Hadislerle İslâm Cilt 6 Sayfa 73

Hz. Musa ve İsrâiloğulları"nın geceleyin yola çıktığını duyan Firavun, güneş doğarken onların peşine düşer. Hızla yol alan Firavun ordusu çok geçmeden kafileye yetişir. Aralarındaki mesafe hızla kapanmaktadır. İşte bu kez sonlarının geldiğini düşünen İsrâiloğulları, yanıldığını düşündükleri Hz. Musa"ya bakarlar: “Eyvah yakalandık!54

Ancak Allah"ın Elçisi, ilâhî vaade sonuna kadar güvenmektedir: “Hayır! Rabbim şüphesiz benimledir, bana yol gösterecektir.” 55 Nitekim onun sabrı ve güveni karşılıksız bırakılmaz; Allah Teâlâ, Hz. Musa"ya şöyle buyurur: “Âsânla denize vur!” 56

Hz. Musa, âsâsını denize vurur vurmaz İsrâiloğulları"nın gözü önünde bir mucize daha gerçekleşir. Deniz, âsânın dokunduğu yerden ikiye ayrılır ve iki tarafı dağ gibi kabarır. Böylece ortada, Allah"ın vaad ettiği gibi, “kuru bir yol” ortaya çıkar. Musa ve beraberindekiler bu “kurtuluş yoluna” girerler. Bir anlık şaşkınlığı üzerinden atan Firavun ve ordusu da onların peşinden büyük bir hızla açılan bu yola girer. Son İsrâiloğlu karşı kıyıya ayak bastığında, Firavun ve askerleri de denizin ortasındaki bu mucize yola girmiştir.57 İşte tam bu anda Allah"ın emriyle ayrılan deniz, yeniden birbirine kavuşur. Artık Hz. Musa ve İsrâiloğulları için yıllardır süren zulüm dev dalgaların altında kalarak sona ermiş, Firavun defteri kapanmıştır.58

Ancak İsrâiloğulları kendilerini Firavun"un zulmünden kurtarıp nimetlere boğan Yüce Yaratıcı"yı yine unutacaklardır. Nitekim bunun ilk işaretleri, denizden çıktıktan kısa bir süre sonra görülür. Yol üzerinde, kendilerine ait bazı putlar yapıp bunlara tapan insanlara rastlarlar. Bu tablo karşısında kavminin dile getirdiği talep, Musa için çok daha çetin bir mücadelenin başladığını gösterir gibidir. Zira İsrâiloğulları, “...Ey Musa! Onların tanrıları olduğu gibi, sen de bizim için bir tanrı yap!” derler. Hz. Musa bu taleplerinden dolayı cahil halkını kınar ve onlara Yüce Allah"ın üstünlüğünü bir kez daha hatırlatır.59

Allah Teâlâ, insanların bizzat kendisi tarafından gönderilen ilkelere uymasını istemektedir. Bu yolda çeşitli uyarılarda bulunmak ve insanlara hem dünya hem de âhiret mutluluğunu kazandıracak ilkeleri açıklamak üzere kırk günlüğüne Hz. Musa"yı Tûr"a çağırır. Hz. Musa, yola çıkarken kavmini idare etmesi için yerine kardeşi Hz. Harun"u bırakır.60 Hz. Musa, Allah ile bizzat konuşmak gibi sadece birkaç peygambere nasip olmuş fevkalâde tecrübeler yaşar. Allah"ı görme isteği kabul edilmemekle birlikte kendisine ilâhî emirler ihtiva eden Tevrat levhaları verilir.61 Ancak bu esnada Hz. Harun

    

Dipnotlar

54 Şuarâ, 26/52-61.

وَاَوْحَيْنَٓا اِلٰى مُوسٰٓى اَنْ اَسْرِ بِعِبَاد۪ٓي اِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿52﴾ فَاَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَٓائِنِ حَاشِر۪ينَۚ ﴿53﴾ اِنَّ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَل۪يلُونَۙ ﴿54﴾ وَاِنَّهُمْ لَنَا لَغَٓائِظُونَۙ ﴿55﴾ وَاِنَّا لَجَم۪يعٌ حَاذِرُونَۜ ﴿56﴾ فَاَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍۙ ﴿57﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَر۪يمٍۙ ﴿58﴾ كَذٰلِكَۜ وَاَوْرَثْنَاهَا بَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَۚ ﴿59﴾ فَاَتْبَعُوهُمْ مُشْرِق۪ينَ ﴿60﴾ فَلَمَّا تَرَٓاءَ الْجَمْعَانِ قَالَ اَصْحَابُ مُوسٰٓى اِنَّا لَمُدْرَكُونَۚ ﴿61﴾

55 Şuarâ, 26/52-62.

