Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 204

ipi dahi bana vermezlerse bundan dolayı onlarla savaşacağım.”24 Hz. Ebû Bekir"in bu sözü, öncelikle onun Peygamber Efendimizden sonra kendi egemenliğinin tanınmasını istediği anlamına gelmektedir. Ayrıca Hz. Ebû Bekir"in bu tavrı, hem dinden dönme hareketlerinin önlenmesi açısından hem de sahte peygamberlerin taraftarlarının artmasından hareketle yeni Müslüman olmuş bazı Arap kabilelerin isyana kalkışmasının önüne geçilmesi bakımından önem arz etmektedir.

Çevredeki birçok ayrılıkçı unsuru, menfaat peşinde koşan kabileleri harekete geçiren Tuleyha isyanı, artık Medine"yi tehdit etmeye başlamıştı. Bunun üzerine Hz. Ebû Bekir, Tuleyha üzerine gönderilen birliğin başına Hâlid b. Velîd"i tayin etti. Tuleyha ile Hâlid b. Velîd arasında çetin bir savaş oldu. Sonuçta Tuleyha"nın en güvendiği komutanı Uyeyne b. Hısn, en zor anında yedi yüz atlısı ile birlikte kendisini yalnız bırakarak savaştan çekildi.25 Tuleyha da kaçmak zorunda kaldı. Kaynakların verdiği bilgilere göre Tuleyha, daha sonra Hz. Ömer"e biat etti. Kâdisiye ve Nihâvend savaşlarında İslâm ordusu içinde yer aldı.26

Kaynaklarda verilen bilgiye göre İslâm tarihinde peygamberlik iddiasıyla ortaya çıkan bir diğer kişi de Temîm kabilesinden Secâh bnt. Hâris isimli bir kadındı. O da diğerleri gibi kâhindi.27 Tağlib kabilesine mensup olan bu kadın, aslında kendi kabilesi içinde Hıristiyan olarak büyümüştü.28 Hicretin dokuzuncu yılında Temîm kabilesinden bir grup, Hz. Peygamber"e gelerek Müslüman olmuştu.29 Fakat Resûlullah"ın ölüm haberi kendilerine ulaşınca, kabilenin bir kısmı İslâm"a bağlı kalsa da diğer bir kısmı dinden döndü.30 Tam bu ortamda Secâh, peygamberliğini ilân ederek Hz. Ebû Bekir"e savaş açtı.31

Secâh, Hz. Ebû Bekir"e savaş açmadan önce çevresindeki verimli toprakları ele geçirmek istedi ve bu amaçla Yemâme"ye yöneldi. Bu arada Yemâme reisi Müseylime"nin de peygamberliğini ilân ettiğini duymuştu. Müslümanlardan önce onu ortadan kaldırmayı ve Yemâme"ye hâkim olmayı amaçladı ve askerlerine orayı yakıp yıkmalarını emretti.32 Bu durumdan anında haberi olan Müseylime ise Secâh"ı barış yoluyla Yemâme"den uzaklaştırmanın yollarını aradı. Daha önce de Peygamber Efendimize teklif ettiği gibi hem peygamberlik makamını hem de Yemâme topraklarını paylaşma önerisinde bulunarak, “Bu toprakların yarısı bizimdir. Eğer âdil davransaydı diğer yarısı da Kureyş kabilesinin (Hz. Peygamber"in) olacaktı. Allah, Kureyş"in kabul etmediği bu diğer yarıyı sana verdi.” dedi.33

    

Dipnotlar

24 M124 Müslim, Îmân, 32;

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَبِى بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّى مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ » . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِى عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِى بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ . D1556 Ebû Dâvûd, Zekât, 1. حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَبِى بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَصَمَ مِنِّى مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ » . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِى عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِى بَكْرٍ لِلْقِتَالِ - قَالَ - فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعِقَالُ صَدَقَةُ سَنَةٍ وَالْعِقَالاَنِ صَدَقَةُ سَنَتَيْنِ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ عِقَالاً . وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ عَنَاقًا . قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ وَمَعْمَرٌ وَالزُّبَيْدِىُّ عَنِ الزُّهْرِىِّ فِى هَذَا الْحَدِيثِ لَوْ مَنَعُونِى عَنَاقًا . وَرَوَى عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ فِى هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ عَنَاقًا .

