Hadislerle İslâm Cilt 7 Sayfa 206

Namazı gerekli görmüyor, zina ve içkiyi helâl kabul ediyordu. Bununla beraber Peygamber Efendimizin peygamber olduğuna da şahitlik ettiğini söylüyordu.43 Resûl-i Ekrem"in vefatından sonra halife seçilen Hz. Ebû Bekir, Müseylime fitnesini bastırmak için birlikler gönderdi. Fakat bu birlikler, Müseylime güçleri karşısında yenildiler. Bunun üzerine Hz. Ebû Bekir, Hâlid b. Velîd komutasında yeni bir ordu gönderdi. İki ordu Akrabâ" adı verilen yerde karşı karşıya geldi. Çok kalabalık olan Müseylime ordusu, muhacir ve ensardan oluşan İslâm ordusu karşısında çok güçlü bir direniş gösterdi. Hatta Hâlid b. Velîd"in eşi Ümmü Temîm ölüm tehlikesi atlattı.44 Kanlı çarpışmalardan sonra Müseylime"nin Vahşî b. Harb"in mızrağı45 veya ensardan bir kişinin kılıç darbesi ile öldürüldüğü zikredilir.46 Vahşî"nin, “Müseylime"yi hangimizin öldürdüğünü Rabbin bilir. Eğer onu ben öldürmüşsem insanların en hayırlısını (Hz. Hamza"yı) ve en şerlisini ben öldürmüş oldum.” sözü,47 onun, Müseylime"yi kendisinin öldürdüğünden emin olmadığını gösterir. Yemâme Savaşı"nda Müslümanların altı yüz kadar şehit, Müseylime ordusunun ise on bine yakın kayıp verdiği nakledilmektedir.48

Bütün sahte peygamberlerin nübüvvet iddiaları gibi başarıları da sahte ve geçici idi. Çünkü bu kişilerin etkinliği, İslâm"ın henüz gönüllere iyice yerleşmediği yerlerde, ortam ve şartları istismar ederek “kabile rekabeti, maddî menfaat, kâhinlik” gibi son derece etkili silahları ustaca kullanma kurnazlığından başka bir şey değildi. Özellikle kabile rekabeti, Araplarda bazen dinî inançlardan da üstün yer tutabiliyordu. Kureyş"ten çıkan bir peygambere tâbi olmaktansa, kendi kabileleri arasından çıkıp peygamberlik iddia eden birinin göstereceği yolda yürümeyi daha uygun görüyorlardı. Hâlid b. Velîd, Yemâme Savaşı"nda esir düşen bazı kişilere niçin Müseylime"ye tâbi olduklarını sorduğunda onların, “Sizden bir peygamber vardı, bizden de bir peygamber olsun diye düşündük.”49 şeklindeki cevabı, bu hususta yeterli fikir vermektedir. Talha en-Nemrî"nin, Müseylimetü"l-kezzâb"a bir kısım sorular sorup onun gerçek bir peygamber olmadığını anladıktan sonra söylediği, “Senin bir yalancı olduğuna şehâdet ederim; Muhammed ise doğruyu söylüyor. Fakat bizim için Rebîaoğulları"ndan bir yalancı, Mudar"ın doğruyu söyleyen peygamberinden daha sevimlidir.” sözü,50 onların kabile rekabet ve taassubunun derecesini göstermesi bakımından iyi bir örnektir.

Tuleyha, kendi kuvvetlerinin Hâlid b. Velîd komutasındaki ordu karşısında zor duruma düştüğünü görüp, feryat ederek, “Yazık size, sizi

    

Dipnotlar

43 BD5/331 Beyhakî, Delâilü’n-nübüvve, V, 331.

قال ابن إسحاق : فقال لي شيخ من أهل اليمامة من بني حنيفة أن حديثه كان على غير هذا ، زعم أن وفد بني حنيفة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلفوا مسيلمة في رحلهم ، فلما أسلموا ذكروا له مكانه ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وركابنا ، يحفظها لنا ، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر به للقوم ، وقال : » أما إنه ليس بأشركم مكانا « ، يعني لحفظه ضيعة أصحابه ، وذلك الذي يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم انصرفوا وجاءه بالذي أعطاه ، فلما قدموا اليمامة ارتد عدو الله ، وتنبأ ، وقال : إني أشركت في الأمر معه ، ألم يقل لكم حين ذكرتموني له : أما إنه ليس بأشركم مكانا ، وما ذاك إلا لما كان يعلم أني قد أشركت في الأمر معه ، ثم جعل يسجع السجاعات فيقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن : لقد أنعم الله على الحبلى ، أخرج منها نسمة تسعى بين صفاق وحشا ، ووضع عنهم الصلاة ، وأحل لهم الخمر والزنا ، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نبي ، فأصفقت معه حنيفة على ذلك ، قال ابن إسحاق : وقد كان مسيلمة بن حبيب كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك أما بعد : فإني قد أشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأمر ، ولقريش نصف الأمر ، ولكن قريش قوم يعتدون ، فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب . فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة : » بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين « ، وكان ذلك في آخر سنة