وَاَوْحَيْنَٓا اِلٰى مُوسٰٓى اَنْ اَسْرِ بِعِبَاد۪ٓي اِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿52﴾ فَاَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَٓائِنِ حَاشِر۪ينَۚ ﴿53﴾ اِنَّ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَل۪يلُونَۙ ﴿54﴾ وَاِنَّهُمْ لَنَا لَغَٓائِظُونَۙ ﴿55﴾ وَاِنَّا لَجَم۪يعٌ حَاذِرُونَۜ ﴿56﴾ فَاَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍۙ ﴿57﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَر۪يمٍۙ ﴿58﴾ كَذٰلِكَۜ وَاَوْرَثْنَاهَا بَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَۚ ﴿59﴾ فَاَتْبَعُوهُمْ مُشْرِق۪ينَ ﴿60﴾ فَلَمَّا تَرَٓاءَ الْجَمْعَانِ قَالَ اَصْحَابُ مُوسٰٓى اِنَّا لَمُدْرَكُونَۚ ﴿61﴾ قَالَ كَلَّاۚ اِنَّ مَعِيَ رَبّ۪ي سَيَهْد۪ينِ ﴿62﴾

56 Şuarâ, 26/52-63.

وَاَوْحَيْنَٓا اِلٰى مُوسٰٓى اَنْ اَسْرِ بِعِبَاد۪ٓي اِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿52﴾ فَاَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَٓائِنِ حَاشِر۪ينَۚ ﴿53﴾ اِنَّ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَل۪يلُونَۙ ﴿54﴾ وَاِنَّهُمْ لَنَا لَغَٓائِظُونَۙ ﴿55﴾ وَاِنَّا لَجَم۪يعٌ حَاذِرُونَۜ ﴿56﴾ فَاَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍۙ ﴿57﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَر۪يمٍۙ ﴿58﴾ كَذٰلِكَۜ وَاَوْرَثْنَاهَا بَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَۚ ﴿59﴾ فَاَتْبَعُوهُمْ مُشْرِق۪ينَ ﴿60﴾ فَلَمَّا تَرَٓاءَ الْجَمْعَانِ قَالَ اَصْحَابُ مُوسٰٓى اِنَّا لَمُدْرَكُونَۚ ﴿61﴾ قَالَ كَلَّاۚ اِنَّ مَعِيَ رَبّ۪ي سَيَهْد۪ينِ ﴿62﴾ فَاَوْحَيْنَٓا اِلٰى مُوسٰٓى اَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَۜ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظ۪يمِۚ ﴿63﴾