25 TB2/261 Taberî, Târîh, II, 261;

حليفا للأنصار طليعة حتى إذا دنوا من القوم خرج طليحة وأخوه سلمة ينظران ويسألان فأما سلمة فلم يمهل ثابتا أن قتله ونادى طليحة أخاه حين رأى أن قد فرغ من صاحبه أن أعني على الرجل فإنه آكل فاعتونا عليه فقتلاه ثم رجعا وأقبل خالد بالناس حتى مروا بثابت بن أقرم قتيلا فلم يفطنوا له حتى وطئته المطي بأخفافها فكبر ذلك على المسلمين ثم نظروا فإذا هم بعكاشة بن محصن صريعا فجزع لذلك المسلمون وقالو قتل سيدان من سادات المسلمين وفارسان من فرسانهم فانصرف خالد نحو طيء قال هشام قال أبو مخنف فحدثني سعد بن مجاهد عن المحل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بعثت إلى خالد بن الوليد أن سر إلي فأقم عندي أياما حتى ابعث إلى قبائل طيء فأجمع لك منهم أكثر ممن معك ثم أصحبك إلى عدوك قال فسار إلي قال هشام قال أبو مخنف حدثنا عبدالسلام بن سويد أن بعض الأنصار حدثه أن خالدا لما رأى ما بأصحابه من الجزع عند مقتل ثابت وعكاشة قال لهم هل لكم إلى أن أميل بكم إلى حي من أحياء العرب كثير عددهم شديدة شوكتهم لم يرتد منهم عن الإسلام أحد فقال له الناس ومن هذا الحي الذي تعني فنعم والله الحي هو قال لهم طيء فقالوا وفقك الله نعم الرأي رأيت فانصرف بهم حتى نزل بالجيش في طيء قال هشام حدثني جديل بن خباب النبهاني من بني عمرو بن أبي أن خالدا جاء حتى نزل على أرك مدينة سلمى قال هشام قال أبو مخنف حدثني إسحاق أنه نزل بأجأ ثم تعبى لحربه ثم سار حتى التقيا على بزاخة وبنو عامر على سادتهم وقادتهم قريبا يستمعون ويتربصون على من تكون الدبرة قال هشام عن أبي مخنف حدثني سعد بن مجاهد أنه سمع أشياخا من قومه يقولون سألنا خالدا أن نكفيه قيسا فإن بني أسد حلفاؤنا فقال والله ما قيس بأوهن الشوكتين اصمدوا إلى أي القبلتين أحببتم فقال عدي لو ترك هذا الدين أسرتي الأدنى فالأدنى من قومي لجاهدتهم عليه فأنا أمتنع من جهاد بني أسد لجلفهم لا لعمر الله لا أفعل فقال له خالد إن جهاد الفريقين جميعا جهاد لا تخالف رأي أصحابك امض إلى أحد الفريقين امض بهم إلى القوم الذين هم لقتالهم أنشط قال هشام عن أبي مخنف فحدثني عبدالسلام بن سويد أن خيل طيء كانت تلقى خيل بني أسد وفزارة قبل قدوم خالد عليهم فيتشامون ولا يقتتلون فتقول أسد وفزارة لا والله لا نبايع أبا الفصيل أبدا فتقول لهم خيل طيء أشهد ليقاتلنكم حتى تكنوه أبا الفحل الأكبر فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال حدثت أن الناس لما اقتتلوا قاتل عيينة مع طليحة في سبعمائة من بني فزارة قتالا شديدا وطليحة متلفف في كساء له بفناء بيت له من شعر يتنبأ لهم والناس يقتتلون فلما هزت عيينة الحرب وضرس القتال كر على طليحة فقال هل جاءك جبريل بعد قال لا قال فرجع فقاتل حتى إذا ضرس القتال وهزته الحرب كر عليه فقال لا أبا لك أجاءك جبريل بعد قال لا والله قال يقول عيينة حلفا حتى متى قد والله بلغ منا قال ثم رجع فقاتل حتى إذا بلغ كر عليه فقال هل جاءك جبريل BFS133 Belâzürî, Fütûhu’l-büldân, 133.بن بدر الفزارى ومنظور بن زبان بن سيار الفزارى أحد بنى العشراء في غطفان، فقاتلوهم قتالا شديدا.فانهزم المشركون، واتبعهم طلحة بن عبيد الله التيمى فلحقهم بأسفل ثنايا عوسجة، فقتل منهم رجلا، وفاته الباقون فأعجزوه هربا، فجعل خارجة بن حصن يقول: ويل للعرب من ابن أبى قحافة.ثم عقد أبو بكر وهو بالقصة لخالد بن الوليد بن المغيرة المخزومى على الناس، وجعل على الانصار ثابت بن قيس بن شماس الانصاري، وهو أحد من استشهد يوم اليمامة، إلا أنه كان من تحت يد خالد، وأمر خالدا أن يصمد لطليحة بن خويلد الاسدي، وكان قد ادعى النبوة، وهو يومئذ ببزاخة، وبزاخة ماء لبنى أسد ابن خزيمة.فسار إليه خالد وقدم أمامه عكاشة بن محصن الاسدي حليف بنى عبد شمس، وثابت بن أقرم البلوى حليف الانصار.فلقيهما حبالابن خويلد فقتلاه، وخرج طليحة وسلمة أخوه، وقد بلغهما الخبر، فلقيا عكاشة وثابتا فقتلاهما.فقال طليحة: ذكرت أخى لما عرفت وجوههم * وأيقنت أنى ثائر بحبال عشية غادرت ابن أقرم ثاويا * وعكاشة الغنمى عند مجال

26 BN7/133 İbn Kesîr, Bidâye, VII, 133;

ابن حمزة اللخمي، ثنا أبو علي الحرنازي قال: دخل هشام بن البحتري في ناس من بني مخزوم على عمر بن الخطاب فقال له: يا هشام أنشدني شعرك في خالد.فأنشده فقال: قصرت في الثناء على أبي سليمان رحمه الله، إنه كان ليحب أن يذل الشرك وأهله، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله.ثم قال عمر قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره.وقل للذي يبقى خلاف الذي مضى * تهيأ لاخرى مثلها فكأن قدي فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي * ولا موت من قد مات يوما بمخلدي ثم قال عمر: رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه.ولقد مات سعيدا وعاش حميدا ولكن رأيت الدهر ليس بقائل.طليحة بن خويلدابن نوفل بن نضلة بن الاشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمر بن قعير (1) بن الحارث بن ثعلبة بن داود (2) بن أسد بن خزيمة الاسدي الفقعسي، كان ممن شهد الخندق من ناحية المشركين، ثم أسلم سنة تسع، ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم ارتد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام الصديق، وادعى النبوة كما تقدم.وروى ابن عساكر أنه ادعى النبوة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ابنه خيال (3) قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله: ما اسم الذي يأتي إلى أبيك ؟ فقال: ذو النون الذي لا يكذب ولا يخون، ولا يكون كما يكون.فقال: لقد سمي ملكا عظيم الشأن، ثم قال لابنه: قتلك الله وحرمك الشهادة.ورده كما جاء.فقتل خيال في الردة في بعض الوقائع قتله عكشاة بن محصن ثم قتل طليحة عكاشة وله مع المسلمين وقائع.ثم خذله الله على يدي خالد بن الوليد، وتفرق جنده فهرب حتى دخل الشام فنزل على آل جفنة، فأقام عندهم حتى مات الصديق حياء منه، ثم رجع إلى الاسلام واعتمر، ثم جاء يسلم على عمر فقال له: اغرب عني فإنك قاتل الرجلين الصالحين، عكاشة بن محصن، وثابت بن أقرم، فقال: يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدي ولم يهني بأيديهما.فأعجب عمر كلامه ورضي عنه.وكتب له بالوصاة إلى الامراء أن يشاور ولا يولي شيئا من الامر ثم عاد إلى الشام مجاهدا فشهد اليرموك وبعض حروب كالقادسية ونهاوند الفرس، وكان من الشجعان المذكورين، والابطال المشهورين، وقد حسن إسلامه بعد هذا كله.وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال: كان يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب.وقال أبو نصر بن ماكولا: أسلم ثم ارتد ثم أسلم TB2/264 Taberî, Târîh, II, 264.بالله قط فتجاوز عنه أبو بكر وحقن له دمه حدثني السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن سهل بن يوسف قال أخذ المسلمون رجلا من بني أسد فأتي به خالد بالغمر وكان عالما بأمر طليحة فقال له خالد حدثنا عنه وعما يقول لكم فزعم أن مما أتى به والحمام واليمام والصرد الصوام قد صمن قبلكم بأعوام ليبلغن ملكنا العراق والشام حدثني السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن أبي يعقوب سعيد بن عبيد قال لما أرزى أهل الغمر إلى البزاخة قام فيهم طليحة ثم قال أمرت أن تصنعوا رحا ذات عرا يرمي الله بها من رمى يهوي عليها من هوى ثم عبى جنوده ثم قال ابعثوا فارسين على فرسين أدهمين من بني نصر بن قعين يأتيانكم بعين فبعثوا فارسين من بني قعين فخرج هو وسلمة طليعتين حدثنا السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن عبدالله بن سعيد بن ثابت بن الجذع عن عبدالرحمن بن كعب عمن شهد بزاخة من الأنصار قال لم يصب خالد على البزاخة عيلا واحدا كانت عيالات بني أسد محرزة وقال أبو يعقوب بين مثقب وفلج وكانت عيالات قيس بين فلج وواسط فلم يعد أن انهزموا فأقروا جميعا بالإسلام خشية على الذراري واتقوا خالدا بطلبته واستحقوا الأمان ومضى طليحة حتى نزل كلب على النقع فأسلم ولم يزل مقيما في كلب حتى مات أبو بكر وكان إسلامه هنالك حين بلغه أن أسدا وغطفان وعامرا قد أسلموا ثم خرج نحو مكة معتمرا في إمارة أبي بكر ومر بجنبات المدينة فقيل لأبي بكر هذا طليحة فقال ما أصنع به خلوا عنه فقد هداه الله للإسلام ومضى طليحة نحو مكة فقضى عمرته ثم أتى عمر إلى البيعة حين استخلف فقال له عمر أنت قاتل عكاشة وثابت والله لا أحبك أبدا فقال يا أمير المؤمنين ما تهم من رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما فبايعه عمر ثم قال له يا خدع ما بقي من كهانتك قال نفخة أو نفختان بالكير ثم رجع إلى دار قومه فأقام بها حتى خرج إلى العراق ذكر ردة هوازن وسليم وعامر حدثنا السري عن شعيب عن سيف عن سهل وعبدالله قالا أما بنو عامر فإنهم قدموا رجلا وأخروا أخرى ونظروا ما تصنع أسد وغطفان فلما أحيط بهم وبنو عامر على قادتهم وسادتهم كان قرة بن هبيرة في كعب ومن لافها وعلقمة بن علاثة في كلاب ومن لافها وقد كان علقمة أسلم ثم ارتد في أزمان النبي صلى الله عليه و سلم ثم خرج بعد فتح الطائف حتى لحق بالشأم فلما توفي النبي صلى الله عليه و سلم أقبل مسرعا حتى عسكر في بني كعب مقدما رجلا ومؤخرا أخرى وبلغ ذلك أبا بكر فبعث إليه سرية وأمر عليها القعقاع بن عمرو وقال يا قعقاع سر تغير على علقمة بن علاثة لعلك أن تأخذه لي أو تقتله واعلم أن شفاء الشق الحوص فاصنع ما عندك فخرج في تلك السرية حتى أغار على الماء الذي عليه علقمة وكان لا يبرح أن يكون على رجل فسابقهم على فرسه فسبقهم مراكضة وأسلم أهله وولده فانتسف امرأته وبناته ونساءه ومن أقام من الرجال فاتقوه بالإسلام فقدم بهم على أبي بكر فجحد ولده وزوجته أن يكونوا مالؤوا علقمة وكانوا مقيمين في الدار فلم يبلغه إلا ذلك وقالوا ما ذنبنا فيما صنع علقمة من ذلك فأرسلهم ثم أسلم فقبل ذلك منه

27 ZR1/310 Mes’ûdî, Mürûcu’z-zeheb, I, 310.

وقد أعرضنا عن ذكر كثير من الأخبار في هذا الكتاب طلباً للاختصار والإيجاز: منها خبر العَنْسِي الكذاب المعروف بعيهلة، وما كان من خبرا باليمن وصنعاء، وتنبئه ومقتله، وما كان من فيروز، وغيره من الأنباء في أمرهم، وخبر طليحة وتنبئه، وخبر سجاح بنت الحارث بن سويد، وقيل: بنت غطفان وتكنى أم صادر، وهي التي يقول فيها قيس بن عاصم:أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذًكْرَاناَوفيها يقول الشاعر:أضل اللّه سَعْيَ بني تميم ... كما ضلت بخطبتها سجاجوقد كانت مع ادعائها النبوة مكذبة بنبوة مسيلمة الكذاب، ثم آمنت بنبوته، وكانت قبل ادعائها النبوة متكهنة تزعم أن سبيلها سبيل سطيح وابن سلمة والمأمون الحارثي، وعمرو بن لُحَيٍّ، وغيرهم من الكهان، وصارت إلى مسيلمة فنكحها، وما كان من خبر مسيملمة كَذَّاب اليمامة، وحربه لخالد بن الوليد، وقتل وَحْشِيٍّ له مع رجل من الأنصار، وذلك في سنة إحدى عشرة، وما كان من أمره مع الأنصار في يوم سقيفة بني ساعدة والمهاجرين، وقول المنزر بن الْحُبَاب: أنا جُذَيلها المحكك وَعُذَيْقُهَا المرجَّب، أما واللّه إن شئتم لنعيدَنَّهَا جَذَعَة، وقصة سعد بن عبادة، وما كان من بشر بن سعد، وتخلي الأوس عن معاضدة سعد خوفاً أن يفوز بها الخزرج، وأخبار من قعد عن البيعة ومن بايع، وما قالت بنو هاشم، وما كان من قصة فدك، وما قاله

28 BN6/352 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 352.

وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم، وسأل منه أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة، فجهز معه جيشا، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلا قتله وأخذ ماله، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشا فرده، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع، فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط.قصة سجاح وبني تميم كانت بنو تميم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة، فمنهم من ارتد ومنع الزكاة، ومنهم من بعث بأموال الصدقات إلى الصديق، ومنهم من توقف لينظر في أمره، فبينما هم كذلك إذ أقبلت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من الجزيرة، وهي من نصارى العرب، وقد ادعت النبوة ومعها جنود من قومها ومن التف بهم، وقد عزموا على غزو أبي بكر الصديق، فلما مرت ببلاد بني تميم دعتهم إلى أمرها، فاستجاب لها عامتهم، وكان ممن استجاب لها مالك بن نويرة التميمي، وعطارد بن حاجب، وجماعة من سادات أمراء بني تميم، وتخلف آخرون منهم عنها، ثم اصطلحوا على أن لا حرب بينهم، إلا أن مالك بن نويرة لما وادعها ثناها عن عودها، وحرضها على بني يربوع، ثم اتفق الجميع على قتال الناس، وقالوا: بمن نبدأ ؟ فقالت لهم فيما تسجعه: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، ثم إنهم تعاهدوا على نصرها، فقال قائل منهم (1): أتتنا أخت تغلب في رجال (2) * جلائب من سراة بني أبينا وأرست دعوة فينا سفاها * وكانت من عمائر آخرينا فما كنا لنرزيهم زبالا * وما كانت لتسلم إذ أتينا ألا سفهت حلومكم وضلت * عشية تحشدون لها ثبيناوقال عطارد بن حاجب في ذلك: أمست نبيتنا أنثى نطيف بها * وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا ثم إن سجاح قصدت بجنودها اليمامة، لتأخذها من مسيلمة بن حبيب الكذاب، فهابه قومها، وقالوا: إنه قد استفحل أمره وعظم، فقالت لهم فيما تقوله: عليكم باليمامة * دفوا دفيف الحمامة * فأنها غزوة صرامة * لا تلحقكم بعدها ملامة * قال: فعمدوا لحرب مسيلمة، فلما سمع بمسيرها إليه خافها على بلاده، وذلك أنه مشغول بمقاتلة ثمامة بن أثال، وقد ساعده عكرمة بن أبي جهل بجنود المسلمين، وهم نازلون ببعض بلاده ينتظرون قدوم خالد كما سيأتي، فبعث إليها يستأمنها ويضمن لها أن يعطيها نصف الارض الذي كان لقريش لو عدلت، فقد رده

29 B7302 Buhârî, İ’tisâm, 5.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِى تَمِيمٍ ، أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِىِّ أَخِى بَنِى مُجَاشِعٍ ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِغَيْرِهِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلاَفِى . فَقَالَ عُمَرُ مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ . فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ ) إِلَى قَوْلِهِ ( عَظِيمٌ ) . قَالَ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ - وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِى أَبَا بَكْرٍ - إِذَا حَدَّثَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ حَدَّثَهُ كَأَخِى السِّرَارِ ، لَمْ يُسْمِعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ .

30 BN6/344 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 344.

فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * الآية، قالوا: المراد بذلك أبو بكر وأصحابه، في قتالهم المرتدين، وما نعي الزكاة * وقال محمد بن إسحاق: ارتدت العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.ما خلا أهل المسجدين، مكة، والمدينة، وارتدت أسد وغطفان وعليهم طليحة بن خويلد الاسدي الكاهن، وارتدت كندة ومن يليها، وعليهم الاشعث بن قيس الكندي، وارتدت مذحج ومن يليها، وعليهم الاسود بن كعب العنسي الكاهن، وارتدت ربيعة مع المعرور بن النعمان بن المنذر، وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذاب * وارتدت سليم مع الفجأة، واسمه أنس بن عبد يا ليل، وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة * وقال القاسم بن محمد: اجتمعت أسد وغطفان وطئ على طليحة الاسدي، وبعثوا وفودا إلى المدينة، فنزلوا على وجوه الناس فأنزلوهم إلا العباس، فحملوا بهم إلى أبي بكر، على أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة، فعزم الله لابي بكر على الحق وقال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم (1)، فردهم فرجعوا إلى عشائرهم، فأخبروهم بقلة أهل المدينة، وطمعوهم فيها، فجعل أبو بكر الحرس على أنقاب المدينة، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد وقال: إن الارض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلة، وإنكم لا تدرون ليلا يأتون أم نهارا، وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم وقد أبينا عليهم، فاستعدوا وأعدوا فما لبثوا إلا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة، وخلفوا نصفهم بذي حسى (2) ليكونوا ردءا لهم، وأرسل الحرس إلى أبي بكر يخبرونه بالغارة، فبعث إليهم: أن ألزموا مكانكم.وخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم، فانفش العدو واتبعهم المسلمون على إبلهم، حتى بلغوا ذا حسى فخرج عليهم الردء فالتقوا معالجمع فكان الفتح وقد قال: أطعنا رسول الله ما كان وسطنا (3) * فيالعباد الله ما لابي بكر أيورثنا بكرا إذا مات بعده * وتلك لعمر الله قاصمة الظهر فهلا رددتم وفدنا بزمانه ؟ * وهلا خشيتم حس راعية البكر ؟ وإن التي سألوكمو فمنعتمو * لكالتمر أو أحلى إلي من التمر وفي جمادى الآخرة ركب الصديق في أهل المدينة وأمراء الانقاب، إلى من حول المدينة من الاعراب الذين أغاروا عليها، فلما تواجه هو وأعداؤه من بني عبس، وبني مرة، وذبيان، ومن ناصب معهم من بني كنانة، وأمدهم طليحة بابنه حبال، فلما تواجه القوم كانوا قد صنعوا مكيدة وهي أنهم عمدوا إلى أنحاء فنفخوها ثم أرسلوها من رؤوس الجبال، فلما رأتها إبل أصحاب

31 BN6/352 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 352.

وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم، وسأل منه أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة، فجهز معه جيشا، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلا قتله وأخذ ماله، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشا فرده، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع، فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط.قصة سجاح وبني تميم كانت بنو تميم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة، فمنهم من ارتد ومنع الزكاة، ومنهم من بعث بأموال الصدقات إلى الصديق، ومنهم من توقف لينظر في أمره، فبينما هم كذلك إذ أقبلت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من الجزيرة، وهي من نصارى العرب، وقد ادعت النبوة ومعها جنود من قومها ومن التف بهم، وقد عزموا على غزو أبي بكر الصديق، فلما مرت ببلاد بني تميم دعتهم إلى أمرها، فاستجاب لها عامتهم، وكان ممن استجاب لها مالك بن نويرة التميمي، وعطارد بن حاجب، وجماعة من سادات أمراء بني تميم، وتخلف آخرون منهم عنها، ثم اصطلحوا على أن لا حرب بينهم، إلا أن مالك بن نويرة لما وادعها ثناها عن عودها، وحرضها على بني يربوع، ثم اتفق الجميع على قتال الناس، وقالوا: بمن نبدأ ؟ فقالت لهم فيما تسجعه: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، ثم إنهم تعاهدوا على نصرها، فقال قائل منهم (1): أتتنا أخت تغلب في رجال (2) * جلائب من سراة بني أبينا وأرست دعوة فينا سفاها * وكانت من عمائر آخرينا فما كنا لنرزيهم زبالا * وما كانت لتسلم إذ أتينا ألا سفهت حلومكم وضلت * عشية تحشدون لها ثبيناوقال عطارد بن حاجب في ذلك: أمست نبيتنا أنثى نطيف بها * وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا ثم إن سجاح قصدت بجنودها اليمامة، لتأخذها من مسيلمة بن حبيب الكذاب، فهابه قومها، وقالوا: إنه قد استفحل أمره وعظم، فقالت لهم فيما تقوله: عليكم باليمامة * دفوا دفيف الحمامة * فأنها غزوة صرامة * لا تلحقكم بعدها ملامة * قال: فعمدوا لحرب مسيلمة، فلما سمع بمسيرها إليه خافها على بلاده، وذلك أنه مشغول بمقاتلة ثمامة بن أثال، وقد ساعده عكرمة بن أبي جهل بجنود المسلمين، وهم نازلون ببعض بلاده ينتظرون قدوم خالد كما سيأتي، فبعث إليها يستأمنها ويضمن لها أن يعطيها نصف الارض الذي كان لقريش لو عدلت، فقد رده

32 EĞ21/38 Ebu’l-Ferec el-Isbahânî, Kitâbü’l-eğânî, XI, 38.

أن سجاح التميمية ادعت النبوة بعد وفاة رسول الله واجتمعت عليها بنو تميم فكان فيما ادعت أنه أنزل عليها يأيها المؤمنون المتقون لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يبغون واجتمعت بنو تميم كلها إليها لتنصرها وكان فيهم الأحنف بن قيس وحارثة بن بدر ووجوه تميم كلها وكان مؤذنها شبيب بن ربعي الرياحي فعمدت في جيشها إلى مسيلمة الكذاب وهو باليمامة وقالت يا معشر تميم اقصدوا اليمامة فاضربوا فيها كل هامة وأضرموا فيها نارا ملهامة حتى تتركوها سوداء كالحمامة وقالت لبني تميم إن الله لم يجعل هذا الأمر في ربيعة وإنما جعله في مضر فاقصدوا هذا الجمع فإذا فضضتموه كررتم على قريش فسارت في قومها وهم الدهم الداهم وبلغ مسيلمة خبرها فضاق بها ذرعا وتحصن في حجر حصن اليمامة وجاءت في جيوشها فأحاطت به فأرسل إلى وجوه قومه وقال ما ترون قالوا نرى أن نسلم هذا الأمر إليها وتدعنا فإن لم نفعل فهو البوار وكان مسيلمة ذا دهاء فقال سأنظر في هذا الأمر ثم بعث إليها إن الله تبارك وتعالى أنزل عليك وحيا وأنزل علي فهلمي نجتمع فنتدارس ما أنزل الله علينا فمن عرف الحق تبعه واجتمعنا فأكلنا العرب أكلا بقومي وقومك

33 TB2/270 Taberî, Târîh, II, 270;

فيمن تأشب إليه من بني عمرو فأسر الهذيل أسره رجل من بني مازن ثم أحد بني وبر يدعى ناشرة وأسر عقة أسره عبدة الهجيمي وتحاجزوا على أن يترادوا الأسرى وينصرفوا عنهم ولا يجتازوا عليهم ففعلوا فردوها وتوثقوا عليها وعليهما أن يرجعوا عنهم ولا يتخذوهم طريقا إلا من ورائهم فوفوا لهم ولم يزل في نفس الهذيل على المازني حتى إذا قتل عثمان بن عفان جمع جمعا فأغار على سفار وعليه بنو مازن فقتلته بنو مازن ورموا به في سفار ولما رجع الهذيل وعقة إليها واجتمع رؤساء أهل الجزيرة قالوا لها ما تأمريننا فقد صالح مالك ووكيع قومهما فلا ينصروننا ولا يزيدوننا على أن نجوز في أرضهم وقد عاهدنا هؤلاء القوم فقالت اليمامة فقالوا إن شوكة أهل اليمامة شديدة وقد غلظ أمر مسيلمة فقالت عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة فإنها غزوة صرامة لا يلحقكم بعدها ملامة فنهدت لبني حنيفة وبلغ ذلك مسيلمة فهابها وخاف إن هو شغل بها أن يغلبه ثمامة على حجر أو شرحبيل بن حسنة او القبائل التي حولهم فأهدى لها ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها فنزلت الجنود على ا لأمواه وأذنت له وآمنته فجاءها وافدا في أربعين من بني حنيفة وكانت راسخة في النصرانية قد علمت من علم نصارى تغلب فقال مسيلمة لنا نصف الأرض وكان لقريش نصفها لو عدلت وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش فحباك به وكان لها لو قبلت فقالت لا يرد النصف إلا من حنف فاحمل النصف إلى خيل تراها كالسهف فقال مسيلمة سمع الله لمن سمع وأطمعه بالخير إذ طمع ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع رآكم ربكم فحياكم ومن وحشة خلاكم ويوم دينه أنجاكم فأحياكم علينا من صلوات معشر أبرار لا أشقياء ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والأمطار وقال أيضا لما رأيت وجوههم حسنت وأبشارهم صفت وأيديهم طفلت قلت لهم لا النساء تأتون ولا الخمر تشربون ولكنكم معشر أبرار تصومون يوما وتكلفون يوما فسبحان الله إذا جاءت الحياة كيف تحيون وإلى ملك السماء ترقون فلو أنها حبة خردلة لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور ولأكثر الناس فيها الثبور وكان مما شرع لهم مسيلمة أن من أصاب ولدا واحد عقبا لا يأتي امرأة إلى أن يموت ذلك الابن فيطلب الولد حتى يصيب ابنا ثم يمسك فكان قد حرم النساء على من له ولد ذكر قال أبو جعفر وأما غير سيف ومن ذكرنا عنه هذا الخبر فإنه ذكر أن مسيلمة لما نزلت به سجاح أغلق الحصن دونها فقالت له سجاح انزل قال فنحي عنك أصحابك ففعلت فقال مسيلمة اضربوا لها قبة وجمروها لعلها تذكر الباه ففعلوا فلما دخلت القبة نزل مسيلمة فقال ليقف هاهنا عشرة وهاهنا عشرة ثم دارسها فقال ما أوحي إليك فقالت هل تكون النساء يبتدئن ولكن أنت قل ما أوحي إليك قال ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى قالت وماذا أيضا قال أوحي إلي أن الله خلق النساء أفراجا وجعل الرجال لهن أزواجا فنولج فيهن قعسا إيلاجا ثم نخرجها إذا نشاء إخراجا فينتجن لنا سخالا إنتاجا قالت أشهد أنك نبي قال هل لك أن أتزوجك فآكل بقومي وقومك العرب قالت نعم قال KF2/214 İbnü’l-Esîr, Kâmil, II, 214-215.قدم عليه عكرمة بن أبي جهل، فبينما الناس ببلاد تميم مسلمهم بإزاء من أراد الردة وارتاب إذ جاءتهم سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة. وكانت ورهطها في أخوالها من تغلب تقود أفناء ربيعة معها الهذيل بن عمران في بني تغلب، وكان نصرانياً، فترك دينه وتبعها، وعقة بن هلال في النمر، وزياد بن فلان في إياد، والسليل بن قيس في شيبان، فأتاهم أمر أعظم مما هم فيه لاختلافهم والتشاغل فيما بينهم.وكان سجاح تريد غزو أبي بكر، فأرسلت إلى مالك بن نويرة تطلب الموادعة، فأجابها وردها عن غزوها وحملها على أحياء من بني تميم، فأجابته وقالت: أنا امرأة من بني يربوع، فإن كان ملك فهو لكم. وهرب منها عطارد بن حاجب وسادة بني مالك وحنظلة إلى بني العنبر، وكرهوا ما صنع وكيع، وكان قد وادعها، وهرب منها أشباههم من بني يربوع وكرهوا ما صنع مالك بن نويرة، واجتمع مالك ووكيع وسجاح فسجعت لهم سجاح وقالت: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب. فساروا إليهم، فلقيهم ضبة وعبد مناة فقتل بينهم قتلى كثيرة وأسر بعضهم من بعض ثم تصالحوا، وقال قيس بن عاصم شعراً ظهر فيه ندمه على تخلفه عن أبي بكر بصدقته.ثم سارت سجاح في جنود الجزيرة حتى بلغت النباج، فأغار عليهم أوس ابن خزيمة الهجيمي في بني عمرو فأسر الهذيل وعقة، ثم اتفقوا على أن يطلق أسرى سجاح ولا يطأ أرض أوس ومن معه.ثم خرجت سجاح في الجنود وقصدت اليمامة وقالت: عليكم باليمامه، ودفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامه، لا يلحقكم بعدها ملامه. فقصدت بني حنيفة، فبلغ ذلك مسيلمة فخاف إن هو شغل بها أن يغلب ثمامة وشرحبيل بن حسنة والقبائل التي حولهم على حجر، وهي اليمامة، فأهدى لها ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها، فآمنته، فجاءها في أربعين من بني حنيفة، فقال مسيلمة: لنا نصف الأرض وكان لقريش نصفها لو (ص. 214)عدلت، وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش.وكان مما شرع لهم مسيلمة أن من أصاب ولداً واحداً ذكراً لا يأتي النساء حتى يموت ذلك الولد فيطلب الولد حتى يصيب ابناً ثم يمسك.وقيل: بل تحصن منها، فقالت له: انزل، فقال لها: أبعدي أصحابك. ففعلت، وقد ضرب لها قبة وخمرها لتذكر بطيب الريح الجماع، واجتمع بها، فقالت له: ما أوحى إليك ربك؟ فقال: ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمةً تسعى، بين سفاق وحشىً قالت: وماذا أيضاً؟ قال: إن الله خلق النساء أفراجاً، وجعل الرجال لهن أزواجاً، فتولج فيهن قعساً إيلاجاً، ثم تخرجها إذا تشاء إخراجاً، فينتجن لنا سخالاً إنتاجاً. قالت: أشهد أنك نبي. قال: هل لك أن أتزوجك وآكل بقومي وقومك العرب؟ قالت: نعم. قال:ألا قومي إلى النيك ... فقد هيي لك المضجعفإن شئت ففي البيت ... وإن شئت ففي المخدعوإن شئت سلقناك ... وإن شئت على أربعوإن شئت بثلثيه ... وإن شئت به أجمعقالت: بل به أجمع فإنه أجمع للشمل. قال: بذلك أوحي إلي. فأقامت عنده ثلاثاً ثم انصرفت إلى قومها، فقالوا لها: ما عندك؟ قالت: كان على الحق فتبعته وتزوجته. قالوا: هل أصدقك شيئاً؟ قالت: لا. قالوا: فارجعي فاطلبي الصداق؛ فرجعت. فلما رآها أغلق باب الحصن وقال: ما لك؟ قالت: أصدقني. قال: من مؤذنك؟ قالت: شبث بن ربعي الرياحي، فدعاه وقال له: ناد في أصحابك أن مسيلمة رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما جاءكم به محمد: صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة. فانصرفت ومعها أصحابها، منهم: عطارد بن حاجب وعمرو بن الأهتم وغيلان بن خرشة وشبث بن ربعي، فقال عطارد بن(ص. 215)