44 KF2/218 İbnü’l-Esîr, Kâmil, II, 219-220.

المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. قالوا لهم: ضعوا السلاح، فوضعوه ثم صلوا، وكان يعتذر في قتله أنه قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا وكذا. فقال له: أو ما تعده لك صاحباً؟ ثم ضرب عنقه.وقدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطلب بدم أخيه ويسأله أن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي وودى مالكاً من بيت المال. ولما قدم على عمر قال له: ما بلغ بك الوجد على أخيك؟ قال: بكيته حولاً حتى أسعدت عيني الذاهبة عيني الصحيحة، وما رأيت ناراً قط إلا كدت أنقطع أسفاً عليه لأنه كان يوقد ناره إلى الصبح مخافة أن يأتيه ضيف ولا يعرف مكانه. قال: فصفه لي. قال: كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثقال وهو بين المزادتين النضوختين في الليلة القرة وعليه شملة فلوت، معتقلاً رمحاً خطلاً، فيسري ليلته ثم يصبح وكأن وجهه فلقة قمر. قال: أنشدني بعض ما قلت فيه. فأنشده مرثيته التي يقول فيها:وكنا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعافلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماعٍ لم نبت ليلةً معاًفقال عمر: لو كنت أقول الشعر لرثيت أخي زيداً. فقال متمم: ولا سواء يا أمير المؤمنين، لو كان أخي صرع مصرع أخيك لما بكيته. فقال عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به.وفي هذه الوقعة قتل الوليد وأبو عبيدة ابنا عمارة بن الوليد، وهما ابنا أخي خالد، لهما صحبة.ذكر مسيلمة وأهل اليمامةقد ذكرنا فيما تقدم مجيء مسيلمة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما مات النبي، صلى الله عليه وسلم، وبعث أبو (ص. 218)بكر السرايا إلى المرتدين، أرسل عكرمة بن أبي جهل في عسكر إلى مسيلمة وأتبعه شرحبيل بن حسنة، فعجل عكرمة ليذهب بصوتها، فواقعهم فنكبوه، وأقام شرحبيل بالطريق حين أدركه الخبر، وكتب عكرمة إلى أبي بكر بالخبر. فكتب إليه أبو بكر: لا أرينك ولا تراني، لا ترجعن فتوهن الناس، امض إلى حذيفة وعرفجة فقاتل أهل عمان ومهرة، ثم تسير أنت وجندك تستبرون الناس حتى تلقى مهاجر بن أبي أمية باليمن وحضرموت. فكتب إلى شرحبيل بالمقام إلى أن يأتي خالد، فإذا فرغوا من مسيلمة تلحق بعمرو بن العاص تعينه على قضاعة. فلما رجع خالد من البطاح إلى أبي بكر واعتذر إليه قبل عذره ورضي عنه ووجهه إلى مسيلمة وأوعب معه المهاجرين والأنصار، وعلى الأنصار ثابت بن قيس بن شماس، وعلى المهاجرين أبو حذيفة وزيد بن الخطاب، وأقام خالد بالبطاح ينتظر وصول البعث إليه. فلما وصلوا إليه سار إلى اليمامة وبنو حنيفة يومئذٍ كثيرون كانت عدتهم أربعين ألف مقاتل، وعجل شرحبيل ابن حسنة، وبادر خالداً بقتال مسيلمة، فنكب، فلامه خالد، وأمد أبو بكر خالداً بسليط ليكون ردءاً له لئلا يؤتى من خلفه. وكان أبو بكر يقول: لا أستعمل أهل بدر، أدعهم حتى يلقوا الله بصالح أعمالهم، فإن الله يدفع بهم وبالصالحين أكثر مما ينتصر بهم. وكان عمر يرى استعمالهم على الجند وغيره.وكان مع مسيلمة نهارٌ الرجال بن عنفوة، وكان قد هاجر إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وقرأ القرآن، وفقه في الدين، وبعثه معلماً لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة، فكان أعظم فتنةً على بني حنيفة من مسيلمة، شهد أن محمداً، صلى الله عليه وسلم، يقول: إن مسيلمة قد أشرك معه، فصدقوه واستجابوا له، وكان مسيلمة ينتهي إلى أمره، وكان يؤذن له عبد الله بن النواجة، والذي يقيم له حجير بن عمير، فكان حجير يقول: أشهد أن مسيلمة يزعم أنه رسول الله. فقال له مسيلمة: أفصح حجير، فليس في المجمجمة خير. وهو أول من قالها.وكان مما جاء به وذكر أنه وحي: (يا ضفدع بنت ضفدع نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين).(ص. 219)وقال أيضاً: (والمبديات زرعاً، والحاصدات حصداً، والذاريات قمحاً، والطاحنات طحناً، والخابزات خبزاً، والثاردات ثرداً، واللاقمات لقماً إهالة وسمناً؛ لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المذر؛ ريقكم فامنعوه، والمعيي فأووه، والباغي فناوئوه). وأتته امرأة فقالت: إن نخلنا لسحيق، وإن آبارنا لجزرٌ، فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا محمد، صلى الله عليه وسلم، لأهل هزمان. فسأل نهاراً عن ذلك، فذكر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا لهم وأخذ من ماء آبارهم فتمضمض منه ومجه في الآبار ففاضت ماء وأنجيت كل نخلة وأطلعت فسيلاً قصيراً مكمماً، ففعل مسيلمة ذلك، فغار ماء الآبار ويبس النخل، وإنما ظهر ذلك بعد مهلكه.وقال له نهار: أمر يدك على أولاد بني حنيفة مثل محمد، ففعل وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم فقرع كل صبي مسح رأسه، ولثغ كل صبي حنكه، وإنما استبان ذلك بعد مهلكه.وقيل: جاءه طلحة النمري فسأله عن حاله، فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة، فقال: أشهد أنك الكاذب، وأن محمداً صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر. فقتل معه يوم عقرباء كافراً.ولما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء، وخرج إليه الناس وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثأراً لهم في بني عامر، فأخذه المسلمون وأصحابه، فقتلهم خالد واستبقاه لشرفه في بني حنيفة، وكانوا ما بين أربعين إلى ستين.وترك مسيلمة الأموال وراء ظهره، فقال شرحبيل بن مسيلمة: يا بني حنيفة قاتلوا فإن اليوم يوم الغيرة، فإن انهزمتم تستردف النساء سبيات، وينكحن غير خطيبات؛ فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم. فاقتتلوا بعقرباء وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وكانت قبله مع عبد الله بن حفص بن غانم، فقتل، فقالوا: تشى علينا من نفسك فقال: بئس حامل القرآن أنا إذاً! وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس، وكانت العرب على راياتهم، والتقى الناس، وكان أول من لقي المسلمين نهارٌ الرجال بن عنفوة فقتل، قتله زيد بن الخطاب (ص. 220)

45 B4072 Buhârî, Meğâzî, 24;

حَدَّثَنِى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِىِّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ الْخِيَارِ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِى عُبَيْدُ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِى وَحْشِىٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قُلْتُ نَعَمْ . وَكَانَ وَحْشِىٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِى ظِلِّ قَصْرِهِ ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ . قَالَ فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ ، فَسَلَّمْنَا ، فَرَدَّ السَّلاَمَ ، قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ ، مَا يَرَى وَحْشِىٌّ إِلاَّ عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَا وَحْشِىُّ أَتَعْرِفُنِى قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لاَ وَاللَّهِ إِلاَّ أَنِّى أَعْلَمُ أَنَّ عَدِىَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِى الْعِيصِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا بِمَكَّةَ ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ ، فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَكَأَنِّى نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ . قَالَ فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ أَلاَ تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِىِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ ، فَقَالَ لِى مَوْلاَىَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّى فَأَنْتَ حُرٌّ ، قَالَ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ - وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ - خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ ، فَلَمَّا اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ ، أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ - قَالَ - وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّى رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِى ، فَأَضَعُهَا فِى ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ - قَالَ - فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ ، حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلاَمُ ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولاً ، فَقِيلَ لِى إِنَّهُ لاَ يَهِيجُ الرُّسُلَ - قَالَ - فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآنِى قَالَ « آنْتَ وَحْشِىٌّ » . قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ « أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ » . قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ . قَالَ « فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّى » . قَالَ فَخَرَجْتُ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ لأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّى أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ - قَالَ - فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ - قَالَ - فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِى ثَلْمَةِ جِدَارٍ ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ - قَالَ - فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِى ، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ - قَالَ - وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ . قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ فَأَخْبَرَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ . BS17195 Beyhakî, es-Sünenü’l-kübrâ, VIII, 282.أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِى مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّى عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ : لَمَّا اسْتَخْلَفَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ الْعَرَبِ عَنِ الإِسْلاَمِ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ غَازِيًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ نَقْعًا مِنْ نَحْوِ النَّقِيعِ خَافَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ وَأَمَّرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ سَيْفَ اللَّهِ وَنَدَبَ مَعَهُ النَّاسَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ فِى ضَاحِيَةِ مُضَرَ فَيُقَاتِلَ مَنِ ارْتَدَّ مِنْهُمْ عَنِ الإِسْلاَمِ ثُمَّ يَسِيرَ إِلَى الْيَمَامَةِ فَيُقَاتِلَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ فَسَارَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَاتَلَ طُلَيْحَةَ الْكَذَّابَ الأَسَدِىَّ فَهَزَمَهُ اللَّهُ وَكَانَ قَدِ اتَّبَعَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ يَعْنِى الْفَزَارِىَّ فَلَمَّا رَأَى طُلَيْحَةُ كَثْرَةَ انْهِزَامِ أَصْحَابِهِ قَالَ وَيْلَكُمْ مَا يَهْزِمُكُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَا أُحَدِّثُكَ مَا يَهْزِمُنَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا رَجُلٌ إِلاَّ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ صَاحِبُهُ قَبْلَهُ وَإِنَّا لَنَلْقَى قَوْمًا كُلُّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ وَكَانَ طُلَيْحَةُ شَدِيدَ الْبَأْسِ فِى الْقِتَالِ فَقَتَلَ طُلَيْحَةُ يَوْمَئِذٍ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَابْنَ أَقْرَمَ فَلَمَّا غَلَبَ الْحَقُّ طُلَيْحَةَ تَرَجَّلَ ثُمَّ أَسْلَمَ وَأَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَرَكِبَ يَسِيرُ فِى النَّاسِ آمِنًا حَتَّى مَرَّ بِأَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَكَّةَ فَقَضَى عُمْرَتَهُ وَمَضَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قِبَلَ الْيَمَامَةِ حَتَّى دَنَا مِنْ حِىٍّ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فِيهِمْ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ وَكَانَ قَدْ صَدَّقَ قَوْمَهُ فَلَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمْسَكَ الصَّدَقَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ سَرِيَّةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِى قَتْلِ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ قَالَ وَمَضَى خَالِدٌ قِبَلَ الْيَمَامَةِ حَتَّى قَاتَلَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِى حَنِيفَةَ فَاسْتَشْهَدَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ خَالِدٍ أُنَاسًا كَثِيرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَهَزَمَ اللَّهُ مُسَيْلِمَةَ وَمَنْ مَعَهُ وَقَتَلَ مُسَيْلِمَةَ يَوْمَئِذٍ مَوْلًى مِنْ مَوَالِى قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهُ وَحْشِىٌّ.

46 HM16174 İbn Hanbel, III, 501.

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو الضَّمْرِيِّ قَالَخَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قُلْتُ نَعَمْ وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ قَالَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ قَالَ فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ ابْنَةُ أَبِي الْعِيصِ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَهُ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ قَالَ فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيٍّ بِبَدْرٍ فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ يَوْمَ عِينِينَ قَالَ وَعِينِينُ جُبَيْلٌ تَحْتَ أُحُدٍ وَبَيْنَهُ وَادٍ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ فَلَمَّا أَنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ قَالَ خَرَجَ سِبَاعٌ مَنْ مُبَارِزٌ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ سِبَاعُ بْنُ أُمِّ أَنْمَارٍ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ وَأَكْمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ حَتَّى إِذَا مَرَّ عَلَيَّ فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ قَالَ فَكَانَ ذَلِكَ الْعَهْدُ بِهِ قَالَ فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ قَالَ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ لَا يَهِيجُ لِلرُّسُلِ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ أَنْتَ وَحْشِيٌّ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ قَالَ قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنْ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذْ قَالَ مَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ قَالَ فَرَجَعْتُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قَالَ قُلْتُ لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ قَالَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرٌ رَأْسُهُ قَالَ فَأَرْمِيهِ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ قَالَ وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ

47 BS18698 Beyhakî, es-Sünenü’l-kübrâ, IX, 164.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ : مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِى سَلَمَةَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو الضَّمْرِىِّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِى عُبَيْدُ اللَّهِ : هَلْ لَكَ فِى وَحْشِىٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِى رِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِىُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ الْخِيَارِ كَذَا فِى كِتَابِى قَالَ أَقْبَلْنَا مِنَ الرُّومِ فَلَمَّا قَرُبْنَا مِنْ حِمْصَ قُلْنَا لَوْ مَرَرْنَا بِوَحْشِىٍّ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ فَلَقِينَا رَجُلاً فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ هُوَ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْخَمْرُ فَإِنْ أَدْرَكْتُمَاهُ وَهُوَ صَاحٍ لَمْ تَسْأَلاَهُ عَنْ شَىْءٍ إِلاَّ أَخْبَرَكُمَا وَإِنْ أَدْرَكْتُمَاهُ شَارِبًا فَلاَ تَسْأَلاَهُ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ قَدْ أُلْقِىَ لَهُ شَىْءٌ عَلَى بَابِهِ وَهُوَ جَالِسٌ صَاحٍ فَقَالَ : ابْنُ الْخِيَارِ؟ قُلْتُ : نَعَمْ. قَالَ : مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ حَمَلْتُكَ إِلَى أُمِّكَ بِذِى طُوًى إِذْ وَضَعَتْكَ فَرَأَيْتُ قَدَمَيْكَ فَعَرَفْتُهُمَا قَالَ قُلْتُ جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ سَأُحَدِّثُكُمَا كَمَا حَدَّثْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ سَأَلَنِى كُنْتُ عَبْدًا لآلِ مُطْعِمٍ فَقَالَ لِى ابْنُ أَخِى مُطْعِمٍ : إِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّى فَأَنْتَ حُرٌّ فَانْطَلَقْتُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعِى حَرْبَتِى وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ أَلْعَبُ بِهَا لَعِبَهُمْ فَخَرَجْتُ يَوْمَئِذٍ مَا أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ أَحَدًا وَلاَ أُقَاتِلَهُ إِلاَّ حَمْزَةَ فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِحَمْزَةَ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَوْرَقُ مَا يُرْفَعُ لَهُ أَحَدٌ إِلاَّ قَمَعَهُ بِالسَّيْفِ فَهِبْتُهُ وَبَادَرَنِى إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِى وَلَدِ سِبَاعٍ فَسَمِعْتُ حَمْزَةَ يَقُولُ : إِلَىَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ فَشَدَّ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ وَجَعَلْتُ أَلُوذُ مِنْهُ فَلُذْتُ مِنْهُ بِشَجَرَةٍ وَمَعِى حَرْبَتِى حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ هَزَزْتُ الْحَرْبَةَ حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا ثُمَّ أَرْسَلْتُهَا فَوَقَعَتْ بَيْنَ ثَنْدُوَتَيْهِ وَنَهَزَ لِيَقُومَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَقَتَلْتُهُ ثُمَّ أَخَذْتُ حَرْبَتِى مَا قَتَلْتُ أَحَدًا وَلاَ قَاتَلْتُهُ فَلَمَّا جِئْتُ عَتَقْتُ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرَدْتُ الْهَرَبَ مِنْهُ أُرِيدُ الشَّامَ فَأَتَانِى رَجُلٌ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا وَحْشِىُّ وَاللَّهِ مَا يَأْتِى مُحَمَّدًا أَحَدٌ يَشْهَدُ بِشَهَادَتِهِ إِلاَّ خَلَّى عَنْهُ فَانْطَلَقْتُ فَمَا شَعَرَ بِى إِلاَّ وَأَنَا وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ أَشْهَدُ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ فَقَالَ :« أَوَحْشِىٌّ؟ ». قُلْتُ : وَحْشِىٌّ. قَالَ :« وَيْحَكَ حَدِّثْنِى عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ». فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُ كَمَا حَدَّثْتُكُمَا فَقَالَ :« وَيْحَكَ يَا وَحْشِىُّ غَيِّبْ عَنِّى وَجْهَكَ فَلاَ أَرَاكَ ». فَكُنْتُ أَتَّقِى أَنْ يَرَانِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُسَيْلِمَةَ مَا كَانَ وَابْتُعِثَ إِلَيْهِ الْبَعْثُ ابْتُعِثْتُ مَعَهُ وَأَخَذْتُ حَرْبَتِى فَالْتَقَيْنَا فَبَادَرْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ فَإِنْ كُنْتُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَشَرَّ النَّاسِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : كُنْتُ فِى الْجَيْشِ يَوْمَئِذٍ فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ فِى مُسَيْلِمَةَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ. لَفْظُ حَدِيثِ أَبِى دَاوُدَ وَحَدِيثُ حُجَيْنٍ بِمَعْنَاهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ لَمْ يَذْكُرْ حَدِيثَ الشُّرْبِ وَلاَ قَوْلِهِ إِنْ كُنْتُ قَتَلْتُهُ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ : مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُجَيْنِ بْنِ الْمُثَنَّى.

48 BN6/357 İbn Kesîr, Bidâye, VI, 357.

وجعلت الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: يا أصحاب سورة البقرة، بطل السحر اليوم، وحفر ثابت بن قيس لقدميه في الارض إلى أنصاف ساقيه، وهو حامل لواء الانصار بعدما تحنط وتكفن،فلم يزل ثابتا حتى قتل هناك، وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة: أتخشى أن نؤتى من قبلك ؟ فقال: بئس حامل القرآن أنا إذا، وقال زيد بن الخطاب: أيها الناس عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدما، وقال: والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله فأكلمه بحجتي، فقتل شهيدا رضي الله عنه * وقال أبو حذيفة: يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال، وحمل فيهم حتى أبعدهم وأصيب رضي الله عنه، وحمل خالد بن الوليد حتى جاوزهم، وسار لجبال مسيلمة وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله، ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا البراز، وقال: أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين - وكان شعارهم يومئذ يا محمداه - وجعل لا يبرز لهم أحد إلا قتله، ولا يدنو منه شئ إلا أكله، ودارت رحى المسلمين ثم اقترب من مسيلمة فعرض عليه النصف والرجوع إلى الحق، فجعل شيطان مسيلمة يلوي عنقه، لا يقبل منه شيئا، وكلما أراد مسيلمة يقارب من الامر صرفه عنه شيطانه، فانصرف عنه خالد وقد ميز خالد المهاجرين من الانصار من الاعراب، وكل بني أب على رايتهم، يقاتلون تحتها، حتى يعرف الناس من أين يؤتون، وصبرت الصحابة في هذا الموطن صبرا لم يعهد مثله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى فتح الله عليهم، وولى الكفار الادبار، واتبعوهم يقتلون في أقفائهم، ويضعون السيوف في رقابهم حيث شاءوا، حتى ألجأوهم إلى حديقة الموت، وقد أشار عليهم محكم اليمامة - وهو محكم بن الطفيل لعنه الله - بدخولها، فدخلوها وفيها عدو الله مسيلمة لعنه الله، وأدرك عبد الرحمن بن أبي بكر محكم بن الطفيل فرماه بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله (1)، وأغلقت بنو حنيفة الحديقة عليهم، وأحاط بهم الصحابة، وقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة، فاحتملوه فوق الجحف ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة، حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنه الله، وإذا هو واقف في ثلمة جدار كأنه جمل أورق، وهو يريد يتساند، لا يعقل من الغيظ، وكان إذا اعتراه شيطانه أزبد حتى يخرج الزبد من شدقيه، فتقدم إليه وحشي بن حرب مولى جبير بنمطعم - قاتل حمزة - فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة، فضربه بالسيف فسقط، فنادت امرأة من القصر: وا أمير الوضاءة، قتله العبد الاسود، فكان جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبا من عشرة آلاف مقاتل، وقيل: أحد وعشرون ألفا (2)، وقتل من المسلمين ستمائة، وقيل: خمسمائة (3)، فالله أعلم، وفيهم من

49 TB2/277 Taberî, Târîh, II, 278.

انتهت حتى وضعت جرانها لانتهائها فحكت به الأرض حتى أنشبت عروقا ثم قطعت من دون ذلك فعادت فسيلا مكمما ينمى صاعدا قال وكيف صنع بالآبار قال دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض بفمه منه ثم مجه فيه فانطلقوا به حتى فرغوه في تلك الآبار ثم سقوه نخلهم ففعل النبي ما حدثتك وبقي الآخر إلى انتهائه فدعا مسيلمة بدلو من ماء فدعا لهم فيه ثم تمضمض منه ثم مج فيه فنقلوه فأفرغوه في آبارهم فغارت مياه تلك الآبار وخوى نخلهم وإنما استبان ذلك بعد مهلكه وقال له نهار برك على مولودي بني حنيفة فقال له وما التبريك قال كان أهل الحجاز إذا ولد فيهم المولود أتوا به محمدا صلى الله عليه و سلم فحنكه ومسح رأسه فلم يؤت مسيلمة بصبي فحنكه ومسح راسه إلا قرع ولثغ واستبان ذلك بعد مهلكه وقالوا تتبع حيطانهم كما كان محمد صلى الله عليه و سلم يصنع فصل فيها فدخل حائطا من حوائط اليمامة فتوضأ فقال نهار لصاحب الحائط ما يمنعك من وضوء الرحمن فتسقي به حائطك حتى يروى ويبتل كما صنع بنو المهرية أهل بيت من بني حنيفة وكان رجل من المهرية قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ وضوءه فنقله معه إلى اليمامة فأفرغه في بئره ثم نزع وسقى وكانت أرضه تهوم فرويت وجزأت فلم تلف إلا خضراء مهتزة ففعل فعادت يبابا لا ينبت مرعاها وأتاه رجل فقال ادع الله لأرضي فإنها مسبخة كما دعا محمد صلى الله عليه و سلم لسلمي على أرضه فقال ما يقول يا نهار فقال قدم عليه سلمي وكانت ارضه سبخة فدعا له وأعطاه سجلا من ماء ومج له فيه فأفرغه في بئره ثم نزع فطابت وعذبت ففعل مثل ذلك فانطلق الرجل ففعل بالسجل كما فعل سلمي فغرقت أرضه فما جف ثراها ولا أدرك ثمرها وأتته امرأة فاستجلبته إلى نخل لها يدعو لها فيها فجزت كبائسها يوم عقرباء كلها وكانوا قد علموا واستبان لهم ولكن الشقاء غلب عليهم كتب إلي السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن خليد بن ذفرة النمري عن عمير بن طلحة النمري عن أبيه أنه جاء اليمامة فقال أين مسيلمة قالوا مه رسول الله فقال لا حتى أراه فلما جاءه قال أنت مسيلمة قال نعم قال من يأتيك قال رحمن قال أفي نور أو في ظلمة فقال في ظلمة فقال أشهد أنك كذاب وأن محمدا صادق ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر فقتل معه يوم عقرباء كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن الكلبي مثله إلا أنه قال كذاب ربيعة أحب إلي من كذاب مضر وكتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن طلحة بن الأعلم عن عبيد بن عمير عن رجل منهم قال لما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء واستنفر الناس فجعل الناس يخرجون إليه وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثأرا له في بني عامر وبني تميم قد خاف فواته وبادر به الشغل فأما ثأره في بني عامر فكانت خولة ابنة جعفر فيهم فمنعوه منها فاختلجها وأما ثأره في بني تميم فنعم أخذوا له واستقبل (ص. 277) خالد شرحبيل بن حسنة فقدمه وأمر على المقدمة خالد بن فلان المخزومي وجعل على المجنبتين زيدا وأبا حذيفة وجعل مسيلمة على مجنبتيه المحكم والرجال فسار خالد ومعه شرحبيل حتى إذا كان من عسكر مسيلمة على ليلة هجم على جبيلة هجوم المقلل يقول أربعين والمكثر يقول ستين فإذا هو مجاعة وأصحابه وقد غلبهم الكرى وكانوا راجعين من بلاد بني عامر قد طووا إليهم واستخرجوا خولة ابنة جعفر فهي معهم فعرسوا دون أصل الثنية ثنية اليمامة فوجدوهم نياما وأرسان خيولهم بأيديهم تحت خدودهم وهم لا يشعرون بقرب الجيش منهم فأنبهوهم وقالوا من أنتم قالوا هذا مجاعة وهذه حنيفة قالوا وأنتم فلا حياكم الله فأوثقوهم وأقاموا إلى أن جاءهم خالد بن الوليد فأتوه بهم فظن خالد أنهم جاءوه ليستقبلوه وليتقوه بحاجته فقال متى سمعتم بنا قالوا ما شعرنا بك إنما خرجنا لثأر لنا فيمن حولنا من بني عامر وتميم ولو فطنوا لقالوا تلقيناك حين سمعنا بك فأمر بهم أن يقتلوا فجادوا كلهم بأنفسهم دون مجاعة بن مرارة وقالوا إن كنت تريد بأهل اليمامة غدا خيرا أو شرا فاستبق هذا ولا تقتله فقتلهم خالد وحبس مجاعة عنده كالرهينة كتب إلي السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن طلحة عن عكرمة عن أبي هريرة وعبدالله بن سعيد عن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قد كان أبو بكر بعث إلى الرجال فأتاه فأوصاه بوصيته ثم أرسله إلى أهل اليمامة وهو يرى أنه على الصدق حين أجابه قالا قال أبو هريرة جلست مع النبي صلى الله عليه و سلم في رهط معنا الرجال ابن عنفوة فقال إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من أحد فهلك القوم وبقيت أنا والرجال فكنت متخوفا لها حتى خرج الرجال مع مسيلمة فشهد له بالنبوة فكانت فتنة الرجال أعظم من فتنة مسيلمة فبعث إليهم أبو بكر خالدا فسار حتى إذا بلغ ثنية اليمامة استقبل مجاع بن مرارة وكان سيد بني حنيفة في جبل من قومه يريد الغارة على بني عامر ويطلب دما وهم ثلاثة وعشرون فارسا ركبانا قد عرسوا فبيتهم خالد في معرسهم فقال متى سمعتم بنا فقالوا ما سمعنا بكم إنما خرجنا لنثأر بدم لنا في بني عامر فأمر بهم خالد فضربت أعناقهم واستحيا مجاعة ثم سار إلى اليمامة فخرج مسيلمة وبنو حنيفة حين سمعوا بخالد فنزلوا بعقرباء فحل بها عليهم وهي طرف اليمامة دون الأموال وريف اليمامة وراء ظهورهم وقال شرحبيل بن مسيلمة يا بني حنيفة اليوم يوم الغيرة اليوم إن هزمتم تستردف النساء سبيات وينكحن غير خطيبات فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم فاقتتلوا بعقرباء وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة فقالوا تخشى علينا من نفسك شيئا فقال بئس حامل القرآن أنا إذا وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس وكانت العرب على راياتها ومجاعة أسير مع أم تميم في فسطاطها فجال المسلمون جولة ودخل أناس من بني حنيفة على أم تميم فأرادوا قتلها فمنعها مجاعة قال أنا لها جار فنعمت الحرة هي فدفعهم عنها وتراد المسلمون فكروا عليهم فانهزمت بنو حنيفة فقال المحكم بن الطفيل يا بني حنيفة ادخلوا الحديقة فإني سأمنع أدباركم فقاتل دونهم ساعة ثم قتله الله قتله عبدالرحمن بن أبي بكر ودخل الكفار الحديقة وقتل وحشي مسيلمة وضربه رجل من الأنصار فشاركه فيه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق بنحو حديث سيف هذا غير أنه قال دعا خالد بمجاعة ومن أخذ معه حين أصبح فقال يا بني حنيفة ما تقولون قالوا نقول منا نبي ومنكم نبي فعرضهم على السيف حتى إذا بقي منهم رجل يقال له سارية بن عامر ومجاعة بن مرارة قال له سارية أيها (ص. 278)

50 TB2/277 Taberî, Târîh, II, 277.

انتهت حتى وضعت جرانها لانتهائها فحكت به الأرض حتى أنشبت عروقا ثم قطعت من دون ذلك فعادت فسيلا مكمما ينمى صاعدا قال وكيف صنع بالآبار قال دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض بفمه منه ثم مجه فيه فانطلقوا به حتى فرغوه في تلك الآبار ثم سقوه نخلهم ففعل النبي ما حدثتك وبقي الآخر إلى انتهائه فدعا مسيلمة بدلو من ماء فدعا لهم فيه ثم تمضمض منه ثم مج فيه فنقلوه فأفرغوه في آبارهم فغارت مياه تلك الآبار وخوى نخلهم وإنما استبان ذلك بعد مهلكه وقال له نهار برك على مولودي بني حنيفة فقال له وما التبريك قال كان أهل الحجاز إذا ولد فيهم المولود أتوا به محمدا صلى الله عليه و سلم فحنكه ومسح رأسه فلم يؤت مسيلمة بصبي فحنكه ومسح راسه إلا قرع ولثغ واستبان ذلك بعد مهلكه وقالوا تتبع حيطانهم كما كان محمد صلى الله عليه و سلم يصنع فصل فيها فدخل حائطا من حوائط اليمامة فتوضأ فقال نهار لصاحب الحائط ما يمنعك من وضوء الرحمن فتسقي به حائطك حتى يروى ويبتل كما صنع بنو المهرية أهل بيت من بني حنيفة وكان رجل من المهرية قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ وضوءه فنقله معه إلى اليمامة فأفرغه في بئره ثم نزع وسقى وكانت أرضه تهوم فرويت وجزأت فلم تلف إلا خضراء مهتزة ففعل فعادت يبابا لا ينبت مرعاها وأتاه رجل فقال ادع الله لأرضي فإنها مسبخة كما دعا محمد صلى الله عليه و سلم لسلمي على أرضه فقال ما يقول يا نهار فقال قدم عليه سلمي وكانت ارضه سبخة فدعا له وأعطاه سجلا من ماء ومج له فيه فأفرغه في بئره ثم نزع فطابت وعذبت ففعل مثل ذلك فانطلق الرجل ففعل بالسجل كما فعل سلمي فغرقت أرضه فما جف ثراها ولا أدرك ثمرها وأتته امرأة فاستجلبته إلى نخل لها يدعو لها فيها فجزت كبائسها يوم عقرباء كلها وكانوا قد علموا واستبان لهم ولكن الشقاء غلب عليهم كتب إلي السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن خليد بن ذفرة النمري عن عمير بن طلحة النمري عن أبيه أنه جاء اليمامة فقال أين مسيلمة قالوا مه رسول الله فقال لا حتى أراه فلما جاءه قال أنت مسيلمة قال نعم قال من يأتيك قال رحمن قال أفي نور أو في ظلمة فقال في ظلمة فقال أشهد أنك كذاب وأن محمدا صادق ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر فقتل معه يوم عقرباء كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن الكلبي مثله إلا أنه قال كذاب ربيعة أحب إلي من كذاب مضر وكتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن طلحة بن الأعلم عن عبيد بن عمير عن رجل منهم قال لما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء واستنفر الناس فجعل الناس يخرجون إليه وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثأرا له في بني عامر وبني تميم قد خاف فواته وبادر به الشغل فأما ثأره في بني عامر فكانت خولة ابنة جعفر فيهم فمنعوه منها فاختلجها وأما ثأره في بني تميم فنعم أخذوا له واستقبل (ص. 277) خالد شرحبيل بن حسنة فقدمه وأمر على المقدمة خالد بن فلان المخزومي وجعل على المجنبتين زيدا وأبا حذيفة وجعل مسيلمة على مجنبتيه المحكم والرجال فسار خالد ومعه شرحبيل حتى إذا كان من عسكر مسيلمة على ليلة هجم على جبيلة هجوم المقلل يقول أربعين والمكثر يقول ستين فإذا هو مجاعة وأصحابه وقد غلبهم الكرى وكانوا راجعين من بلاد بني عامر قد طووا إليهم واستخرجوا خولة ابنة جعفر فهي معهم فعرسوا دون أصل الثنية ثنية اليمامة فوجدوهم نياما وأرسان خيولهم بأيديهم تحت خدودهم وهم لا يشعرون بقرب الجيش منهم فأنبهوهم وقالوا من أنتم قالوا هذا مجاعة وهذه حنيفة قالوا وأنتم فلا حياكم الله فأوثقوهم وأقاموا إلى أن جاءهم خالد بن الوليد فأتوه بهم فظن خالد أنهم جاءوه ليستقبلوه وليتقوه بحاجته فقال متى سمعتم بنا قالوا ما شعرنا بك إنما خرجنا لثأر لنا فيمن حولنا من بني عامر وتميم ولو فطنوا لقالوا تلقيناك حين سمعنا بك فأمر بهم أن يقتلوا فجادوا كلهم بأنفسهم دون مجاعة بن مرارة وقالوا إن كنت تريد بأهل اليمامة غدا خيرا أو شرا فاستبق هذا ولا تقتله فقتلهم خالد وحبس مجاعة عنده كالرهينة كتب إلي السري قال حدثنا شعيب عن سيف عن طلحة عن عكرمة عن أبي هريرة وعبدالله بن سعيد عن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قد كان أبو بكر بعث إلى الرجال فأتاه فأوصاه بوصيته ثم أرسله إلى أهل اليمامة وهو يرى أنه على الصدق حين أجابه قالا قال أبو هريرة جلست مع النبي صلى الله عليه و سلم في رهط معنا الرجال ابن عنفوة فقال إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من أحد فهلك القوم وبقيت أنا والرجال فكنت متخوفا لها حتى خرج الرجال مع مسيلمة فشهد له بالنبوة فكانت فتنة الرجال أعظم من فتنة مسيلمة فبعث إليهم أبو بكر خالدا فسار حتى إذا بلغ ثنية اليمامة استقبل مجاع بن مرارة وكان سيد بني حنيفة في جبل من قومه يريد الغارة على بني عامر ويطلب دما وهم ثلاثة وعشرون فارسا ركبانا قد عرسوا فبيتهم خالد في معرسهم فقال متى سمعتم بنا فقالوا ما سمعنا بكم إنما خرجنا لنثأر بدم لنا في بني عامر فأمر بهم خالد فضربت أعناقهم واستحيا مجاعة ثم سار إلى اليمامة فخرج مسيلمة وبنو حنيفة حين سمعوا بخالد فنزلوا بعقرباء فحل بها عليهم وهي طرف اليمامة دون الأموال وريف اليمامة وراء ظهورهم وقال شرحبيل بن مسيلمة يا بني حنيفة اليوم يوم الغيرة اليوم إن هزمتم تستردف النساء سبيات وينكحن غير خطيبات فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم فاقتتلوا بعقرباء وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة فقالوا تخشى علينا من نفسك شيئا فقال بئس حامل القرآن أنا إذا وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس وكانت العرب على راياتها ومجاعة أسير مع أم تميم في فسطاطها فجال المسلمون جولة ودخل أناس من بني حنيفة على أم تميم فأرادوا قتلها فمنعها مجاعة قال أنا لها جار فنعمت الحرة هي فدفعهم عنها وتراد المسلمون فكروا عليهم فانهزمت بنو حنيفة فقال المحكم بن الطفيل يا بني حنيفة ادخلوا الحديقة فإني سأمنع أدباركم فقاتل دونهم ساعة ثم قتله الله قتله عبدالرحمن بن أبي بكر ودخل الكفار الحديقة وقتل وحشي مسيلمة وضربه رجل من الأنصار فشاركه فيه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق بنحو حديث سيف هذا غير أنه قال دعا خالد بمجاعة ومن أخذ معه حين أصبح فقال يا بني حنيفة ما تقولون قالوا نقول منا نبي ومنكم نبي فعرضهم على السيف حتى إذا بقي منهم رجل يقال له سارية بن عامر ومجاعة بن مرارة قال له سارية أيها (ص. 278)