57 TB1/249 Taberî, Târîh, I, 249.

خلفهم فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسىإنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين ( 1 ) أي للنجاة وقد وعدني ذلك ولا خلف لموعوده حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال فأوحى الله تبارك وتعالى فيما ذكر لي إلى البحر إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له فبات البحر يضرب بعضه بعضا فرقا من الله وانتظارا لأمره فأوحى الله عز و جل إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه بها وفيها سلطان الله الذي أعطاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ( 2 ) أي كالجبل على نشز من الأرض يقول الله لموسى عليه السلام فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ( 3 ) فلما استقر له البحر على طريق قائمة يبس سلك فيه موسى ببني إسرائيل واتبعه فرعون بجنوده حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن عبدالله بن شداد بن الهاد الليثي قال حدثت أنه لما دخلت بنو إسرائيل فلم يبق منهم أحد أقبل فرعون وهو على حصان له من الخيل حتى وقف على شفير البحر وهو قائم على حاله فهاب الحصان أن يتقدم فعرض له جبرئيل على فرس أنثى وديق فقربها منه فشمها الفحل ولما شمها قدمها فتقدم معه الحصان عليه فرعون فلما رأى جند فرعون أن فرعون قد دخل دخلوا معه وجبرئيل أمامه فهم يتبعون فرعون وميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم يقول الحقوا بصاحبكم حتى إذا فصل جبرئيل من البحر ليس أمامه أحد ووقف ميكائيل على الناحية الأخرى ليس خلفه أحد طبق عليهم البحر ونادى فرعون حين رأى من سلطان الله وقدرته ما رأى وعرف ذله وخذلته نفسه نادى أن لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين حدثنا ابن حميد قال حدثنا أبو داود البصري عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال جاء جبرئيل إلى النبي عليه السلام فقال يا محمد لقد رأيتني وأنا أدس من حمإ البحر في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة يقول الله الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك أي سواء لم يذهب منك شيء لتكون لمن خلفك آية ( 4 ) أي عبرة وبينة فكان يقال لو لم يخرجه الله ببدنه حتى عرفوه لشك فيه بعض الناس ولما جاوز ببني إسرائيل البحر أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ( 5 ) ووعد الله موسى حين أهلك فرعون وقومه ونجاه وقومه ثلاثين ليلة رجع الحديث إلى حديث السدي ثم إن جبرئيل أتى موسى يذهب به إلى الله عز و جل فأقبل على (ص. 249) فرس فرآه السامري فانكره ويقال إنه فرس الحياة فقال حين رآه إن لهذا لشأنا فأخذ من تربة الحافر حافر الفرس فانطلق موسى واستخلف هارون على بني إسرائيل وواعدهم ثلاثين ليلة وأتمها الله بعشر فقال لهم هارون يا بني إسرائيل إن الغنيمة لا تحل لكم وإن حلي القبط إنما هو غنيمة فاجمعوها جميعا فاحفروا لها حفرة فادفنوها فيها فإن جاء موسى فأحلها أخذتموها وإلا كان شيئا لم تأكلوه فجمعوا ذلك الحلي في تلك الحفرة وجاء السامري بتلك القبضة فقذفها فأخرج الله من الحلي عجلا جسدا له خوار وعدت بنو إسرائيل موعد موسى فعدوا الليلة يوما واليوم يوما فلما كان العشر خرج لهم والعجل فلما رأوه قال لهم السامري هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( 1 ) يقول ترك موسى إلهه ها هنا وذهب يطلبه فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشي فقال لهم هارون يا بني إسرائيل إنما فتنتم به يقول إنما ابتليتم به يقول بالعجل وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( 2 ) فأقام هارون ومن معه من بني إسرائيل لا يقاتلونهم وانطلق موسى إلى ألهه يكلمه فلما كلمه قال له وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( 3 ) فلما أخبره خبرهم قال موسى يا رب هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل أرأيت الروح من نفخها فيه قال الرب أنا قال رب أنت إذا أضللتهم ثم إن موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ( 4 ) فحف حول الجبل الملائكة وحف حول الملائكة بنار وحف حول النار بملائكة وحول الملائكة بنار ثم تجلى ربه للجبل فحدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط قال حدثني السدي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا فلم يزل صعقا ما شاء الله ثم أنه أفاق فقال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ( 5 ) يعني أول المؤمنين من بني إسرائيل فقال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء من الحلال والحرام فخذها بقوة يعني بجد واجتهاد وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ( 5 ) أي بأحسن ما يجدون فيها فكان موسى بعد ذلك لا يستطيع أحد أن ينظر في وجهه وكان يلبس وجهه بحريرة فأخذ الألواح ثم رجع إلى قومه غضبان أسفا يقول حزينا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا إلى قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا يقولون بطاقتنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يقول من حلي القبط فقذفناها فكذلك ألقى السامري ( 6 ) ذلك حين قال لهم هارون احفروا لهذا الحلي حفرة واطرحوه فيها فطرحوه فقذف السامري تربته فألقى موسى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال يابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( 7 ) فترك موسى هارون ومال إلى السامري (ص. 250)

58 Şuarâ, 26/52-66.

