداوته وخلافه، وحدب عليه أبو طالب وقام دونه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مظهراً لأمره لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه من عيب آلهتهم، اشتدوا على المسلمين. وحدثني محمد بن سعد والوليد بن صالح، عن محمد بن عمر الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله، عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، اشتد ذلك عليه وضاق به ذرعاً، فمكث شهراً أو نحوه جالساً في بيته، حتى ظن عماته أنه شاكٍ، فدخلن عليه عائدات، فقال: ما اشتكيت شيئاً، ولكن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فأردت جمع بني عبد المطلب لأدعوهم إلى الله. قلن: فادعوهم، ولا تجعل عبد العزى فيهم - يعنين أبا لهب - فإنه غير مجيبك إلى ما تدعوه إليه، وخرجن من عنده، وهن يقلن: إنما نحن نساء. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث إلى بني عبد المطلب. فحضروا ومعهم عدة من بني عبد مناف، وجميعهم خمسة وأربعون رجلاً. وسارع إليه أبو لهب، وهو يظن أنه يريد أن ينزع عما يكرهون إلى ما يحبون، فلما اجتمعوا، قال أبو لهب: هؤلاء عمومتك وبنو عمك، فتكلم بما تريد، ودع الصلاة، واعلم أنه ليست لقومك بالعرب قاطبة طاقة. وأن أحق من أخذك فحبسك أسرتك وبنو أبيك إن أقمت على أمرك، فهو أيسر عليهم من أن تثب بك بطون قريش وتمدها العرب، فما رأيت، يا ابن أخي، أحداً قط جاء بني أبيه بشر مما جئتهم به. وأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتكلم في ذلك المجلس، ومكث أياماً، وكبر عليه كلام أبي لهب. فنزل جبريل، فأمره بإمضاء ما أمره الله به، وشجعه عليه. فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانية، فقال: " الحمد لله أحمده، وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له " . ثم قال: " إن الرائد لا يكذب أهله. والله لو كذبت الناس جميعاً، ما كذبتكم، ولو غررت الناس، ما غررتكم (ص. 118) والله الذي لا إله إلا هو، إني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة، والله، لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحساناً وبالسوء سوءً. وإنها للجنة أبداً. والنار أبداً. وأنتم لأول من أنذر " . فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك ومرافدتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك. وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون. وإنما أنا أحدهم، غير أني والله أسرعهم إلى ما تحب. فامض لما أمرت به. فوالله، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أني لا أجد نفسي تطوع لي فراق دين عبد المطلب حتى أموت على ما مات عليه. وتكلم القوم كلاماً ليناً، غير أبي لهب فإنه قال: يا بني عبد المطلب، هذه والله السوءة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ على يده غيركم. فإن اسلمتوه حينئذ، ذللتم، وإن منعتموه قتلتم. فقال أبو طالب: والله لنمنعنه ما بقينا. وروى الواقدي، عن ابن سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن هند بنت الحارث: أن صفية بنت عبد المطلب قالت لأبي لهب: أي أخي، أيحسن بك خذلان ابن أخيك وإسلامه، فوالله ما زال العلماء يخبرون أنه يخرج من ضئضئي عبد المطلب نبي، فهو هو، فقال: هذا والله الباطل، والأماني، وكلام النساء في الحجال، إذا قامت بطون قريش كلها، وقامت معها العرب، فما قوتنا بهم. والله، ما نحن عندهم إلا أكلة رأس. حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما أمر الله نبيه أن ينذر عشيرته الأقربين، جلس على الصفا فقال: يا آل فهر، فجاءه من سمع كلامه ممن كان بمكة من بني فهر، فقال له أبو لهب: هذه فهر عندك. فقال: يا آل غالب. فرجع بنو محارب والحارث ابنا فهر. فقال: يا آل لؤي بن غالب. فرجع بنو تيم بن غالب، وهو الأدرم. (ص. 119)

51 HM1371 İbn Hanbel, I, 159.

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ قَالَ فَصَنَعَ لَهُمْ مُدًّا مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا قَالَ وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ أَوْ لَمْ يُشْرَبْ فَقَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي بُعِثْتُ لَكُمْ خَاصَّةً وَإِلَى النَّاسِ بِعَامَّةٍ وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَصَاحِبِي قَالَ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ قَالَ فَقَالَ اجْلِسْ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ لِي اجْلِسْ حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي