Hadislerle İslâm Cilt 6 Sayfa 96

yaratılmadım.” diyordu.28 Daima ağırbaşlı ve yumuşak kalpliydi, tertemiz bir hayat sürdü.29 Anne babasına da çok iyi davranıyordu.30 Peygamber Efendimiz onun nezih tabiatına işaretle, “İnsanlar içerisinde Yahyâ b. Zekeriyyâ hâriç hata yapmayan veya hata yapmayı düşünmeyen kimse yoktur.” 31 buyurmuştu.

Hz. Yahyâ ile ilgili bu ilâhî mucize gerçekleşirken aynı zaman diliminde bir başka mucize de Beytü"l-Makdis"te yaşanıyordu. Vaktini ibadet ve tefekkürle geçiren Meryem bir gün şöyle bir ses duymuştu: “...Ey Meryem! Allah seni seçti, seni tertemiz yarattı ve seni bütün dünya kadınlarına tercih etti.” 32

Aynı ses tekrar, “Ey Meryem! Rabbine ibadet et, secdeye kapan, (O"nun huzurunda) eğilenlerle beraber sen de eğil!” 33 dedi. Evet, emir Allah"tan gelmişti. Hz. Peygamber"in, “(Kendi döneminin) en hayırlı kadını Meryem"dir. Hatice de (kendi döneminin) en hayırlı kadınıdır.” 34 şeklinde taltif ettiği Hz. Meryem lâyık olduğu mükâfatı böylece almış ve ilâhî vahye muhatap olmuştu.

Mâbette geçen uzun yalnızlık yıllarının ardından Hz. Meryem, ailesinden ayrılarak şehrin doğu tarafında bir yere çekildi.35 Kendiyle baş başa kaldığı bir gün daha önce hiç görmediği son derece güzel görünümlü36 bir insan çıktı karşısına.37 Onun kendisine bir kötülük yapmasından korktu ve dedi ki,“Senden, çok esirgeyici olan Allah"a sığınırım! Eğer Allah"tan sakınan bir kimse isen (bana dokunma).” 38 Meryem"e mükemmel bir insan şeklinde gözüken Cebrail"den başkası değildi. Cebrail, “Ben ancak Rabbinin elçisiyim. Sana tertemiz bir çocuk bağışlamak için gönderildim.” dedi. 39 Meryem"in şaşkınlığı daha da artmıştı. “Bana bir insan eli değmediği, iffetsiz de olmadığım hâlde benim nasıl çocuğum olabilir?” dedi.40 Cebrail, “Öyledir, dedi. Rabbin buyurdu ki, bu bana kolaydır. Çünkü biz, onu insanlara bir mucize ve kendimizden bir rahmet kılacağız. Bu, hüküm ve karara bağlanmış bir iş idi.” 41

İşte dünyada ve âhirette en itibarlı ve Allah"a en yakın kullar içerisinde yer alacak olan Hz. İsa, annesine böyle müjdelenmişti.42 Takdir-i ilâhî gerçekleşmişti. Şimdi Meryem"i sıkıntılı günler bekliyordu. Bu hâlini kime, nasıl izah edecekti. Kendisine iffetsiz gözüyle bakılacağından endişe ediyordu. Bu nedenle hamile olduğunu bütün insanlardan gizlemişti. Bakire bir kızın hamile olmasını kim, nasıl anlayabilirdi?43 Doğum ânı yaklaştığında bu düşüncelerle Kur"an"ın ifadesiyle “uzak bir yere” ,44 Kudüs"e birkaç kilometre uzaktaki Beytül-Lahm"e geldi.45

Doğum zamanı gelmişti. Meryem bir hurma ağacına yaslanmış ve dudağından şu sözler dökülmüştü: “Keşke bundan önce ölseydim de unutulup gitseydim!” 46 Bu hüzünlü yakarışın ardından bebek doğmuştu. Allah"ın

    

Dipnotlar

28 TT18/155 Taberî, Câmiu’l-beyân, XVIII, 155.

القول في تأويل قوله تعالى : { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) } يقول تعالى ذكره: فولد لزكريا يحيى، فلما ولد، قال الله له: يا يحيى، خذ هذا الكتاب بقوة، يعني كتاب الله الذي أنزله على موسى، وهو التوراة بقوّة، يقول: بجدّ. كما حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله( خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) قال : بجدّ. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد( خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) قال: بجدّ. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) قال: القوّة: أن يعمل ما أمره الله به، ويجانب فيه ما نهاه الله عنه . قال أبو جعفر: وقد بيَّنت معنى ذلك بشواهده فيما مضى من كتابنا هذا، في سورة آل عمران، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع. وقوله( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) يقول تعالى ذكره: وأعطيناه الفهم لكتاب الله في حال صباه قبل بلوغه أسنان الرجال. وقد حدثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني معمر، ولم يذكره عن أحد في هذه الآية( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) قال: بلغني أن الصبيان قالوا ليحيى: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خُلقتُ، فأنزل الله( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ). وقوله( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) يقول تعالى ذكره: ورحمة منا ومحبة له آتيناه الحكم صبيا.

29 Meryem, 19/13.

وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكٰوةًۜ وَكَانَ تَقِيًّاۙ ﴿13﴾

30 Meryem, 19/14.

وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴿14﴾

31 HM2689 İbn Hanbel, I, 293.

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا قَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا

32 Âl-i İmrân, 3/42.

وَاِذْ قَالَتِ الْمَلٰٓئِكَةُ يَا مَرْيَمُ اِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰيكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفٰيكِ عَلٰى نِسَٓاءِ الْعَالَم۪ينَ ﴿42﴾

33 Âl-i İmrân, 3/43.

يَا مَرْيَمُ اقْنُت۪ي لِرَبِّكِ وَاسْجُد۪ي وَارْكَع۪ي مَعَ الرَّاكِع۪ينَ ﴿43﴾

34 B3815 Buhârî, Menâkıbü’l-ensâr, 20.

حَدَّثَنِى مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضى الله عنه - يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حَدَّثَنِى صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِىٍّ - رضى الله عنهم - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ » .

35 Meryem, 19/16.

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَۢ اِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ اَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّاۙ ﴿16﴾

36 ŞR15/9054, Şa’râvî, Tefsîr, XV, 9054.

إذن : فقوله تعالى : { فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا } [ مريم : 17 ] أي : جبريل عليه السلام . { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } [ مريم : 17 ] معنى تمثَّل : أي : ليستْ هذه حقيقته ، إنه تمثَّل بها ، أما حقيقته فنورانية ذات صفات أخرى ، وذات أجنحة مَثْنى وثُلاَث ورُبَاع ، فلماذا إذن جاء الملَكُ مريمَ في صورة بشرية؟ لأنهما سيلتقيان ، ولا يمكن أنْ يتمّ هذا اللقاء خُفْية ، وكذلك يستحيل أنْ يلتقيَ الملَكُ بملكتيه مع البشر ببشريته ، فلكل منهما قانونه الخاص الذي لا يناسب الآخر ، ولابُدَّ في لقائهما أنْ يتصوَّر الملَك في صورة بشر ، أو يُرقَّى البشر إلى صفات الملائكة ، كما رُقي محمد صلى الله عليه وسلم إلى صفات الملائكة في حادثة الإسراء والمعراج ، ولا يتم الالتقاء بين الجنسين إلا بهذا التقارب . لذلك ، لما طلب الكفار أن يكون الرسول ملَكاً رَدَّ عليهم الحق تبارك وتعالى : { قُل لَوْ كَانَ فِي الأرض ملائكة يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السمآء مَلَكاً رَّسُولاً } [ الإسراء : 95 ] . وقال : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } [ الأنعام : 9 ] إذن : لا يمكن أن يلتقي الملَكُ بالبشر إلا بهذا التقارب . جاء جبريل عليه السلام إلى مريم في صورة بشرية لتأنس به ، ولا تفزع إنْ رأتْه على صورته الملائكية { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً } [ مريم : 17 ] أي : من جنسها { سَوِيّاً } [ مريم : 17 ] . أي : سويّ الخِلْقة والتكوين ، وسيماً ، قد انسجمتْ أعضاؤه وتناسقتْ على أجمل ما يكون البشر ، فلا يعيبه كِبَر جبهته أو أنفه أو فمه ، كما نرى في بعض الناس .

37 Meryem, 19/17.

فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَاَرْسَلْنَٓا اِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿17﴾

38 Meryem, 19/18.

قَالَتْ اِنّ۪ٓي اَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ اِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴿18﴾

39 Meryem, 19/19.

قَالَ اِنَّمَٓا اَنَا۬ رَسُولُ رَبِّكِۗ لِاَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿19﴾

40 Meryem, 19/20.

قَالَتْ اَنّٰى يَكُونُ ل۪ي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْن۪ي بَشَرٌ وَلَمْ اَكُ بَغِيًّا ﴿20﴾

41 Meryem, 19/21.

قَالَ كَذٰلِكِۚ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌۚ وَلِنَجْعَلَهُٓ اٰيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّاۚ وَكَانَ اَمْرًا مَقْضِيًّا ﴿21﴾

42 Âl-i İmrân, 3/45.

اِذْ قَالَتِ الْمَلٰٓئِكَةُ يَا مَرْيَمُ اِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُۗ اِسْمُهُ الْمَس۪يحُ ع۪يسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَج۪يهًا فِي الدُّنْيَا وَالْاٰخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّب۪ينَۙ ﴿45﴾

43 İT5/221 İbn Kesîr, Tefsîr, V, 221.

الله تعالى وتوحيده، كما قال تعالى في الآية الأخرى: { إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ } [ آل عمران : 45 ، 46 ] أي: يدعو إلى عبادة الله ربه في مهده (1) وكهولته. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحيم بن إبراهيم -دُحَيْم-حدثنا مروان، حدثنا العلاء بن الحارث الكوفي، عن مجاهد قال: قالت مريم، عليها السلام: كنت إذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطني وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر. وقوله: { وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } يحتمل أن هذا من كلام جبريل لمريم، يخبرها أن هذا أمر مقدر في علم الله تعالى وقدره ومشيئته. ويحتمل أن يكون من خبر الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه كنى بهذا عن النفخ في فرجها، كما قال تعالى: { وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا } [ التحريم : 12 ] وقال { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا } [ الأنبياء : 91 ] قال محمد بن إسحاق: { وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } أي: أن الله قد عزم على هذا، فليس منه بد، واختار هذا أيضًا ابن جرير في تفسيره، ولم يحك غيره، والله أعلم. { فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) } يقول تعالى مخبرًا عن مريم أنها لما قال لها جبريل عن الله تعالى ما قال، أنها استسلمت لقضاء الله تعالى (2) فذكر غير واحد من علماء السلف أن الملك -وهو جبريل عليه السلام-عند ذلك نفخ في جيب درعها، فنزلت النفخة حتى ولجت في الفرج، فحملت بالولد بإذن الله تعالى. فلما حملت به ضاقت ذرعًا به (3) ولم تدر ماذا تقول (4) للناس، فإنها تعلم أن الناس لا يصدقونها فيما تخبرهم به، غير أنها أفشت سرها وذكرت أمرها لأختها امرأة زكريا. وذلك أن زكريا عليه السلام، كان قد سأل الله الولد، فأجيب إلى ذلك، فحملت امرأته، فدخلت عليها مريم فقامت إليها فاعتنقتها، وقالت: أشعرت يا مريم أني حبلى؟ فقالت لها مريم: وهل علمت أيضًا أني حبلى؟ وذكرت لها شأنها وما كان من خبرها وكانوا بيت إيمان وتصديق، ثم كانت امرأة زكريا بعد ذلك إذا واجهت (5) مريم تجد الذي في جوفها (6) يسجد للذي في بطن مريم، أي: يعظمه ويخضع له، فإن السجود كان في ملتهم عند السلام مشروعًا، كما سجد ليوسف أبواه وإخوته، وكما أمر الله الملائكة أن تسجد (7) لآدم، عليه السلام، ولكن حرم في ملتنا هذه تكميلا لتعظيم جلال الرب تعالى. قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم قال: قال مالك رحمه الله: بلغني أن عيسى ابن مريم ويحيى بن

44 Meryem, 19/22.

فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِه۪ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿22﴾

45 İT5/223 İbn Kesîr, Tefsîr, V, 223.

تراه. وقوله: { فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ } [أي: فاضطرها وألجأها الطلق إلى جذع النخلة] (1) وهي نخلة في المكان الذي تنحت إليه. وقد اختلفوا فيه، فقال السدي: كان شرقي محرابها الذي تصلي فيه من بيت المقدس. وقال وهب بن مُنَبِّه: ذهبت هاربة، فلما كانت بين الشام وبلاد مصر، ضربها الطلق. وفي رواية عن وهب: كان ذلك على ثمانية أميال من بيت المقدس، في قرية هناك يقال لها: "بيت لحم". قلت: وقد تقدم في حديث (2) الإسراء، من رواية النسائي عن أنس، رضي الله عنه، والبيهقي عن شدَّاد بن أوس، رضي الله عنه: أن ذلك ببيت لحم، فالله أعلم، وهذا هو المشهور الذي تلقاه الناس بعضهم عن بعض، ولا يشك فيه النصارى أنه ببيت لحم، وقد تلقاه الناس. وقد ورد به الحديث إن صح. وقوله تعالى إخبارًا عنها: { قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة، فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد، ولا يصدقونها في خبرها، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة، تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية، فقالت: { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } أي قبل هذا الحال، { وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } أي لم أخلق ولم أك شيئًا. قاله ابن عباس. وقال السدي: قالت وهي تطلق من الحبل -استحياء من الناس: يا ليتني مت قبل هذا الكرب الذي أنا فيه، والحزن بولادتي المولود من غير بَعْل { وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } نُسِيَ فتُرِك طلبه، كخِرَق الحيض إذا ألقيت وطرحت لم تطلب ولم تذكر. وكذلك كل شيء نُسِيَ وترك فهو نَسِيّ. وقال قتادة: { وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } أي: شيئًا لا يعرف، ولا يذكر، ولا يدرى من أنا. وقال الربيع بن أنس: { وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } وهو (3) السقط. وقال ابن زيد: لم أكن شيئًا قط. وقد قدمنا الأحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت إلا عند الفتنة، عند قوله: { تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [ يوسف : 101 ] { فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) }

46 Meryem, 19/23.

فَاَجَٓاءَهَا الْمَخَاضُ اِلٰى جِذْعِ النَّخْلَةِۚ قَالَتْ يَا لَيْتَن۪ي مِتُّ قَبْلَ هٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴿23﴾