Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 203

“Ey Allah"ın Elçisi! Biz Esedoğulları"nın temsilcileriyiz. Allah"ın bir olduğuna ve senin O"nun Resûlü olduğuna tanıklık etmek üzere sana geldik.” diyerek İslâm"a girer.17 Ancak Hz. Peygamber"in Veda Haccı"ndan sonra uzun süren hastalığı, Tuleyha"yı, iman kalbine iyice yerleşmediği için bu durumu değerlendirme fırsatçılığına sevk eder. Esved el-Ansî gibi o da kâhinliğini kullanarak peygamberlik iddiasıyla ortaya çıkar.18 Birçok Yahudi kendisine yardımcı olur, kısa zamanda taraftarı çoğalır ve Semîra adı verilen yerde karargâhını kurar. Ardından yeğeni Habbâl"i bir anlaşma yapmak üzere Hz. Peygamber"e gönderme cesaretini bile gösterir. Habbâl, Hz. Peygamber"e gelerek amcası Tuleyha"ya Zünnûn adlı bir meleğin vahiy getirdiğini iddia eder.19 Habbâl memleketine dönünce Hz. Peygamber, hemen Dırâr b. Ezver"i Esed kabilesine vali tayin eder ve dinden dönen herkese karşı gerekli tedbirleri almasını ister.20 Dırâr"ın çabalarıyla Tuleyha zayıf duruma düşmüş olsa da o günlerde Resûl-i Ekrem"in vefat haberinin duyulmuş olması, Tuleyha"nın işine yarar.

Bu aşamadan sonra Tuleyha, Hz. Peygamber"in bıraktığı boşluğu doldurmaya heveslenerek kendisine vahiy geldiğini iddia eder ve bazı kafiyeli sözler uydurarak bunları vahiy meleğinin getirdiğinden söz etmeye başlar. İnsanlara namazda secde etmeyi bırakmalarını da emreder.21 Ardından daha önce Müslüman olan Uyeyne b. Hısn, Tuleyha taraftarlarının arttığını görünce, Gatafânlıların başına geçerek Tuleyha"ya yardım edeceğini ilân eder. Sahte peygamber Tuleyha"nın taraftarlarının artmasından da güç kazanan bazı Arap kabileleri, Hz. Peygamber"in vefatının ardından, Medine"ye heyetler göndererek Hz. Ebû Bekir"e namaz emrini yerine getireceklerini fakat zekât vermeyeceklerini bildirirler.22

Sahte peygamberlerle savaşma konusunda sahâbe arasında herhangi bir görüş ayrılığı bulunmazken zekât vermek istemeyenlerle mücadele konusunda farklı görüşler ortaya çıkmıştır. Hz. Ömer, “Lâ ilâhe illâllâh” diyenlerle savaşmanın doğru olup olmayacağını sorgularken, sahâbenin bir kısmı da o yıl zekât toplanmamasını teklif eder.23 Hangi sebeple olursa olsun isyan edenlerle mücadelede kararlı olan Hz. Ebû Bekir, namazla zekâtı birbirinden ayırt etmenin doğru olmayacağını ve zekât vermekten kaçınanlarla savaşacağını hadis kaynaklarımıza giren şu meşhur sözüyle ifade eder: “Allah"a yemin ederim ki namazla zekâtı birbirinden ayıranlarla kesin olarak savaşacağım. Çünkü zekât malın hakkıdır. Allah"a yemin ederim ki Allah"ın Resûlü"ne vermiş oldukları (devenin ayaklarını bağladıkları)

    

Dipnotlar

17 EÜ3/94 İbnü’l-Esîr, Üsdü’l-gâbe, III, 94.

طليحة بن خويلد " ب س " طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر الأسدي الفقعسي كان من أشجع العرب وكان يعد بألف فارس قال الواقدي : قد وفد أسد بن خزيمة على النبي صلى الله عليه و سلم وفيهم طليحة بن خويلد سنة تسع ورسول الله صلى الله عليه و سلم مع أصحابه فسلموا وقالوا : يا رسول الله جئناك نشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ولم تبعث إليناس ونحن لمن وراءنا فأنزل الله تعالى : " يمنون عليك أن أسلموا " " الحجرات 7 " الآية فلما رجعوا تنبأ طليحة في حياة النبي صلى الله عليه و سلم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه و سلم ضرار بن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه ثم توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فعظم أمر طليحة وأطاعه الحليفان أسد وغطفان وكان يزعم أنه يأتيه جبريل عليه السلام بالوحي فأرسل إليه أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد فقاتله بنواحي سميراء وبزاخة وكان خالد قد أرسل ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن فقتل طليحة أحدهما وقتل أخوه الآخر وكان معه عيينة بن حصن فلما كان وقت القتار أتاه عيينة بن حصن فقال : هل أتاك جبريل فقال : لا فأعاد إليه مرتين كل ذلك يقول : لا فقال عيينة : لقد تركك أحوج ما كنت إليه ! فقال طليحة : قاتلوا عن أحسابكم فأما دين فلا دين !

18 BN6/344 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 344;

فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * الآية، قالوا: المراد بذلك أبو بكر وأصحابه، في قتالهم المرتدين، وما نعي الزكاة * وقال محمد بن إسحاق: ارتدت العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.ما خلا أهل المسجدين، مكة، والمدينة، وارتدت أسد وغطفان وعليهم طليحة بن خويلد الاسدي الكاهن، وارتدت كندة ومن يليها، وعليهم الاشعث بن قيس الكندي، وارتدت مذحج ومن يليها، وعليهم الاسود بن كعب العنسي الكاهن، وارتدت ربيعة مع المعرور بن النعمان بن المنذر، وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذاب * وارتدت سليم مع الفجأة، واسمه أنس بن عبد يا ليل، وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة * وقال القاسم بن محمد: اجتمعت أسد وغطفان وطئ على طليحة الاسدي، وبعثوا وفودا إلى المدينة، فنزلوا على وجوه الناس فأنزلوهم إلا العباس، فحملوا بهم إلى أبي بكر، على أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة، فعزم الله لابي بكر على الحق وقال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم (1)، فردهم فرجعوا إلى عشائرهم، فأخبروهم بقلة أهل المدينة، وطمعوهم فيها، فجعل أبو بكر الحرس على أنقاب المدينة، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد وقال: إن الارض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلة، وإنكم لا تدرون ليلا يأتون أم نهارا، وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم وقد أبينا عليهم، فاستعدوا وأعدوا فما لبثوا إلا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة، وخلفوا نصفهم بذي حسى (2) ليكونوا ردءا لهم، وأرسل الحرس إلى أبي بكر يخبرونه بالغارة، فبعث إليهم: أن ألزموا مكانكم.وخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم، فانفش العدو واتبعهم المسلمون على إبلهم، حتى بلغوا ذا حسى فخرج عليهم الردء فالتقوا معالجمع فكان الفتح وقد قال: أطعنا رسول الله ما كان وسطنا (3) * فيالعباد الله ما لابي بكر أيورثنا بكرا إذا مات بعده * وتلك لعمر الله قاصمة الظهر فهلا رددتم وفدنا بزمانه ؟ * وهلا خشيتم حس راعية البكر ؟ وإن التي سألوكمو فمنعتمو * لكالتمر أو أحلى إلي من التمر وفي جمادى الآخرة ركب الصديق في أهل المدينة وأمراء الانقاب، إلى من حول المدينة من الاعراب الذين أغاروا عليها، فلما تواجه هو وأعداؤه من بني عبس، وبني مرة، وذبيان، ومن ناصب معهم من بني كنانة، وأمدهم طليحة بابنه حبال، فلما تواجه القوم كانوا قد صنعوا مكيدة وهي أنهم عمدوا إلى أنحاء فنفخوها ثم أرسلوها من رؤوس الجبال، فلما رأتها إبل أصحاب TL2/320 İbn Haldûn, Târîh, II, 320.طيئ كانت لبنى أسد فلما خرجوا من اليمن غلبوهم على أجا وسلمى وجاؤا واصطلحوا وتجاوروا لبنى أسد والتغلبية وواقصة وغاضرة ولهم من المنازل المسماة في الاشعار غاضرة والنعف وقد تفرقوا من بلاد الحجاز على الاقطار ولم يبق لهم حى وبلادهم الآن فيما ذكر ابن سعيد لطيئ وبنى عقيل الامراء كانوا بأرض العراق والجزيرة وكانوا في الدولة السلجوقية قد عظم أمرهم وملكوا الحلة وجهاتها وكان بها منهم الملوك بنومرين الذين ألف الهبارى ارجوزته المعروفة به في السياسة ثم اضمحل ملكهم بعد ذلك وورث بلادهم بالعراق خفاجة وكانت بنو اسد بطونا كثيرة كان منها بنو كاهل قاتل حجر بن عمرو الملك والد امرئ القيس وبنو غنم بن دودان بن أسد منهم عبيد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم الذى أسلم ثم تنصر ومات نصرانيا وأخته زينب ام المؤمنين رضى الله عنها وعكاشة بن محصن بن حدثان بن قيس بن مرة بن كثير الصحابي المشهور وبنو ثعلبة بن دودان بن أسد منهم الكميت الشاعر ابن زيد بن الاخنس بن ربيعة بن امرئ القيس بن الحرث بن عمرو بن مالك بن سعد بن ثعلبة وضرار بن الازور وهو مالك بن أويس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة الصحابي قاتل مالك بن نويرة والحضرمى بن عامر بن مجمع بن موالة بن همام بن صحب بن القيس بن مالك وافدهم على النبي صلى الله عليه وسلم وبنو عمرو بن قعيد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان منهم الطماح بن قيس بن طريف بن عمرو بن قعيد الذى سعى عند قيصر في هلاك امرئ القيس وطليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الاشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو الذى كان كاهنا وادعى النبوة ثم أسلم وفي بنى أسد بطون يطول ذكرها (وأما القارة وعكل) فهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة بن الياس اخوة بنى أسد وكانوا حلفاء لبنى زهرة من قريش (وأما كنانة) فهم كنانة بن خزيمة بن مدركة اخوة بنى أسد وديارهم بجهات مكة وفيهم بطون كثيرة وأشرفها قريش وهم بنو النضر بن كنانة وسيأتى ذكرهم ثم بنو عبد مناة بن كنانة وبنو مالك بن كنانة فمن بنى عبد مناة بنو بكر وبنو مرة وبنو الحرث وبنو عامر فمن بنى بكر بنو ليث بن بكر منهم بنو الملوح بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث ومنهم الصعب بن جثامة بن قيس بن الشداخ الصحابي المشهور والشاعر عروة بن أدينة بن يحيى بن مالك بن الحرث بن عبد الله ابن الشداخ ومنهم بنو شجع بن عامر بن ليث بن بكر ومنهم أبو واقد الليثى الصحابي وهو الحرث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عديدة بن عبد منات بن شجع وبنو سعد بنليث بن بكر منهم أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جابر بن خميس بن عدى ابن سعد آخر من بقى ممن رآى النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة سبع ومائة وواثلة بن

19 TB2/225 Taberî, Târîh, II, 225.

وواعدته نجران فوثبوا بها وأخرجوا عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بن العاص وأنزلوه منزلهما ووثب قيس بن عبد يغوث على فروة بن مسيك وهو على مراد فأجلاه ونزل منزله فلم ينشب عبهلة بنجران أن سار إلى صنعاء فأخذها وكتب بذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم من فعله ونزوله صنعاء وكان أول خبر وقع به عنه من قبل فروة بن مسيك ولحق بفروة من تم على الإسلام من مذحج فكانوا بالأحسية ولم يكاتبه الأسود ولم يرسل إليه لأنه لم يكن معه أحد يشاغبه وصفا له ملك اليمن حدثنا عبيد الله قال أخبرني عمي يعقوب قال حدثني سيف قال حدثنا طلحة بن الأعلم عن عكرمة عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه و سلم قد ضرب بعث أسامة فلم يستتب لوجع رسول الله ولخلع مسيلمة والأسود وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغه فخرج النبي صلى الله عليه و سلم على الناس عاصبا رأسه من الصداع لذلك الشأن وانتشاره لرؤيا رآها في بيت عائشة فقال إني رأيت البارحة فيما يرى النائم أن في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمامة وصاحب اليمن وقد بلغني أن أقواما يقولون في إمارة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقا للإمارة وإنه لخليق لها فأنفذوا بعث أسامة وقال لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد فخرج أسامة فضرب بالجرف وأنشأ الناس في العسكر ونجم طليحة وتمهل الناس وثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يستتم الأمر ينظرون أولهم آخرهم حتى توفي الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم كتب الي السري بن يحيى يقول حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي عن سيف بن عمر قال حدثنا سعيد بن عبيد أبو يعقوب عن أبي ماجد الأسدي عن الحضرمي بن عامر الأسدي قال سألته عن أمر طليحة بن خويلد فقال وقع بنا الخبر بوجع النبي صلى الله عليه و سلم ثم بلغنا أن مسيلمة قد غلب على اليمامة وأن الأسود قد غلب على اليمن فلم يلبث إلا قليلا حتى ادعى طليحة النبوة وعسكر بسميراء واتبعه العوام واستكثف أمره وبعث حبال ابن أخيه إلى النبي صلى الله عليه و سلم يدعوه إلى الموادعة ويخبره خبره وقال حبال إن الذي يأتيه ذو النون فقال لقد سمى ملكا فقال حبال أنا ابن خويلد فقال النبي صلى الله عليه و سلم قتلك الله وحرمك الشهادة وحدثني عبيد الله بن سعد قال أخبرنا عمي يعقوب قال أخبرنا سيف قال وحدثنا سعيد بن عبيد عن حريث بن المعلى أن أول من كتب إلى النبي صلى الله عليه و سلم بخبر طليحة سنان بن أبي سنان وكان على بني مالك وكان قضاعي بن عمرو على بني الحارث حدثنا عبيد الله بن سعد قال أخبرنا عمي قال أخبرنا سيف قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه قال حاربهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرسل قال فأرسل إلى نفر من الأبناء رسولا وكتب إليهم أن يحاولوه وأمرهم أن يستنجدوا رجالا قد سماهم من بني تميم وقيس وأرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم ففعلوا ذلك وانقطعت سبل المرتدة وطعنوا في نقصان وأغلقهم واشتغلوا في أنفسهم فأصيب الأسود في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وقبل وفاته بيوم أو بليلة ولظ طليحة ومسيلمة وأشباههم بالرسل ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن أمر الله عز و جل والذب عن دينه فبعث وبر بن يحنس إلى فيروز وجشيش الديلمي وداذويه

20 KF2/206 İbnü’l-Esîr, Kâmil, II, 206.

إلى امرىء القيس، وهو جد سكينة بنت الحسين، فسار بوديعة إلى عمرو، فأقام لزميل، وإلى معاوية العذري، وتوسطت خيل أسامة ببلاد قضاعة فشن الغارة فيهم، فغنموا وعادوا سالمين.ذكر خبر طليحة الأسدي وكان طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة قد تنبأ في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوجه إليه النبي، صلى الله عليه وسلم، ضرار بن الأزور عاملاً على بني أسد وأمرهم بالقيام على من ارتد، فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه، فضربه بسيف، فلم يصنع فيه شيئاً، فظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه، فكثر جمعه. ومات النبي، صلى الله عليه وسلم، وهم على ذلك، فكان طليحة يقول: إن جبرائيل يأتيني، وسجع للناس الأكاذيب، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول: إن الله لا يصنع بتعفر وجوهم وتقبح أدباركم شيئاً، اذكروا الله أعفة قياماًن إلى غير ذلك، وتبعه كثير من العرب عصبيةً، فلهذا كان أكثر أتباعه من أسد وغطفان وطيء. فسارت فزارة وغطفان إلى جنوب طيبة، وأقامت طيء على حدود أراضيهم وأسد بسميراء، واجتمعت عبس وثعلبة ابن سعد ومرة بالأبرق من الربذة، واجتمع إليهم ناس من بني كنانة، فلم تحملهم البلاد فافترقوا فرقتين، أقامت فرقة بالأبرق، وسارت فرقة إلى ذي القصة، وأمدهم طليحة بأخيه حبال، فكان عليهم وعلى من معهم من الدئل وليث ومدلج، وأرسلوا إلى المدينة يبذلون الصلاة ويمنعون الزكاة، فقال أبو بكر: (والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه). وكان عقل الصدقة على أهل الصدقة وردهم، فرجع وفدهم، فأخبروهم بقلة من في المدينة وأطمعوهم فيها.وجعل أبو بكر بعد مسير الوفد على أنقاب المدينة علياً وطلحة والزبير وابن مسعود، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الغارة من العدو لقربهم، فما لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل وخلفوا بعضهم بذي حسى ليكونوا لهم ردءاً، فوافوا ليلاً الأنقاب وعليها المقاتلة فمنعوهم، وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر فأرسل إليهم أبو بكر أن الزموا أماكنكم ففعلوا، خرج إلى أهل المسجد

21 KF2/206 İbnü’l-Esîr, Kâmil, II, 206.

إلى امرىء القيس، وهو جد سكينة بنت الحسين، فسار بوديعة إلى عمرو، فأقام لزميل، وإلى معاوية العذري، وتوسطت خيل أسامة ببلاد قضاعة فشن الغارة فيهم، فغنموا وعادوا سالمين.ذكر خبر طليحة الأسدي وكان طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة قد تنبأ في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوجه إليه النبي، صلى الله عليه وسلم، ضرار بن الأزور عاملاً على بني أسد وأمرهم بالقيام على من ارتد، فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه، فضربه بسيف، فلم يصنع فيه شيئاً، فظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه، فكثر جمعه. ومات النبي، صلى الله عليه وسلم، وهم على ذلك، فكان طليحة يقول: إن جبرائيل يأتيني، وسجع للناس الأكاذيب، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول: إن الله لا يصنع بتعفر وجوهم وتقبح أدباركم شيئاً، اذكروا الله أعفة قياماًن إلى غير ذلك، وتبعه كثير من العرب عصبيةً، فلهذا كان أكثر أتباعه من أسد وغطفان وطيء. فسارت فزارة وغطفان إلى جنوب طيبة، وأقامت طيء على حدود أراضيهم وأسد بسميراء، واجتمعت عبس وثعلبة ابن سعد ومرة بالأبرق من الربذة، واجتمع إليهم ناس من بني كنانة، فلم تحملهم البلاد فافترقوا فرقتين، أقامت فرقة بالأبرق، وسارت فرقة إلى ذي القصة، وأمدهم طليحة بأخيه حبال، فكان عليهم وعلى من معهم من الدئل وليث ومدلج، وأرسلوا إلى المدينة يبذلون الصلاة ويمنعون الزكاة، فقال أبو بكر: (والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه). وكان عقل الصدقة على أهل الصدقة وردهم، فرجع وفدهم، فأخبروهم بقلة من في المدينة وأطمعوهم فيها.وجعل أبو بكر بعد مسير الوفد على أنقاب المدينة علياً وطلحة والزبير وابن مسعود، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الغارة من العدو لقربهم، فما لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل وخلفوا بعضهم بذي حسى ليكونوا لهم ردءاً، فوافوا ليلاً الأنقاب وعليها المقاتلة فمنعوهم، وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر فأرسل إليهم أبو بكر أن الزموا أماكنكم ففعلوا، خرج إلى أهل المسجد