وَاَوْحَيْنَٓا اِلٰى مُوسٰٓى اَنْ اَسْرِ بِعِبَاد۪ٓي اِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿52﴾ فَاَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَٓائِنِ حَاشِر۪ينَۚ ﴿53﴾ اِنَّ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَل۪يلُونَۙ ﴿54﴾ وَاِنَّهُمْ لَنَا لَغَٓائِظُونَۙ ﴿55﴾ وَاِنَّا لَجَم۪يعٌ حَاذِرُونَۜ ﴿56﴾ فَاَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍۙ ﴿57﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَر۪يمٍۙ ﴿58﴾ كَذٰلِكَۜ وَاَوْرَثْنَاهَا بَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَۚ ﴿59﴾ فَاَتْبَعُوهُمْ مُشْرِق۪ينَ ﴿60﴾ فَلَمَّا تَرَٓاءَ الْجَمْعَانِ قَالَ اَصْحَابُ مُوسٰٓى اِنَّا لَمُدْرَكُونَۚ ﴿61﴾ قَالَ كَلَّاۚ اِنَّ مَعِيَ رَبّ۪ي سَيَهْد۪ينِ ﴿62﴾ فَاَوْحَيْنَٓا اِلٰى مُوسٰٓى اَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَۜ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظ۪يمِۚ ﴿63﴾ وَاَزْلَفْنَا ثَمَّ الْاٰخَر۪ينَۚ ﴿64﴾ وَاَنْجَيْنَا مُوسٰى وَمَنْ مَعَهُٓ اَجْمَع۪ينَۚ ﴿65﴾ ثُمَّ اَغْرَقْنَا الْاٰخَر۪ينَۜ ﴿66﴾

59 A’râf, 7/138-140.

وَجَاوَزْنَا بِبَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَ الْبَحْرَ فَاَتَوْا عَلٰى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلٰٓى اَصْنَامٍ لَهُمْۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَٓا اِلٰهًا كَمَا لَهُمْ اٰلِهَةٌۜ قَالَ اِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿138﴾ اِنَّ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ ف۪يهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿139﴾ قَالَ اَغَيْرَ اللّٰهِ اَبْغ۪يكُمْ اِلٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَم۪ينَ ﴿140﴾

60 TB1/249 Taberî, Târîh, I, 250.

خلفهم فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسىإنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين ( 1 ) أي للنجاة وقد وعدني ذلك ولا خلف لموعوده حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق قال فأوحى الله تبارك وتعالى فيما ذكر لي إلى البحر إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له فبات البحر يضرب بعضه بعضا فرقا من الله وانتظارا لأمره فأوحى الله عز و جل إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه بها وفيها سلطان الله الذي أعطاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ( 2 ) أي كالجبل على نشز من الأرض يقول الله لموسى عليه السلام فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ( 3 ) فلما استقر له البحر على طريق قائمة يبس سلك فيه موسى ببني إسرائيل واتبعه فرعون بجنوده حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن عبدالله بن شداد بن الهاد الليثي قال حدثت أنه لما دخلت بنو إسرائيل فلم يبق منهم أحد أقبل فرعون وهو على حصان له من الخيل حتى وقف على شفير البحر وهو قائم على حاله فهاب الحصان أن يتقدم فعرض له جبرئيل على فرس أنثى وديق فقربها منه فشمها الفحل ولما شمها قدمها فتقدم معه الحصان عليه فرعون فلما رأى جند فرعون أن فرعون قد دخل دخلوا معه وجبرئيل أمامه فهم يتبعون فرعون وميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم يقول الحقوا بصاحبكم حتى إذا فصل جبرئيل من البحر ليس أمامه أحد ووقف ميكائيل على الناحية الأخرى ليس خلفه أحد طبق عليهم البحر ونادى فرعون حين رأى من سلطان الله وقدرته ما رأى وعرف ذله وخذلته نفسه نادى أن لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين حدثنا ابن حميد قال حدثنا أبو داود البصري عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال جاء جبرئيل إلى النبي عليه السلام فقال يا محمد لقد رأيتني وأنا أدس من حمإ البحر في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة يقول الله الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك أي سواء لم يذهب منك شيء لتكون لمن خلفك آية ( 4 ) أي عبرة وبينة فكان يقال لو لم يخرجه الله ببدنه حتى عرفوه لشك فيه بعض الناس ولما جاوز ببني إسرائيل البحر أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ( 5 ) ووعد الله موسى حين أهلك فرعون وقومه ونجاه وقومه ثلاثين ليلة رجع الحديث إلى حديث السدي ثم إن جبرئيل أتى موسى يذهب به إلى الله عز و جل فأقبل على (ص. 249) فرس فرآه السامري فانكره ويقال إنه فرس الحياة فقال حين رآه إن لهذا لشأنا فأخذ من تربة الحافر حافر الفرس فانطلق موسى واستخلف هارون على بني إسرائيل وواعدهم ثلاثين ليلة وأتمها الله بعشر فقال لهم هارون يا بني إسرائيل إن الغنيمة لا تحل لكم وإن حلي القبط إنما هو غنيمة فاجمعوها جميعا فاحفروا لها حفرة فادفنوها فيها فإن جاء موسى فأحلها أخذتموها وإلا كان شيئا لم تأكلوه فجمعوا ذلك الحلي في تلك الحفرة وجاء السامري بتلك القبضة فقذفها فأخرج الله من الحلي عجلا جسدا له خوار وعدت بنو إسرائيل موعد موسى فعدوا الليلة يوما واليوم يوما فلما كان العشر خرج لهم والعجل فلما رأوه قال لهم السامري هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( 1 ) يقول ترك موسى إلهه ها هنا وذهب يطلبه فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشي فقال لهم هارون يا بني إسرائيل إنما فتنتم به يقول إنما ابتليتم به يقول بالعجل وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( 2 ) فأقام هارون ومن معه من بني إسرائيل لا يقاتلونهم وانطلق موسى إلى ألهه يكلمه فلما كلمه قال له وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( 3 ) فلما أخبره خبرهم قال موسى يا رب هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل أرأيت الروح من نفخها فيه قال الرب أنا قال رب أنت إذا أضللتهم ثم إن موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ( 4 ) فحف حول الجبل الملائكة وحف حول الملائكة بنار وحف حول النار بملائكة وحول الملائكة بنار ثم تجلى ربه للجبل فحدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط قال حدثني السدي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا فلم يزل صعقا ما شاء الله ثم أنه أفاق فقال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ( 5 ) يعني أول المؤمنين من بني إسرائيل فقال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء من الحلال والحرام فخذها بقوة يعني بجد واجتهاد وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ( 5 ) أي بأحسن ما يجدون فيها فكان موسى بعد ذلك لا يستطيع أحد أن ينظر في وجهه وكان يلبس وجهه بحريرة فأخذ الألواح ثم رجع إلى قومه غضبان أسفا يقول حزينا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا إلى قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا يقولون بطاقتنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يقول من حلي القبط فقذفناها فكذلك ألقى السامري ( 6 ) ذلك حين قال لهم هارون احفروا لهذا الحلي حفرة واطرحوه فيها فطرحوه فقذف السامري تربته فألقى موسى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال يابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( 7 ) فترك موسى هارون ومال إلى السامري (ص. 250)

61 A’râf, 7/143-145.

وَلَمَّا جَٓاءَ مُوسٰى لِم۪يقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُۙ قَالَ رَبِّ اَرِن۪ٓي اَنْظُرْ اِلَيْكَۜ قَالَ لَنْ تَرٰين۪ي وَلٰكِنِ انْظُرْ اِلَى الْجَبَلِ فَاِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرٰين۪يۚ فَلَمَّا تَجَلّٰى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسٰى صَعِقًاۚ فَلَمَّٓا اَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ اِلَيْكَ وَاَنَا۬ اَوَّلُ الْمُؤْمِن۪ينَ ﴿143﴾ قَالَ يَا مُوسٰٓى اِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَات۪ي وَبِكَلَام۪يۘ فَخُذْ مَٓا اٰتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِر۪ينَ ﴿144﴾ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْاَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْص۪يلًا لِكُلِّ شَيْءٍۚ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِاَحْسَنِهَاۜ سَاُر۪يكُمْ دَارَ الْفَاسِق۪ينَ ﴿145﴾