22 BN6/344 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 344.

فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * الآية، قالوا: المراد بذلك أبو بكر وأصحابه، في قتالهم المرتدين، وما نعي الزكاة * وقال محمد بن إسحاق: ارتدت العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.ما خلا أهل المسجدين، مكة، والمدينة، وارتدت أسد وغطفان وعليهم طليحة بن خويلد الاسدي الكاهن، وارتدت كندة ومن يليها، وعليهم الاشعث بن قيس الكندي، وارتدت مذحج ومن يليها، وعليهم الاسود بن كعب العنسي الكاهن، وارتدت ربيعة مع المعرور بن النعمان بن المنذر، وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذاب * وارتدت سليم مع الفجأة، واسمه أنس بن عبد يا ليل، وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة * وقال القاسم بن محمد: اجتمعت أسد وغطفان وطئ على طليحة الاسدي، وبعثوا وفودا إلى المدينة، فنزلوا على وجوه الناس فأنزلوهم إلا العباس، فحملوا بهم إلى أبي بكر، على أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة، فعزم الله لابي بكر على الحق وقال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم (1)، فردهم فرجعوا إلى عشائرهم، فأخبروهم بقلة أهل المدينة، وطمعوهم فيها، فجعل أبو بكر الحرس على أنقاب المدينة، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد وقال: إن الارض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلة، وإنكم لا تدرون ليلا يأتون أم نهارا، وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم وقد أبينا عليهم، فاستعدوا وأعدوا فما لبثوا إلا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة، وخلفوا نصفهم بذي حسى (2) ليكونوا ردءا لهم، وأرسل الحرس إلى أبي بكر يخبرونه بالغارة، فبعث إليهم: أن ألزموا مكانكم.وخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم، فانفش العدو واتبعهم المسلمون على إبلهم، حتى بلغوا ذا حسى فخرج عليهم الردء فالتقوا معالجمع فكان الفتح وقد قال: أطعنا رسول الله ما كان وسطنا (3) * فيالعباد الله ما لابي بكر أيورثنا بكرا إذا مات بعده * وتلك لعمر الله قاصمة الظهر فهلا رددتم وفدنا بزمانه ؟ * وهلا خشيتم حس راعية البكر ؟ وإن التي سألوكمو فمنعتمو * لكالتمر أو أحلى إلي من التمر وفي جمادى الآخرة ركب الصديق في أهل المدينة وأمراء الانقاب، إلى من حول المدينة من الاعراب الذين أغاروا عليها، فلما تواجه هو وأعداؤه من بني عبس، وبني مرة، وذبيان، ومن ناصب معهم من بني كنانة، وأمدهم طليحة بابنه حبال، فلما تواجه القوم كانوا قد صنعوا مكيدة وهي أنهم عمدوا إلى أنحاء فنفخوها ثم أرسلوها من رؤوس الجبال، فلما رأتها إبل أصحاب

23 BN6/342 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 342.

ليلته، كما قال سيف بن عمر التميمي عن أبي القاسم الشنوي عن العلاء بن زيد (1) عن ابن عمر: أتى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا، فقال: قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين، قيل: ومن ؟ قال: فيروز فيرروز، وقد قيل: إن مدة ملكه منذ ظهر إلى أن قتل ثلاثة أشهر، ويقال: أربعة أشهر، فالله أعلم * وقال سيف بن عمر عن المستنير عن عروة عن الضحاك عن فيروز: قال: قتلنا الاسود، وعاد أمرنا في صنعاء كما كان إلا أنا أرسلنا إلى معاذ بن جبل فتراضينا عليه، فكان يصلي بنا في صنعاء، فوالله ما صلى بنا إلا ثلاثة أيام حتى أتانا الخبر بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتقضت الامور، وأنكرنا كثيرا مما كنا نعرف، واضطربت الارض، وقد قدمنا أن خبر العنسي جاء إلى الصديق في أواخر ربيع الاول بعدما جهز جيش أسامة، وقيل: بل جاءت البشارة إلى المدينة صبيحة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والاول أشهر والله أعلم * والمقصود أنه لم يجئهم فيما يتعلق بمصالحهم واجتماع كلمتهم وتأليف ما بينهم والتمسك بدين الاسلام إلا الصديق رضي الله عنه، وسيأتي إرساله إليهم من يمهد الامور التي اضطربت فيبلادهم ويقوي أيدي المسلمين، ويثبت أركان دعائم الاسلام فيهم، رضي الله عنهم * فصل في تصدي الصديق لقتال أهل الردة ومانعي الزكاة قد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي ارتدت احياء كثيرة من الاعراب، ونجم النفاق بالمدينة وانحاز إلى مسيلمة الكذاب بنو حنيفة وخلق كثير باليمامة، والتفت على طليحة الاسدي بنو أسد وطئ، وبشر كثير أيضا، وادعى النبوة أيضا كما أدعاها مسيلمة الكذاب، وعظم الخطب واشتدت الحال، ونفذ الصديق جيش أسامة، فقل الجند عند الصديق، فطمعت كثير من الاعراب في المدينة وراموا أن يهجموا عليها، فجعل الصديق على أنقاب المدينة حراسا يبيتون بالجيوش حولها، فمن أمراء الحرس علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وجعلت وفود العرب تقدم المدينة.يقرون بالصلاة ويمتنعون من أداء الزكاة، ومنهم من امتنع من دفعها إلى الصديق، وذكر أن منهم من احتج بقوله تعالى: * (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) * [ التوبة: 103 ] قالوا: فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا، وأنشد بعضهم: أطعنا رسول الله إذ كان بيننا * فواعجبا ما بال ملك أبي بكر وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى